إطلالة البابا فرنسيس الأخيرة.. صرخة سلام من شرفة الفاتيكان

في صباح أحد الفصح، أطلّ البابا فرنسيس من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، ليمنح بركته الأخيرة
لم تكن مجرد إطلالة طقسية، بل كانت همسة سلام من قلب أنهكته معاناته مع مرض الالتهاب الرئوي المزدوج.
واليوم الإثنين، غيّب الموت في روما البابا فرنسيس، الأرجنتيني الجنسية، عن 88 عاما، غداة ظهوره ضعيفا لكن باسما، بين آلاف المصلين الذين احتشدوا في باحة القديس بطرس في روما في عيد القيامة لدى المسيحيين.
والبابا فرانسيس، الذي أمضى 38 يوما في المستشفى مصابا بالتهاب رئويٍ مزدوج، كان لا يستطيع الكلام لفترات طويلة بسبب صعوبات في التنفس، وكان يخضع للعلاج الطبيعي لمساعدته على استعادة صوته. كما كان يواجه صعوبة في رفع ذراعيه.
في ظهوره الأخير، بدا صوته ضعيفا، لكنه بدا بدون أنبوبة الأنف التي كان يضعها لتلقي الأكسجين، وهو يقول: "أيها الإخوة والأخوات، عيد فصح سعيد".
لاحقا، تجول البابا بسيارته بين الناس في ساحة القديس بطرس، حيث احتشد آلاف المؤمنين للاحتفال بعيد الفصح، بعد وقت قليل على قراءة أحد معاونيه خطابه الذي دعا فيه إلى تحطيم "الحواجز التي تُنشئ الانقسامات".
لقاؤه بنائب ترامب
قبل إلقاء البركة، عقد البابا لقاءً قصيرا مع نائب الرئيس الأمريكي جي دي فانس، الكاثوليكي المتدين، حيث تم تبادل "تحيات عيد الفصح" وفقا للفاتيكان.
وكان البابا فرنسيس قد انتقد قبل دخوله المستشفى في منتصف فبراير/شباط الماضي، سياسة إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن الهجرة.
منذ خروجه من المستشفى الشهر الماضي، دأب البابا على الظهور بشكل مفاجئ، وأبدى عزما على استئناف مهامه. لكن الأطباء نصحوه بتجنب الحشود الكبيرة خلال فترة نقاهة مدتها شهرين.
آخر ما قاله عن غزة
كما نشر الفاتيكان نص رسالة البابا بمناسبة عيد الفصح، والتي دعا فيها إلى إنهاء الصراعات في جميع أنحاء العالم، وخاصة في غزة.
وأعرب عن أسفه لما يحدث من "موت ودمار" مما أدى إلى "وضع إنساني مأساوي ومؤسف" في القطاع الفلسطيني المحاصر.
وقال فرنسيس: "أدعو الأطراف المتحاربة إلى وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، ومساعدة شعب جائع يتطلع إلى مستقبل يسوده السلام".
زيارة السجن
لم يُؤمّن البابا قداديس أسبوع الآلام وعيد الفصح الرئيسية، ولكنه ظهر لفترة وجيزة خلال عطلة نهاية الأسبوع، بما في ذلك قضاء 30 دقيقة في سجن بروما يوم الخميس، وزيارة كاتدرائية القديس بطرس مساء السبت. بحسب ما طالعته "العين الإخبارية" في "سي إن إن" الأمريكية.
كان بابا الفاتيكان يتمتع بشعبية واسعة بين أتباع كنيسته في مختلف أنحاء العالم، ولو أنه واجه معارضة شرسة من البعض، لا سيما داخل الكنيسة، بسبب إصلاحات دعا اليها أو قام بها.
وكشف البابا فرنسيس في أواخر عام 2023 أنه يريد أن يُدفن في كنيسة سانتا ماريا ماجوري في وسط روما، وليس في سرداب كنيسة القديس بطرس، وهو ما سيكون سابقة منذ أكثر من ثلاثة قرون. بحسب فرانس برس.
وطوال حبريته التي امتدت 12 عاما، دافع أول بابا يسوعي وأمريكي جنوبي في التاريخ، من دون هوادة، عن المهاجرين والبيئة والعدالة الاجتماعية.