"العدالة والتنمية" بالمغرب.. انتخابات تكتب شهادة وفاة سياسية
لا تعد نتائج الانتخابات المغربية مجرد كشف رقمي لتوزيع الأصوات، بقدر أنها أشبه بشهادة وفاة رسمية لحزب العدالة والتنمية؛ ذراع الإخوان.
وسجل حزب "العدالة والتنمية" نتائج كارثية في الانتخابات التشريعية التي جرت أمس الأربعاء، إذ حل في ذيل الترتيب بـ14 مقعداً فقط مقارنة بـ120 مقعدا في البرلمان المنتهية ولايته.
نتائج مُتوقعة
سقوط العدالة والتنمية كان مُتوقعاً، إلا الطريقة التي حدث بها هذا السقوط كانت غير مسبوقة، وفق الأكاديمي حسن بلوان.
بلوان قال لـ"العين الإخبارية"، "الحزب أخذه جُنون العظمة، وظن أن قاعدة مُريديه ستحميه من مُحاسبة صناديق الاقتراع، إلا أن إرادة المغاربة كانت فوق جميع الولاءات الأيديولوجية".
وأكد الخبير المغربي أن العدالة والتنمية ظل إلى آخر اللحظات يُمني نفسه بـ"الولاية الثلاثة" على رأس الحكومة، مضيفا "لو استمع قليلاً لنبض الشارع، وأعلن انسحابه أو عدم مُشاركته في الانتخابات، لكان الأمر أكثر حفظاً لماء وجهه".
وأوضح أن "نفس السيناريو يتكرر مرة أخرى، ونفس الخطأ يتكرر مرة أخرى، إذ يدفن الإخوان رؤوسهم بين مُريديهم، ويصمون آذانهم عن الانتقادات المُوجهة إليهم، ولا يقبلون الرأي الآخر، إلى أن يجدوا أنفسهم على هامش العملية الديمقراطية".
وتابع "ما حدث في انتخابات الثامن من سبتمبر/أيلول حدث تاريخي يجب أن تستفيد منه الأحزاب والتنظيمات السياسية، حتى لا تنال نفس مصير إخوان المغرب".
ولاء للوطن
وفي عام 2011، نال العدالة والتنمية تعاطف المغاربة في أعقاب التعديلات الدستورية التي جرت في ذلك العام، باعتباره "البديل الملائكي" الذي سيُقدم للمغاربة الازدهار على طبق من ذهب، إلا أن ممارسته السياسية أثبتت عكس ذلك تماماً.
وبحسب رشيد العيداني، الباحث في الشؤون السياسية، فالعدالة والتنمية "أظهر للمغاربة خلال حملته الانتخابية عكس ما قام به في الواقع. وأبانت تجربته أن ولاءه لم يكن للوطن، بل للجماعة".
وتابع العيداني "تباكي عبدالإله ابن كيران في أعقاب نهاية ولاية الحزب الأولى، وتعليق فشله في الحكومة على شماعة التماسيح والعفاريت والجهات التي لم يجرؤ يوماً على تسميتها، جعل المغاربة يتعاطفون معه ويمنحونه فرصة أخرى"، لكن الأمر لم يتكرر في انتخابات أمس.
العيداني أوضح لـ"العين الإخبارية" أن "أسلوب المسكنة والمظلومية الذي ميز حكم العدالة والتنمية، صار مكشوفاً لدى المغاربة، ولم تنطل عليهم الخدعة مرة أخرى في انتخابات الثامن من سبتمبر/أيلول".
وتابع الباحث المغربي أن "نسبة المشاركة الكبيرة جداً، والتي تجاوزت الـ50 بالمائة، هي نسبة غير مسبوقة، لكن ضع في الاعتبار عامل جائحة كورونا وعدم توجه العديد من الأشخاص إلى صناديق الاقتراع خوفاً من العدوى، ناهيك عن استمرار العطلة الصيفية"، مضيفا "كُلها عوامل لو لم تكن لكانت نسبة المُشاركة أعلى بكثير جداً، ولكانت الضربة أكثر إيلاماً لحزب الإسلام السياسي".
وبتحليل سريع للأرقام الأولية، يظهر أن حزب العدالة والتنمية تخلى عنه مؤيدوه، لأن حصوله على هذه الأرقام الهزيلة دليل على أن خيبة الأمل تجاوزت الأنصار والمتعاطفين، لتنخر في أعضاء الحزب وقواعده، وفق الباحث المغربي.
aXA6IDMuMjEuMjEuMjA5IA== جزيرة ام اند امز