تعاظم نفوذ وكلاء اللاعبين يدمر كرة القدم

الوكيل أشبه بالتاجر، وكل ما يهتم به التاجر هو الترويج لبضاعته بكل الطرق الممكنة

أبرز ما نراه مؤخرًا في عالم كرة القدم هو التواجد الإعلامي الكثيف لوكلاء اللاعبين، بعدما باتوا يتحكمون في سوق الانتقالات ومصير النجوم، بل وفي بعض الأحيان وضع شروط على الأندية لضمان مشاركة موكليهم أساسيين وغير قابلين للتغير خلال المباريات مهما كان مستواهم، مما يجعلهم من أقوى الأطراف في اللعبة.

هذه الظاهرة قد تتسبب في أضرار لكرة القدم، وإضرار أيضًا باللاعبين أنفسهم، ويمكن أن نتخذ حالة الإيفواري يايا توريه كمثال واضح خاصة حرب التصريحات الشرسة بين وكيله وبيب جوارديولا مدربه في مانشستر سيتي.

بالتأكيد ما يحدث بين الوكيل ديمتري سيلوك وجوارديولا ليس في صالح توريه، ولن يفيده كثيرًا في الانتقال إلى فريق آخر والابتعاد عن جحيم الفيلسوف، بعدما طُرده من جنته بالفعل، وبالطبع الأمور كانت حياة توريه لتصبح أقل تعقيدًا إذا احتفظ سيلوك بلسانه داخل فمه لوقت أطول.

سيلوك ليس حالة فردية بين وكلاء اللاعبين، فالوكيل أشبه بالتاجر، وكل ما يهتم به التاجر هو الترويج لبضاعته بكل الطرق الممكنة، مينو رايولا أيضًا يحب إثارة الكثير من الجدل، وما فعله في الصفقة القياسية التي جعلت بول بوجبا الأغلى في التاريخ يبرهن على ذلك.

الإيطالي رايولا أجاد مراوغة مانشستر يونايتد قبل اتمام الصفقة، واستخدم الإعلام للضغط ببعض الأوراق قبل الانتقال الرسمي من يوفنتوس، تارة يقول إن العديد من الأندية الغنية مستعدة لضم النجم الفرنسي من بينها ريال مدريد وبرشلونة والسيتي، وتارة يقول إن بوجبا باق في يوفنتوس ولن يرحل، حتى نال مراده في النهاية.

خورخي مينديز البرتغالي الرصين لا يفضل الظهور الإعلامي كثيرًا، لكنه يحب أن يفرض شروطه وراء الكواليس، وظهر ذلك بشكل واضح في تباطؤ إدارة فالنسيا في إقالة المدرب الأسبق نونو جوميز موكل مينديز بالرغم من النتائج الكارثية للفريق واتجاهه إلى الهاوية بسرعة رهيبة، كذلك الإبقاء على عدد من اللاعبين الفقراء فنيًا ضمن التشكيلة الأساسية فقط لأن وكيلهم مينديز وهو صديق بيتر ليم مالك النادي.

باعتقادي أن كرة القدم في حاجة إلى شخصيات قوية كمدربين أو في إدارات الأندية، حتى يتمكنوا من وضع حد للتصاعد الغريب في نفوذ وكلاء اللاعبين، قبل أن يصادروا ما تبقى من متعة في اللعبة لتعظيم فوائدهم وزيادة أرصدة موكليهم.