البابا فرنسيس في كندا.. زيارة "مصالحة" رغم آلام الركبة
رغم معاناته من "آلام الركبة" اتجه البابا فرنسيس لكندا في زيارة مصالحة تستهدف فتح صفحة بيضاء بعد "مأساة" المدارس الداخلية.
وأقلعت رحلة جوية تقل البابا فرنسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية (85 عاما) والوفد المرافق له وصحفيين من مطار فيوميتشينو في روما في طريقها إلى إدمونتون عاصمة إقليم ألبرتا الكندي، في زيارة تستمر أسبوعًا.
وستتضمن الزيارة خمس مقابلات على الأقل مع السكان الأصليين في إطار وفاء البابا فرنسيس بوعده بالاعتذار عن دور الكنيسة في مدارس داخلية أدارتها الدولة وسعت لمحو ثقافتهم.
كما ستشكل الزيارة اختبارا لصحة البابا الذي اضطر لإلغاء رحلة للكونغو الديمقراطية وجنوب السودان في أوائل الشهر الجاري بسبب اعتلال في ركبته أجبره على استخدام كرسي متحرك في البداية وعصا فيما بعد.
تفاصيل الرحلة
وفي مقابلة مع "رويترز" هذا الشهر، كشف البابا فرنسيس تفاصيل مرضه للمرة الأولى علنا، قائلا إنه عانى من "كسر صغير" في الركبة بسبب تعثره والتهاب في الأربطة.
وستكون هذه الرحلة التي تستغرق عشر ساعات، الأطول منذ 2019 للحبر الأعظم الذي تضعفه آلام في الركبة تفرض عليه التنقل متكئا على عصا أو على كرسي متحرك.
وبين نهاية القرن التاسع عشر وتسعينات القرن العشرين، سجّل حوالى 150 ألف طفل من السكان الأصليين في أكثر من 130 مدرسة داخلية مدعومة من الدولة وتدير معظمها الكنيسة الكاثوليكية.
وتنتظر مجموعات السكان الأصليين هذه الزيارة بفارغ الصبر على أمل أن يجدد البابا "الاعتذارات" التاريخية التي عبر عنها في أبريل/نيسان في الفاتيكان.
وقد يقوم البابا بمبادرات رمزية، بينها إعادة عدد من أعمال وقطع للشعوب الأصلية معروضة في متاحف الفاتيكان منذ عقود.
رحلة "تاريحية"
وقال جورج أركاند جونيور الرئيس الأكبر "لاتحاد الشعوب الأولى في كونفدرالية المعاهدة 6" في مؤتمر صحفي الخميس في إدمونتون إن "هذه الرحلة التاريخية جزء مهم من رحلة الشفاء" لكن "ما زال يتعين القيام بالكثير".
وبعد يوم من الراحة الأحد، سيلتقي البابا فرنسيس بأفراد من السكان الأصليين للمرة الأولى صباح الاثنين في ماسكواسيس التي تبعد نحو مئة كيلومتر جنوب إدمونتون، حيث ينتظر حضور نحو 15 ألف شخص.
ثم في يوم الإثنين، سيلقي الزعيم الروحي للكاثوليك البالغ عددهم 1,3 مليار شخص، خطابا ثانيا في كنيسة القلب المقدس للشعوب الأصلية في ادمونتون.
وسيترأس الثلاثاء قداسا في ملعب يتسع لستين ألف شخص في هذه المدينة قبل أن يتوجه إلى بحيرة سانت آن التي تشكل موقع حج سنوي.
وبعد ذلك، سيتوجه إلى كيبيك التي يزورها من 27 إلى 29 يوليو/تموز الجاري، وسيلتقي رئيس الوزراء جاستن ترودو ويترأس قداسا في الضريح الوطني لسانت آن دي بوبريه، أحد المواقع الكبرى لرحلة حج في أمريكا الشمالية.
وفي 29 يوليو/تموز، سيتوجه إلى إيكالويت (نونافوت) وهي مدينة تقع في أقصى شمال كندا وتضم أكبر عدد من قبائل الإنويت في البلاد. وسيلتقي فيها طلابا سابقين في مدارس داخلية، قبل أن يعود إلى روما.
وسيلقي البابا فرنسيس أربع خطابات وأربع عظات كلها باللغة الإسبانية خلال هذه الرحلة الدولية السابعة والثلاثين له منذ انتخابه في 2013.
وفرنسيس هو ثاني حبر أعظم يزور كندا بعد يوحنا بولس الثاني الذي ذهب إلى هناك ثلاث مرات في 1984 و1987 و2002.
aXA6IDMuMTQ5LjI0My44NiA= جزيرة ام اند امز