بينها قانون ووعد.. 6 أسباب عجّلت باعتزال بيكيه المبكر
يؤمن كثيرون بأن جيرارد بيكيه لم يكن أمامه وقتًا طويلًا في الملاعب، لكن إعلان اعتزاله نهائيًا في منتصف الموسم، كان مفاجئًا للجميع.
يأتي ذلك الإعلان قبل أيام قليلة على انطلاق نهائيات كأس العالم 2022، وبعد ساعات قليلة من أنباء عن وجوده في القائمة الأوليّة للويس إنريكي، المدير الفني لمنتخب إسبانيا، في إشارة رفعت احتمالات عودته لتمثيل "لا روخا" بعدما أعلن اعتزاله دوليًا في وقت سابق.
قرار الاعتزال بالتأكيد ليس وليد اللحظة، بل جاء بعد عدة مقدمات ومواقف مر بها اللاعب المصنف ضمن صفوة لاعبي البارسا على مدار تاريخ النادي.
ويستعد بيكيه لظهوره الأخير في الملاعب عندما يستضيف برشلونة فريق ألميريا السبت المقبل ضمن الجولة الثالثة عشر من الدوري الإسباني.
وقبل الظهور الأخير، تستعرض "العين الرياضية" أبرز الأسباب التي عجلت باعتزال بيكيه في منتصف الموسم الحالي 2022-2023.
وعد لتشافي
بعد إعلان الاعتزال الرسمي، خرجت تقارير صحفية عن بعض الأحاديث المسربة بين بيكيه ومديره الفني تشافي هيرنانديز.
تذكر التقارير أن بيكيه لم يكن يريد الاعتزال كلاعب بديل، وأنه أظهر رغبته في أن ينافس على إحدى المقاعد الأساسية.
في المقابل، وعد بيكيه مديره الفني أنه إذا لم يكن جيدًا بما يكفي، فسيرحل.
فكرة عدم تقبل بيكيه لكونه لاعب بديل بدت جليّة خلال مواجهة برشلونة الأخيرة ضد فالنسيا على ملعب "ميستايا"، حين تم استدعاؤه من على مقاعد البدلاء للمشاركة بدلًا من المصاب جوليس كوندي.
وأظهرت اللقطات عدم جاهزية بيكيه نفسيًا للمشاركة، في الوقت الذي تعاون فيه زملاؤه لتجهيزه استعدادًا للمشاركة.
صافرات الاستهجان في "كامب نو"
14 لقبًا ملأت خزائن "بلوجرانا" أسهم فيها جيرارد بيكيه كلاعب وقائد، على رأسها عدة ألقاب من الدوري الإسباني وكأس الملك، وصولًا للتتويج باللقب الأوروبي في 3 مناسبات مختلفة.
إنجازات تغنّت خلالها جماهير "كامب نو" بمستويات بيكيه، الذي صُنّف كأحد أفضل المدافعين في العالم في فترات تألقه، وتزامن ذلك مع شراكة استثنائية في منتخب إسبانيا رفقة غريمه سيرجيو راموس، حين أسهما معا في التتويج المونديالي الوحيد لإسبانيا عام 2010.
منحنى الهبوط لبيكيه جاء تدريجيًا، ولكن ذروته جاءت في صورة مستوى مخيب خلال مباراة الفريق ضد إنتر ميلان الإيطالي، والتي انتهت بالتعادل الإيجابي 3-3 بين الفريقين، وأعلنت عن توديع برشلونة لدوري الأبطال إكلينيكيًا.
كانت المستويات الضعيفة التي يقدمها اللاعب مؤخرًا مدعاة لصافرات استهجان الجماهير في الملعب، وكذلك الحالة البدنية لما تسعفه في أن يحسن صورته.
علاقة متوترة
لم يتأخر خوان لابورتا، رئيس نادي برشلونة، عن التعقيب على اعتزال قائد الفريق بقوله "بيكيه هو جزء من برشلونة، سيكون مرجعًا للاعبين بشكل دائم".
وأضاف "لقد أظهر بوضوح ما يريده من النادي.. إنه يتفهم الوضع المالي النظيف وقد أبدى استعدادًا كبيرًا للمساعدة".
وتشير التقارير إلى أن بيكيه سيستغني عن ما يقارب الـ40 مليون من مستحقاته، والتي سترفع عبئًا ماديًا ثقيلًا من على كاهل النادي.
وترجح التقارير أن علاقة اللاعب المعتزل مع لابورتا لا تبدو مثالية في الفترة الأخيرة، وأن اللاعب قد تأذى كثيرًا من رئيس النادي، ولكنه لا يريد الإفصاح عن الأمر.
