البابا فرنسيس يصل إلى المغرب السبت في زيارة تستغرق يومين
الزيارة هي الأولى منذ أكثر من 3 عقود، وتأتي استكمالا لدعوة التسامح والحوار بين الأديان التي دشنها لقاء الأخوة الإنسانية بالإمارات.
يصل قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، السبت، إلى العاصمة المغربية الرباط في زيارة هي الأولى من نوعها منذ أكثر من 3 عقود، استكمالا لدعوة التسامح والحوار بين الأديان التي دشنها لقاء الأخوة الإنسانية في الإمارات في شهر فبراير/شباط الماضي.
- لقاء الأخوة الإنسانية رسالة سلام من الإمارات إلى العالم
- لقاء الأخوة الإنسانية.. الرحمة والمحبة في "دار زايد"
ويستقبل الملك محمد السادس، ملك المغرب، قداسة البابا فرنسيس، في مطار الرباط، حيث يترافقان معا سيرا على الأقدام حتى صالة الشرف في المطار، حيث يقدم له الملك الحليب والتمر، وفق التقاليد المغربية في الاستقبال.
وعقب ذلك يتوجه الملك محمد السادس وقداسة البابا فرنسيس، كل في موكب خاص نحو القصر الملكي، حيث تُجرى للبابا فرنسيس مراسم استقبال رسمي في القصر الملكي، بعزف النشيد الوطني للبلدين، وتحية العلم وحرس الشرف ثم استعراض الوفود، ثم يتوجهان إلى المكتب الملكي لتقديم العائلة الملكية وتبادل الهدايا ومن ثم يعقدان اجتماعا مغلقا.
ويستقبل الملك محمد قداسة البابا بساحة البرج حسن، حيث يلتقيان أعضاء السلك الدبلوماسي والشعب المغربي والمجتمع المدني للتحية، ويلقي كل من الملك محمد السادس وقداسة البابا خطابين.
ينتقل بعدها الملك محمد وقداسة البابا إلى ضريح محمد الخامس للترحم على روح الملكين محمد الخامس والحسن الثاني، حيث يضع قداسة البابا الزهور على الضريحين ثم يسجل رسالته في الدفتر الذهبي.
وفي أعقاب ذلك، يزور الملك وقداسة البابا معهد محمد السادس لتكوين الأئمة والمرشدات والمرشدين، لحضور اجتماع مع الطلبة يترأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ومدير المعهد وأمين مجلس "المشورة".
ويلقي وزير الأوقاف خطابا بالمناسبة، كما سيدلي طالب أوروبي وطالب أفريقي بشهادتهماـ وبعدها تقدم أناشيد دينية حسب التقاليد العبرية والإسلامية والمسيحية.
وفي المساء، ينتقل قداسة البابا إلى مقر مؤسسة كاريتاس في أبرشية الرباط، حيث يتم استقباله من طرف أسقف طنجة وسيقوم بلقاء بعض المهاجرين والأشخاص الذين وضعوا أنفسهم في خدمتهم. ويستمع قداسة البابا إلى شهادة أحد المهاجرين ثم يلقي قداسته خطابا، بعدها يتم تقديم حفل موسيقي من قبل بعض الشباب المهاجرين.
ويتوجه قداسة البابا إلى القصر الملكي لحضور حفل العشاء، حيث يستقبله الملك محمد السادس برفقة وفد الفاتيكان.
وفي اليوم التالي يزور قداسة البابا مركز الخدمات الاجتماعية في التمارة، الذي تديره راهبات المحبة التابع للقديس منصور دي بول، ثم يجتمع قداسة البابا، في كاتدرائية القديس بطرس، في الرباط، بالكهنة والمكرسين والمكرسات وممثلي المسيحيين من الطوائف الدينية الأخرى.
ويلقي قداسته بعدها خطابا ثم يحيّي بطريقة رمزية الراهبة والكاهن الأكبر سناً في الأبرشية، يلي ذلك تلاوة صلاة التبشير الملائكي، التي تُنقل حسب العادة، كل يوم أحد عبر وسائل الإعلام إلى العالم بأسره.
وتأتي زيارة البابا فرنسيس للمغرب بعد 34 عاما تقريبا على زيارة البابا يوحنا بولس الثاني، صيف 1985، والتي تميزت بلقاء ديني مع نحو 80 ألف شاب في استاد رياضي، واستقبل الفاتيكان في نوفمبر/تشرين الثاني 1991، الملك الراحل الحسن الثاني.
وكان قداسة البابا فرنسيس، بابا الكنيسة الكاثوليكية، وفضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقّعا وثيقة "الأخوة الإنسانية" في العاصمة الإماراتية أبوظبي، خلال فعاليات لقاء الأخوة الإنسانية الذي احتضنه "صرح زايد المؤسس"، التي ركزت على نشر قيم التسامح والسلام في المجتمعات العالمية، وطالبت قادة الدول وصناع السياسات الدولية والاقتصاد العالمي بالعمل جدياً على نشر ثقافة التسامح والتعايش والسلام، والتدخل فوراً لإيقاف ما يشهده العالم من حروب وصراعات ونزاعات وتراجع مناخي وانحدار ثقافي وأخلاقي.