«الموت الأسود» والمناعة.. دراسة تكشف أسرارا جديدة عن الطاعون
كشفت دراسة حديثة بحثت في أسرار الطاعون، المعروف بـ"الموت الأسود"، بعض التفاصيل الجديدة عن المرض الذي أودى بحياة نحو 25 مليون شخص.
ولم يجد فريق من العلماء في تخصصات مختلفة سوى القليل من الأدلة على أن طاعون تسبب في ظهور متغيرات جينية في المجموعات السكانية المتضررة.
وفي العام الماضي، اكتشف العلماء أن الطاعون كان في الواقع عدوى بكتيرية تحملها القوارض البرية.
وأثر "الموت الأسود" على الأشخاص الذين يعيشون في أوروبا وأجزاء من أفريقيا وآسيا في منتصف القرن الرابع عشر، والذي يعتقد أنه قتل نحو 25 مليون شخص، إذ شهدت بعض البلدان فقدان 65% من سكانها.
وفي الدراسة الحديثة، حلل علماء الآثار والوراثة والأمراض من مؤسسات في جميع أنحاء أوروبا جينومات 275 فردا مدفونا في كمبريدجشاير (إنجلترا)، ممن عاشوا قبل وبعد الموت الأسود في القرن الرابع عشر في نفس المنطقة لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم العثور على أي تغييرات جينية.
ووجدوا الباحثون، في الدراسة التي نشرت بمجلة Science Advances في 17 يناير/كانون الثاني، على عكس المعتقدات السابقة، أنه لا يوجد في الواقع سوى القليل من الأدلة على أن جائحة الطاعون الدبلي تسببت في تحولات جينية في المنطقة.
ويهدف الخبراء إلى فهم تأثير الموت الأسود على الاختلافات الجينية للسكان، وكذلك استكشاف ما إذا كان الوباء قد شكل قابلية السكان الباقين على قيد الحياة للأمراض الوراثية.
وربطت الدراسات السابقة طاعون العصور الوسطى بتطور أنواع المناعة لدى بعض السكان، ومع ذلك فإن أحدث الأفكار من الدراسة الجديدة توضح أن الحمض النووي القديم لم يعكس أي تغييرات كبيرة في الاختلافات الجينية حول التنوع أو الجينات المناعية المرتبطة بالوباء، وفقا لموقع Interesting Engineering.
ويتحدى هذا الاكتشاف هذه الفكرة النموذجية، ويثير تساؤلات حول مدى واتساق الاستجابات الجينية للوباء التاريخي.
ويشير الباحثون إلى أن الاستجابات المناعية لليرسينيا الطاعونية، البكتيريا المسؤولة عن الموت الأسود، يمكن أن تتعلق بمسارات متعددة لم يتم الكشف عنها بعد، وقد يساهم هذا في فهم التأثير الجيني للطاعون على مجموعات سكانية متنوعة.
وأوضح الباحثون، في بيان، أن تحليلاتهم كشفت تفاصيل حول التركيبة الاجتماعية في كمبريدجشاير، بما في ذلك الارتباط والتحولات طويلة المدى في السلالة الجينية المحلية بسبب الهجرة من هولندا والنرويج والدنمارك.
وأشار الباحثون إلى أن "هذه النتائج لا تعني أن الطاعون لم يكن له تأثير انتقائي على التنوع الجيني في كامبريدج".