"ملاك الغلابة".. طبيب سبعيني يواسي "الفقراء" على طريقته الخاصة
محمد عبدالغفار مشالي، طبيب الأطفال الأشهر في محافظة الغربية بدلتا مصر، يقدم مواساته للفقراء و"الغلابة" على طريقته الخاصة جدا
طبيب سبعيني آتٍ بكل تفاصيله من زمنٍ مضى، ليقدم مواساته لـ"الغلابة" على طريقته الخاصة جدا.
محمد عبدالغفار مشالي، ٧١ عاما خريج كلية الطب جامعة القاهرة قصر العيني دفعة عام ١٩٦٧، منذ تخرجه طبيبًا تخصص في الأمراض الباطنة وأمراض الأطفال والحميات، عمل بالوحدات الريفية كي ينفق على أشقائه الخمسة عقب وفاة والده، وبعد 8 سنوات تزوج من طبيبة كيميائية وأنجب 3 أبناء تخرجوا جميعا في كلية الهندسة، وبعدما توفي شقيقه ترك له 3 أطفال في المرحلة الابتدائية، تكفل بهم جميعًا حتى تخرجوا في جامعاتهم.
- بالفيديو.. طبيب مصري يحول أعواد الثقاب لتحف فنية
- طبيب مصري يتوقع انضمام "الأسبرين" لبروتوكولات علاج الأورام
على مدار 50 عاماً يجلس الطبيب مشالي، في غرفة الكشف الخاصة به قرب مدينة طنطا في قلب دلتا مصر، ذات المعمل البدائي، والشيزلونج القديم الذي لم يتغير طوال هذه المدة، ومئات الكتب والصحف التي تغطي مساحة كبيرة من الغرفة، فهو قارئ مثقف ومتابع ممتاز.
يوميا من الثامنة صباحا وحتى العاشرة مساء، بلا إجازات، يجلس مشالي في كبسولته الخاصة على مدار الـ50 عامًا الماضية، يستقبل مرضاه من الأطفال من جميع قرى ومدن ومراكز محافظة الغربية، التي اشتهر فيها بكفاءته والنظير الزهيد لكشفه، حيث لم يتجاوز طيلة هذه المدة 10 جنيهات مصرية فقط (0.6 دولار).
عُرف إعلاميًّا حين أجرى معه الإعلامي المصري محمود سعد حلقة شهيرة أذيعت بمارس الماضي عبر إحدى الفضائيات المصرية، تحت عنوان "ملاك الغربية"، بعد ذلك الوقت سلط الإعلام المصري أضواءه عليه ليصبح حتى اليوم حديثًا لمواقع التواصل الاجتماعي، ربما كان السبب في ذلك بساطته وتسخيره نفسه وعلمه لمساعدة من يحتاج في ظل ظروف معيشية قاسية يتأثر بها نسبة عريضة من المصريين في المرحلة الحالية.
في أكثر من لقاء فسر الطبيب العجوز سبب حرصه على تقديم خدماته بهذا المقابل الزهيد، فقال: "أوصاني والدي رحمه الله وصية وقال لي يوما: إن أقسمت قسم الطبيب إياك أن تغلي (الفيزيتا) على الغلابة، ومن يومها وأنا عامل حسابي إن الفلوس آخر شيء أفكر فيه ومش فارقة خالص، والعيان الغلبان ببلاش، والتحليل كمان مجاني".
وأضاف: "وصيتي للأطباء ما درسناه نعلّمه ونورثه للأجيال، ومن أراد أن يتعلم شيئا فأنا موجود ولا أبخل بعلمي لكن على الجميع أن يعي مسؤولية الأمانة التي يحملها ويقدم واجباتها ويرفق بالغلابة والفقراء، وأنا أهو بأجري الكشف بـ١٠ جنيهات وربنا يبارك وبنجيب بنبوني وحلويات للأطفال ونحلل للي معهوش والحالات المحتاجة مجانا خالص".
عقب أول ظهور إعلامي للدكتور مشالي، مارس الماضي، طالب المئات من أبناء مدينة طنطا وسط دلتا مصر، في حملات على صفحات التواصل الاجتماعي، محافظ الغربية بتكريم الدكتور محمد عبدالغفار مشالي، وإطلاق اسمه على أحد شوارع مدينة طنطا، ومنذ أيام كرمه المتحدث باسم مجلس النواب المصري، الدكتور صلاح حسب الله، موضحًا أن هذا الطبيب قدم عمره لأهل بلده، من أجل خدمتهم وعلاجهم.
وفي حديث تلفزيوني له عبر الهاتف وعقب التكريم، أعرب الدكتور محمد مشالي، عن أسفه لما وصل إليه حال الطب الآن، مؤكدًا أن جيله من الأطباء كان لا يسعى إلى المادة، ولكن إلى خدمة المرضى.
وأضاف خلال مداخلة هاتفية له ببرنامج "حضرة المواطن"، الذي يقدمه الإعلامي المصري سيد علي، عبر فضائية "الحدث اليوم": "أحد أساتذتي الكبار الذين درسوا لي في طب قصر العيني، قال لنا إن من يسعى إلى المال، فليذهب للعمل بالبورصة والاستيراد والتصدير، لأن الطب مهنة إنسانية تتسم بالضمير الحي، واليقظة وإعطاء كل مريض حقه حتى لو لم يكن قادرًا على الطب".
وتابع: "أنا في عيادتي أكون معرضًا للمتاعب، وتعودت أن أنظفها بنفسي، وأكشف بنفسي، وأنا أتعامل كالميكانيكي في عمله، وأرتدي ملبسا كالأفارول الخاص به، وأيضًا أمتلك بعض الملابس المشرفة".
aXA6IDMuMTQzLjUuMTYxIA==
جزيرة ام اند امز