سياسيون يطالبون عون بعدم وضع لبنان في مواجهة أمريكا
وزراء وسياسيون لبنانيون نددوا بالبيانات الرسمية الصادرة من الرئاسة والخارجية بإدانة مقتل سليماني والمهندس في الغارة الأمريكية
أكد محللون سياسيون ووزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ضرورة الحفاظ على سيادة، وحياد البلاد وعدم الزج بها في "النيران الإقليمية"، وطالبوا الرئيس ميشال عون بعدم وضع بيروت في مواجهة أمريكا.
- مصادر لبنانية لـ"العين الإخبارية": إعلان تشكيل حكومة دياب خلال أيام
- خبراء يحذرون من هجمات إلكترونية إيرانية بعد مقتل سليماني
ويأتي ذلك في أعقاب تنديد عون ووزير خارجيته جبران باسيل بالغارة الأمريكية التي أسفرت عن مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس.
وشدد هؤلاء السياسيون والخبراء، في تصريحات منفصلة لـ"العين الإخبارية"، على أن "عون يضع لبنان في مواجهة مباشرة مع الأمريكيين، حين يصف الغارة على مطار بغداد بالجريمة"، وأشاروا إلى أن الاتجاه يسير نحو "الإسراع" في تأليف الحكومة لتدارك التطورات الميدانية بعد مقتل سليماني والمهندس.
وأدان الرئيس اللبناني ميشال عون استهداف قاسم سليماني قائلا في برقيته للرئيس الإيراني حسن روحاني: "تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة بمنطقة الشرق الأوسط".
وأضاف: "في هذه المناسبة الأليمة، أتوجَّه إليكم والشعب الإيراني الصديق بتعزيتي القلبية"، مؤكدا "إدانة لبنان للجريمة التي أدت إلى مقتل اللواء سليماني".
واعتبرت وزارة الخارجية اللبنانية الغارة "انتهاكا لسيادة العراق وتصعيدا خطيرا ضد إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة"، فيما يخشى مراقبون أن يصبح لبنان بعد مقتل سليماني ساحة لتصفية حسابات بين واشنطن وإيران.
مواجهة مع أمريكا
وندد وزراء وسياسيون لبنانيون بالبيانات الرسمية الصادرة من الرئاسة والخارجية بإدانة مقتل سليماني والمهندس في الغارة الأمريكية، وقال الدكتور سليم الصايغ الوزير السابق نائب رئيس حزب الكتائب اللبناني: "إن عون يضع لبنان وبغض النظر عن صحة الموقف أو عدمه في مواجهة مباشرة مع الأمريكيين".
وأوضح الصايغ، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن اللافت في برقية رئيس الجمهورية هو وصف عملية اغتيال قاسم سليماني بـ"الجريمة"، في حين أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو من أعلن أنه أعطى الأوامر لتنفيذ العملية، وهناك محاذير دبلوماسية قد يتحملها لبنان بعد اتهام ترامب بارتكاب جريمة.
وأكد الصايغ ضرورة أن ينأى لبنان بنفسه عن جميع الأزمات، وعدم التورط في أي موقف أو صراع لا يمت للبنان بصلة، والتمتع بالحياد الإيجابي المتمثل في عدم ربط الساحات العربية إلا فيما يتفق عليه دول الجامعة العربية، نحن ضد ربط الساحات بين بغداد ودمشق وبيروت، وما يهمنا ألا ينتقل الصراع لحرب إقليمية.
ورأى الصايغ أن مقتل سليماني ربما يؤدي لتشدد أكبر من قبل حزب الله لتجميع أوراق القوة في لبنان، والتحكم في السلطة التنفيذية بشكل أكبر.
وتابع: "نعلم أن حزب الله من يؤلف الحكومة"، معتبرا أن "حزب الله سيكون في الفترة المقبلة أقل مرونة وأكثر تشددا في إدارة الحكومة لاحقا في حال نالت الثقة في البرلمان اللبناني، وفي حال لم تنل الثقة ستبقى هي حكومة تصريف الأعمال التي ستمارس صلاحيات وزارية منفردة".
