المؤلم أن مجمل الأخبار في غالبيته العظمى ليس ساراً، فهو ينحسر في تفجير أو قتل أو محاولة انقلاب أو تظاهرات دموية أو حرب أهلية
يشعر المتابع للأحداث في المنطقة في السنوات الأخيرة بمزيج من «الإنهاك السياسي» الممزوج بالغضب الذي يؤدي به -بطبيعة الحال- إلى الاكتئاب.
وكما يقول المثل المصري الشهير: «مفيش خبر بييجي من الغرب يسر القلب».
هذا الإحباط يصل بك تلقائياً إلى «الإنهاك السياسي»؛ حيث يصبح الإنسان كارهاً لأي جرعة سياسية ولديه الرغبة الدائمة في الهروب من السياسة ومن رموزها والانعزال والهروب بعيداً
المتابع اليومي لنشرات الأخبار على شاشة التلفزيون والأخبار اللحظية على شاشة الموبايل يجد نفسه غير قادر على الملاحقة لتطورات الأحداث السريعة.
المؤلم أن مجمل الأخبار في غالبيته العظمى ليس ساراً، فهو ينحسر في تفجير أو قتل أو محاولة انقلاب أو تظاهرات دموية، أو حرب أهلية، أو أعمال فساد حكومي، أو انهيار جسر، أو حادث قطار بسبب الإهمال وسوء الصيانة.
كلها أخبار محبطة مؤلمة، على الرغم من أن الأحداث اليومية تحتوي على جرعات من الأمل، مثل إنشاء جسر، أو فتح طريق جديد، أو مشروعات كهرباء أو مياه شرب أو إنشاء جامعة جديدة، أو تسلم مقاتلات عسكرية جديدة.
إن الجرعة التي نتلقاها يومياً وتدخل في شرايين العقل ومسارات الروح وتستقر في الذاكرة هي جرعات سلبية متتالية مقابل جرعات محدودة من الأخبار الإيجابية التي تشجع على التفاؤل وتدعو إلى الأمل، في أن غداً سيكون -بإذن الله- أفضل من اليوم، لذلك نعايش ما يسمى علمياً بحالات الاكتئاب العظمى وهي حالة مرضية تحتاج إلى علاج شامل.
هذا الإحباط يصل بك تلقائياً إلى «الإنهاك السياسي»؛ حيث يصبح الإنسان كارهاً لأي جرعة سياسية ولديه الرغبة الدائمة في الهروب من السياسة ومن رموزها والانعزال والهروب بعيداً.
لذلك أذهب -بعد إذنكم- إلى عطلتي الصيفية!
نقلاً عن "الوطن المصرية"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة