بومبيو في الشرق الأوسط.. جولة مواجهة الإرهاب الإيراني
بومبيو كشف أمام العالم موقفه بأنه لا تراجع لديه في حسم الملف الإيراني بما يخدم المصالح الأمريكية ويحفظ للمنطقة استقرارها.
"إيران الداعم الأكبر للإرهاب في العالم" و"التصدي لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية ضرورة" و"إيران تشكل تهديداً للمنطقة وعلينا مواجهة أنشطتها".. عبارات تكشف مدى اهتمام مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي الجديد بملف طهران الذي يؤرق العالم بسبب مؤامرات نظام الملالي الساعية لتقويض الاستقرار في المنطقة.
ففي ساعات قليلة كان الملف الإيراني يستحوذ على اهتمام بومبيو خلال زيارته الأولى إلى منطقة الشرق الأوسط.
وقد بدأ بومبيو رحلته، السبت الماضي، بزيارة الرياض، المحطة الأولى من جولة بالمنطقة شملت إسرائيل والأردن، وتصدر الاتفاق الموقع مع طهران لتقييد برنامجها النووي أولويات مباحثاته.
بومبيو في السعودية
خلال أول جولة له في المنطقة، التي استهلها بزيارة السعودية، ركز بومبيو في حشد دعم إقليمي ودولي ضد إيران؛ قبل اتخاذ قرارات أمريكية متوقعة بشأن الاتفاق النووي مع طهران.
ودخل بومبيو في محادثات مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تناولت مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط.
وأكد بومبيو اتفاقه مع رؤية السعودية بشأن طهران، قائلاً إن "إيران الداعم الأكبر للإرهاب في العالم".
تصريح بومبيو جاء خلال مؤتمر صحفي عقده مع نظيره السعودي عادل الجبير ، إذ شدد الأخير على ضرورة فرض عقوبات على إيران بسبب دعمها الإرهاب وتدخلها في شؤون الدول الأخرى.
وقال بومبيو: "سنواصل العمل مع شركائنا الأوروبيين لإصلاح الاتفاق النووي الإيراني"، مؤكدا أنه "إذا لم نتمكن من إصلاح الاتفاق النووي مع إيران فسوف ننسحب منه".
ورأى أن "إيران تتصرف بشكل أسوأ بعد توقيع الاتفاق النووي"، لافتاً في نفس الوقت إلى انتهاكات طهران في اليمن ودعمها مليشيا الحوثي الانقلابية.
زيارة بومبيو إلى الرياض تأتي في وقت تتعرض فيه المملكة لصواريخ باليستية تطلقها مليشيات الحوثي المدعومة من إيران في اليمن بشكل هيستيري الفترة الراهنة؛ بفعل الضغط والانهيارات في صفوفهم جراء ضربات الشرعية والجيش اليمني المسنود من التحالف العربي بقيادة السعودية.
ونجحت الدفاعات الجوية السعودية، السبت الماضي، في تدمير 4 صواريخ باليستية، أطلقتها المليشيات الحوثية باتجاه مناطق المملكة المأهولة بالسكان في جازان.
وخلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه مع الجبير، قال بومبيو إن "إيران تستمر في دعم الحوثيين، وهذا يشكل انتهاكا لقرارات مجلس الأمن".
بومبيو واستراتيجية ترامب
لدى تواجده في تل أبيب، لم يغب ملف إيران عن أعين بومبيو- مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى المنطقة- وذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأمام وسائل الإعلام الدولية، دعا بومبيو، الأحد، إلى ضرورة التصدي لبرنامج إيران للصواريخ الباليستية، ودعمها لمليشيا حزب الله.
كما طالب بإصلاح الاتفاق النووي الإيراني، مشيراً إلى أن ترامب لديه استراتيجية شاملة للتعامل مع تهديدات إيران.
وكشف بومبيو أن الاستراتيجية الشاملة مصممة للتعامل مع عدة أخطار، منها التهديد النووي والتجارب على الصواريخ الباليستية ودعم مليشيا حزب الله.
وأكد أن الولايات المتحدة "قلقة بشدة" إزاء طموح إيران للهيمنة على الشرق الأوسط.
مواجهة أنشطة إيران
يأخذ بومبيو اتجاه ترامب فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني، إذ يعارض الأوروبيين المتمسكين بالاتفاق النووي، إضافة إلى أنه يرى طهران كتهديد خطر ومباشر على مصالح واشنطن، سواء السياسة أو الاقتصادية، في منطقة الشرق الأوسط.
وهو ما أكده خلال محطته الثالثة في المنطقة، إذ قال بومبيو خلال مؤتمر صحفي جمعه مع نظيره الأردني أمين الصفدي إن "إيران تشكل تهديدا للمنطقة وعلينا مواجهة أنشطتها".
ويتضح موقف بومبيو أمام العالم بأنه لا تراجع لديه في حسم الملف الإيراني بما يخدم المصالح الأمريكية ويحفظ للمنطقة استقرارها، بعيداً عن القلاقل التي تثيرها سلطات الملالي في جبهات عدة كسوريا واليمن، وهو الأمر الذي يتسبب في معاناة المدنيين بتلك المناطق.
وستكشف الأيام المقبلة تطورات جديدة في الملف الإيراني سيكون بومبيو لاعباً أساسياً فيها، خاصة مع اقتراب الموعد النهائي 12 مايو/أيار، الذي يجب أن يتخذ فيه ترامب قرارا بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستستمر في رفع العقوبات الاقتصادية عن طهران أم ستنسحب من الاتفاقية الخاصة ببرنامج طهران النووي.