وحول موعد إعلان حكومة حسان دياب، قال الصايغ: "إن الاحتمالات مفتوحة لإعلان الحكومة بأي لحظة".
وكان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل قد غرد عبر حسابه على "تويتر" قائلا: "في ظل التصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة، نؤكد أهمية الحفاظ على أمن وسيادة وحياد لبنان من تصفية الحسابات التي لا علاقة للبنان بها، ولدينا ما يكفي من التحديات والاستحقاقات الداخلية.. وحده الحياد يحمي لبنان".
الالتزام بالحياد
وبدوره، دعا وزير الشؤون الاجتماعية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية ريشار قيومجيان إلى "عدم زج البلاد بالنيران الإقليمية؛ لأن مصلحة لبنان العليا تتمثل في الالتزام بالحياد، والحفاظ على موقعه العربي الطبيعي، حيث إن لبنان أولا هو أولوية الأولويات".
وأضاف الوزير اللبناني عبر حسابه الرسمي على فيسبوك: "نحن مع الاستقرار الداخلي، وننتظر حكومة مستقلين فعلا لا واجهات مقنعة لأحزاب السلطة"، مؤكدا ضرورة الإسراع في "إنقاذ الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي".
وأكد الإعلامي نوفل ضو، منسق التجمع من أجل السيادة، أن إصرار الرئيس ميشال عون وصهره وزير الخارجية جبران باسيل في كل مناسبة على تأكيد التصاقهما بسياسات إيران والتماهي مع قادتها، لا يعكس رأي كل اللبنانيين وقناعاتهم.
وأضاف عبر حسابه الرسمي على تويتر اليوم: "اللبنانيون متمسكون باستعادة موقعهم الطبيعي في قلب المجتمعين العربي والدولي، بعيدا عن مشاريع حروب الدول الفاشلة والمارقة".
تشكيل الحكومة
وقال الدكتور محمد سعيد الرز الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني لـ"العين الإخبارية": "إن البلاد ستشهد تسارعا في تشكيل الحكومة المرتقبة لاستباق أي تطورات ميدانية على الساحة اللبنانية أو في المنطقة عقب مقتل سليماني"، مرجحا إعلان التشكيل الحكومي الجديد الإثنين أو الثلاثاء المقبلين.
وأضاف: "بانتظار ما سيعلنه أمين عام حزب الله حسن نصر الله، غدا الأحد، والمتوقع أن يكون الرد عملية ضد إسرائيل، وسيترك توقيتها ومكانها لما بعد تشكيل الحكومة الإثنين أو الثلاثاء المقبلين بفترة ليست قصيرة؛ وذلك لمنع إسرائيل من استغلال الفراغ الحكومي في حال تسارعت التطورات الميدانية".
ونقلت صحيفة الأخبار اللبنانية عن مصادر في فريق "8 آذار" قولها: "إن الاتجاه حتى الآن يسير نحو "التسريع في تأليف الحكومة تداركا للتطورات، فما يُمكن تحقيقه الآن، قد لا يكون مُمكنا في حال التصعيد وذهاب الأمور إلى المجهول".
وكانت الولايات المتحدة قد شنت غارة جوية، فجر الجمعة الماضية، على موكب يضم سيارتين، إحداهما تقل قاسم سليماني خلال زيارة له لبغداد.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمر بتنفيذ الضربة التي استهدفت سليماني.
وبحسب بيان "البنتاجون" استهدفت غارة أمريكية سليماني وكبار قادة الحشد الشعبي لردع خطط الهجمات الإيرانية المستقبلية، لافتا إلى أن قائد فيلق القدس كان يطور خططا لمهاجمة الدبلوماسيين الأمريكيين في العراق والمنطقة.
aXA6IDE4LjIyMi4yMC4zMCA=
جزيرة ام اند امز