مصير قوات التحالف.. بومبيو والكاظمي يغلقان الباب مبكرا في وجه إيران
رئيس الوزراء العراقي مصطفى بدأ زيارة إلى واشنطن هي الأولى من نوعها منذ تسلمه السلطة في مايو الماضي؛ حيث تستهدف تعزيز العلاقة بين البلد
لم يمنح وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فرصة للقوى السياسية العراقية الموالية لإيران لالتقاط أنفاسها بشأن مصير بقاء قوات التحالف الدولي بقوله: "لن يكون حديثا عن ذلك الأمر في زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لواشنطن".
وزير الخارجية الأمريكي أعلن عقب لقاء بنظيره العراقي فؤاد حسين في واشنطن، عزم الولايات المتحدة تقديم نحو 204 ملايين دولار في صورة مساعدات إنسانية إضافية لشعب العراق واللاجئين.
ووصل رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي إلى الولايات المتحدة ليل الثلاثاء في أول زيارة من نوعها له منذ تسلمه السلطة في مايو/أيار الماضي؛ حيث تستهدف تعزيز العلاقة بين البلدين واستئناف الحوار في اتفاقية الإطار الاستراتيجي الموقعة بين بغداد وواشنطن 2008.
ومارست القوى السياسية العراقية المرتبطة بنظام طهران والفصائل المسلحة، عمليات ضغط على حكومة الكاظمي منذ إعلانه عن جدول زيارته الإقليمية والدولية، للدفع به نحو الخوض بتفاصيل الانسحاب الأمريكي وانتهاء التواجد الأجنبي لقوات التحالف في العراق خلال رحلته لواشنطن.
واتهمت القوى السياسية ذات الأجنحة العسكرية، رئيس الوزراء في وقت سابق بالتواطئ مع الولايات المتحدة لنزع سلاح المليشات وحل قوات الحشد الشعبي.
وصعدت الفصائل المسلحة من حدة هجماتها على القواعد الأمريكية وأرتال الدعم اللوجستي للتحالف الدولي في الآونة الأخيرة.
واستبق الكاظمي زيارته إلى واشنطن في رد ضمني على رغبات الكتل السياسية ذات الارتباط مع إيران بتأكيده أن الاحتياج لا يزال قائما للولايات المتحدة في مجال التسليح والمشورة العسكرية ضد تهديدات تنظيم داعش الإرهابي.
وأسدل رئيس الوزراء العراقي الستار على تصريحات وجدل سبق زيارته إلى واشنطن بشأن لعب دور الوساطة بين إيران والولايات المتحدة، قائلا: "لست ساعي بريد".
جدولة الانسحاب
المحلل السياسي العراقي حمزة مصطفى أكد أنه رغم المحددات الإيرانية التي وضعت في سياق زيارة الكاظمي إلى واشنطن لا يمكن للأخيرة التسليم لمخططات طهران.
وبحسب مصطفى فإن القوى السياسية، وخصوصا "الفتح" كانوا واقعيين في طرحهم بعد أن طالبو رئيس الوزراء العراقي قبل زيارته لبغداد بـ"طرح موضوع جدولة الانسحاب وليس إخلاء البلاد من القوات الأمريكية بشكل آني وفوري".
وصوت البرلمان العراقي في مطلع العام الحالي على قرار إبعاد القوات الأمريكية والتحالف الدولي عن الأراضي العراقية وغلق قواعدها العسكرية بعد أيام من حادثة اغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سيليماني وأبو مهدي المهندس بهجوم صاروخي أمريكي عبر طائرة مسيرة عند محيط مطار بغداد الدولي.
وتسعى طهران وبشكل واضح وصريح في تحريك العربة السياسية في العراق عبر أذرعها باتجاه الضغط على واشنطن لإخراج قواتها وانهاء تواجدها العسكري. وأبدى ذلك جهارا مرشد إيران علي الخامنئي خلال استقباله رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في طهران في يونيو/ تموز الماضي.
بينما ذكر الباحث السياسي محمد العكيلي أن البحث عن نتائج رقمية ملموسة في عالم السياسية وفي ظل الظروف التي يشهدها العراق وفق مزاجات بعض القوى "كلام بعيداً عن المنطق والفهم السياسي".
العكيلي قال إن زيارة الكاظمي إلى واشنطن ستأتي بنتائج مفيدة للعراق لكونها تمثل مداخل سياسية تهيئ لفتح أبواب صغيرة تقود إلى مسارات أكبر في الجوانب الاقتصادية وغيرها من المجالات الأخرى.
وطالب بضرورة التخلي عن سياسة مسك العصا من الوسط والذهاب باتجاه الطرف التي تمثل مصالح العراق دون المجاملة والخضوع على حساب الوطن والمواطن.
ولفت إلى أن بغداد تمتلك وفق المعطيات والمستجدات الإقليمية والدولية، أوراق عديدة من بينها لعب دور التوزان الذي يهدأ من حدة الخصومة بين فرقاء المنطقة.
محاسبة الكاظمي
وبحسب النتائج الأولية المعلنة للوفد العراقي إلى الولايات المتحدة، توقع بعض المراقبين ارتدادات حادة في مواقف عدد من القوى البرلمانية والسياسية تجاه شخص رئيس الوزراء.
ويرى المحلل السياسي نبيل غنام لـ"العين الإخبارية"، أن "الكاظمي سيتعرض للمحاسبة من قبل البرلمان على أي تفاهمات بشأن تلك الزيارة حدثت خارج المتفق عليه ضمن الكابينة السياسية برمتها".
ووفقاً لـ"غنام" فإنه من المتوقع ألا يخوض رئيس الوزراء العراقي في غمار قضايا استراتيجية وجوهرية تمس سيادة البلاد لكون مهامه محدودة وتقع ضمن تهيئة الأجواء للانتخابات المبكرة وتقدم الحلول الإصلاحية في الجانب الاقتصادي.
وتوقع السياسي حمزة مصطفى أن ترتفع حدة الهجمات التي تستهدف معسكرات وثكنات القوات الأمريكية ومصالح التحالف الدولي في العراق عقب تلك التطورات الأخيرة التي رشحت من الزيارة الجارية لواشنطن.
ويختتم المحلل السياسي واثق الجابري الحديث بالتأكيد على أن الاعتداءات الصاروخية التي تطال النقاط العسكرية للولايات المتحدة في العراق تقف وراءها أطراف خفية لإثارة الفوضى.