البابا فرنسيس.. أول بابا في التاريخ يشارك في فيلم سينمائي

في يوم عيد الفصح 21 أبريل/نيسان، رحل البابا فرنسيس، الزعيم المحبوب لأمريكا اللاتينية ورئيس الكنيسة الكاثوليكية، عن عمر يناهز 89 عامًا.

 كان البابا فرنسيس معروفًا بتقدمه الكبير في تاريخ الفاتيكان وكان أيضًا من أبرز المعجبين بالفن السابع، حيث آمن بأن السينما تمتلك القدرة على "إيقاظ الدهشة" في نفوس المشاهدين.

في عام 2023، تحدث البابا مع أعضاء مؤسسة "إنتي ديللو سبيتاتولو"، وهي مؤسسة سينمائية إيطالية تهدف إلى تعزيز القيم المسيحية في صناعة الترفيه. وقال البابا خلال لقائه: "أصدقائي الأعزاء، العالم الذي يعاني من الحروب والشرور الكثيرة يحتاج إلى إشارات وأعمال تثير الدهشة وتكشف عن عظمة الله الذي لا يتوقف عن محبة مخلوقاته ويُبهر بجمالها".

وأضاف: "في عالم يتزايد فيه الطابع الاصطناعي، حيث أحاط الإنسان نفسه بأعمال يديه، يكمن الخطر في فقدان الشعور بالدهشة. أشارككم هذه التأملات وأوكل إليكم مهمة إعادة إيقاظ الدهشة".

هذا التصريح ليس مفاجئًا، إذ كان البابا فرنسيس أول بابا يظهر في فيلم طويل، حيث قام بدور ضيف شرف في فيلم "ما وراء الشمس" (Beyond The Sun) لعام 2017، الذي أخرجه غراسييلا رودريغيز جيليو وشارلي ميناردي.

على مر السنين، كانت للبابا علاقات وثيقة مع هوليوود، حيث التقى بعدد من أشهر الشخصيات السينمائية مثل أنجلينا جولي، أورلاندو بلوم، مارك والبيرغ، أرنولد شوارزنيغر، ليوناردو دي كابريو، وجورج كلوني. وفي عام 2023، التقى البابا مع المخرج السينمائي الشهير مارتن سكورسيزي في الفاتيكان. وقال سكورسيزي، الذي كان قد زار إيطاليا بعد عرض فيلمه "قتلة زهرة القمر"، إنه شعر بإلهام شديد بعد لقائه بالبابا لكتابة فيلم عن حياة يسوع: "لقد استجبت لنداء البابا للفنانين بطريقة أعرفها فقط: بتخيل وكتابة سيناريو لفيلم عن يسوع. وأنا على وشك البدء في صنعه".

وبالحديث عن حب البابا فرنسيس للفن السابع، يبقى الفيلم الوثائقي الشهير "البابا فرنسيس: رجل كلمته" (2018) للمخرج ويم ويندرز، نقطة انطلاق رائعة لفهم حياة البابا الراحل.

وعند الترويج للفيلم، قال ويندرز في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية (BBC): "البابا يمتلك نفس الحضور الذي يتمتع به أعظم نجوم السينما الذين عملت معهم. لكن ذلك يأتي من داخله، من قناعاته وإيمانه، ومن رغبته في التحدث إلى الجميع". وأضاف: "هو لا يملك هذا الحضور لأنه مغرور، بل هو متواضع بشكل استثنائي - رجل حقيقي ومتواضع. ليس هذا تمثيلًا؛ هو ليس ممثلًا. يهتم بكل من يلتقي به، وفي التواصل الحقيقي".