أسرار مذهلة لعالم النباتات.. تسمع وترى وتتألم
ينظر معظم الناس إلى النباتات على أنها أجسام صامتة بلا حراك، لكن حقيقة النباتات أكثر غرابة وروعة، عبر مجموعة متنوعة من الحواس.
تمتلك النباتات طرقًا للتفاعل مع العالم، كما يُنظر إلى النباتات منذ فترة طويلة على أنها تتمتع بنوع من الذكاء خاص بها، وتشير الدراسات الحديثة إلى أنه قد يكون لديها شكل من أشكال الوعي.
وتمثل النباتات حوالي 80 ٪ من إجمالي كتلة الحياة على الأرض، ما يعني أنها تفوق عدد البشر. وقد ظهرت النباتات على الأرض منذ أكثر من 500 مليون سنة، وقد شكلت بيئة الأرض منذ ذلك الحين.
هناك الكثير من العلماء متخصصون في دراسة وعي النباتات، وتشير ورقة بحثية نشرت عام 2016 في مجلة Synthese إلى هذا التخصص باسم "علم الأعصاب النباتي".
والنباتات ليس لديها خلايا عصبية، أو أي نوع من الجهاز العصبي مثل الحيوانات، لكنها تنقل إشارات حول أجسامها بطريقة تشبه بشكل مدهش نبضات أعصاب الحيوانات.
وقد ناقشت رقة بحثية أخرى، نُشرت عام 2019 في مجلة علم وظائف النبات، الذاكرة والتعلم في النباتات، وأطلقت على هذا المجال اسم "فلسفة النبات".
طرق تعامل النبانات
الأشجار تحافظ على مسافة بينها، مما قد يساعد في منع انتشار الآفات أو الأمراض وأيضًا يساعد الأشجار على مشاركة ضوء الشمس الذي تحتاجه.
توضح ناشيونال جيوغرافيك أن هذه الظاهرة تُعرف باسم حياء التاج، وحتى الآن لا يعرف العلماء آلية عملها، لكن هذا يشير إلى وجود إحساس لديها لقياس المسافة والشعور بجيرانها.
بينما تحرص بعض الأشجار على مشاركة ضوء الشمس مع جيرانها، فإن معظمها يتشارك أيضًا في الموارد تحت التربة من خلال كتلة هائلة من الجذور والفطريات النباتية. وتتنازل النباتات التي لديها موارد أكثر بسهولة عن فائضها لمن لديهم القليل.
تواصل النباتات
تسمح شبكات الفطريات النباتية التي تنمو تحت الغابات للأشجار بالتواصل مع بعضها البعض. وتقول "نيويورك تايمز" إن الأشجار أصبحت تبحث عن بعضها البعض، وإذا أصيبت إحدى الأشجار، فإنها ترسل إشارات تنبيه كيميائية من خلال جذورها، مما يسمح للأشجار الأخرى المجاورة بتجهيز نفسها للخطر.
كما تقوم الأشجار المنكوبة بإلقاء جميع مواردها في الشبكة، مما يسمح للآخرين القريبين بالبقاء على قيد الحياة عندما تتأكد أنها ستموت.
في حين أن بعض النباتات قد تتحدث مع بعضها البعض تحت الأرض، إلا أنه وفقًا للباحثين في جامعة طوكيو، تتمتع النباتات بحاسة شم قوية وتتفاعل مع الروائح وتغير سلوكها نتيجة لذلك، وهي تتواصل مع بعضها البعض من خلالها.
تسمع وتبصر
السمع، ببساطة، هو القدرة على اكتشاف الاهتزازات التي تنتقل عبر الهواء، ووفقًا لمجلة Scientific American، هناك بعض الأدلة الجيدة على أن النباتات قادرة على التقاط هذه الاهتزازات الصوتية مثل الحيوانات.
واكتشف علماء الأحياء أنه في حالة عدم وجود الرطوبة، تنمي النباتات جذورها نحو صوت الماء الجاري، كما أن صوت مضغ الحشرات يجعل النباتات ترفع دفاعاتها الكيميائية.
وجدت دراسة نشرت في مجلة Oecologia أن النباتات لا تسمع الحشرات فحسب، بل يمكنها أيضًا التمييز بين صوت المضغ وأصوات الحشرات الأخرى مثل أغاني التزاوج.
وفي حين أن النباتات ليس لديها عيون بالضبط، فإن فكرة الإبصار تستند إلى احتمال أن تحتوي النباتات على خلايا تعمل كعدسات، مما يمنحها أعضاء تشبه العين.
في حين أن الطريقة التي تكتشف بها النباتات الضوء قد لا تكون هي نفس نوع الرؤية التي يستطيع البشر القيام بها، توضح الاتجاهات في علم النبات أن النباتات قد تكون قادرة على استخدام عيونها لاستشعار الأشكال والألوان من حولها.
بشكل فعال، يمكن أن يحتوي النبات على أي عدد من "مقل العيون" بحجم الخلية التي يمكن للبنات استخدامها لتوجيه نموه نحو الضوء وبعيدًا عن العوائق.
الشعور بالألم
وجد الباحثون أن النباتات قادرة بالتأكيد على الإحساس باللمس، على الرغم من عدم وجود دليل على أنهم "يشعرون" بنفس الطريقة التي تشعر بها الحيوانات.
كما تذكر مجلة Discover أن النباتات لا تعاني من الألم بنفس الطريقة التي يعاني منها البشر، ولا يبدو أنهم يظهرون أي شيء يشبه استجابة فعلية للألم. على الرغم من ذلك، لا يزال بإمكانهم الرد على التجارب، مثل الإصابات، التي قد نعتبرها مؤلمة.
كما توضح دراسة نُشرت في Annals of Botany كيف تتأثر النباتات بالتخدير، فبنفس الطريقة التي تتفاعل بها المسكنات والمخدرات لتخدير الحيوانات، تمتلك النباتات استجابة بيولوجية مماثلة، حيث يمكن وضع النبات تحت التخدير تمامًا مثل مريض المستشفى الذي يخضع لعملية جراحية.