هذا ليس الموقف الأول الذي يقدم فيه بيكيه تضحية مالية للمساهمة في استقرار برشلونة ماديًا، حيث سبق وأن قدم مبادرة رفقة زميله السابق ليونيل ميسي في ذروة جائحة كورونا لاقتطاع 70% من مستحقاتهم للمشاركة في دفع رواتب العاملين بالنادي الكتالوني.
"الرئيس القادم لبرشلونة" كما أحبت الجماهير وصفه في أوقات عدة، على استعداد أن يتفاوض حول مستحقاته السابقة، في الوقت الذي استغنى فيه عن جزء كبير من مستحقاته بعقده الحالي.
الانفصال عن شاكيرا
في يونيو/ حزيران الماضي، أعلن الثنائي جيرارد بيكيه وشاكيرا انفصالهما بشكل رسمي.
وجمعت بيكيه بالمطربة الكولومبية علاقة دامت لعقد كامل، ورُزقا خلالها بطفلين، حيث كانت تُصنف من أكثر العلاقات الناجحة بين المشاهير، على الرغم من عدة معوقات، على رأسها كون المطربة الكولومبية تكبره في العمر بـ10 سنوات.
أنباء عديدة تسربت للإعلام خلال الصيف الماضي، قبل أن يُعلن الثنائي انفصالهما في بيان صحفي مشترك، وهي خطوة كان لها تأثيرًا نفسيًا سلبيًا على مسيرة مدافع برشلونة.
الاهتمام بالأعمال الخاصة
ربما قرر "رئيس برشلونة المستقبلي" إنهاء صفحة ممارسة كرة القدم، والتركيز على الأعمال الخاصة بعيدًا عن الضغوط، إذ لا يمثل العائد المادي من ممارسة كرة القدم أولوية للنجم الإسباني في المستقبل القريب.
آنخل بيريز، الصحفي بـ"الموندو"، أشار إلى نظر بيكيه إلى المنصة الرئاسية بـ"كامب نو" خلال الفيديو الوداعي، وعقّب اللاعب خلال تلك اللحظة بـ"سأعود".
وربما تكون فكرة المنافسة على رئاسة نادي برشلونة هي إحدى الخطط التي يمتلكها بيكيه مستقبلًا، مع وجود ظهير جماهيري يدعم الفكرة.
أما بعيدًا عن كرة القدم، فيمتلك المدافع الإسباني عدة استثمارات في مجالات مختلفة.
فهو أحد المساهمين في مجموعة "كوزموس" الاستثمارية في مجالات الإعلام والرياضة، والتي تساهم في شراكة مع الاتحاد الدولي لرياضة التنس لمدة 25 عامًا وبقيمة تتجاوز الـ3 مليارات دولار أمريكي، إذ يأتي تطوير بطولة "كأس ديفيز" على قائمة الأولويات.
من بوابة "كوزموس"، اقتحم بيكيه عالم الاستثمار في كرة القدم، حيث يمتلك نادي "أندورا" الذي صعد حديثًا إلى دوري الدرجة الثانية في إسبانيا، كما يمتلك أسهم الأغلبية في نادي "خيمناستيك مانريسا".
استثمارات أخرى تتوغل فيها "كوزموس" ما بين منافسات الألعاب الالكترونية ورعاية الألعاب الافتراضية والـ"فانتازي"، وصولًا إلى الحصول على حقوق نقل بطولة "كوبا أمريكا" في نسختها الأخيرة عام 2021.
قانون اسباني جديد
تُجري اسبانيا تعديلات تشريعية على قوانين الرياضة، تعيد تنظيم العلاقة بين الرياضيين والكيانات، خاصة فيما يتعلق بالاستثمار وتضارب المصالح.
بجانب الاستثمارات المذكورة لبيكيه من خلال شركة "كوزموس"، توجد شراكة مع الاتحاد الأسباني لكرة القدم، تتمثل في حقوق الرعاية والترويج لبطولة كأس السوبر الإسباني، وكان من ضمن المتغيرات الناتجة عن الشراكة تنظيم البطولة في المملكة العربية السعودية.
وتمنع المادة 47 من القانون الجديد للرياضة في اسبانيا وجود علاقة نفعية اقتصادية بين أي من الاتحادات الرياضية لأي لعبة، وأي لاعب أو رياضي أو مسؤول ينافس في أي بطولة تحت مظلة نفس الاتحاد.
قانون قد يعيق تحركات بيكيه الاستثمارية الطموحة. ومع تسليمه لحقيقة أن الوقت المتبقي له داخل المستطيل الأخضر ليس بالكثير، فإن الاهتمام بأعماله أصبح أكثر أولوية في وجود هذا القانون.
aXA6IDMuMTQ0LjIzNS4xMzgg جزيرة ام اند امز