لبنان يلفظ حزب الله.. تأييد واسع لدعوة "الراعي" وتظاهرة السبت
تأييد واسع تحظى به دعوة البطريرك الماروني بشارة الراعي لعقد مؤتمر دولي حول لبنان، في مواقف يدعمها تحرك شعبي مقرر غدا السبت.
وأكد الراعي أن دعوته إلى عقد مؤتمر دولي حول لبنان جاء نتيجة عدم القدرة على التفاهم داخليا، في تصريحات أدلى بها خلال استقباله وفدا من شخصيات سياسية وإعلامية وناشطين معارضين لحزب الله، في إطار ما يعرف بـ "لقاء سيدة الجبل" و"التجمع الوطني" و"حركة المبادرة الوطنية".
وقدم الوفد للراعي مذكرة داعمة لمواقفه وداعية لـ "تشكيل جبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل اتفاق الطائف (الذي أنهى الحرب) والدستور اللبناني وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان".
تطورات تأتي في وقت تلقى فيه مواقف الراعي الداعية إلى حياد لبنان وعقد مؤتمر دولي برعاية الأمم المتحدة، دعما والتفافا حولها من معظم الأطراف اللبنانية التي يتوافد ممثلون عنها الى بكركي (مقر الراعي)، في مواجهة حزب الله الذي اعتبر أمينه العام حسن نصرالله أن الدعوة لمؤتمر دولي حول لبنان بمثابة دعوة إلى الحرب، وهو ما لاقى ردود فعل رافضة.
تأييد وتحرك شعبي
وبناء على ما تقدم، أطلقت دعوات لتنظيم تحرك شعبي داعم لمواقف الراعي غد السبت، من قبل مجموعات معارضة لحزب الله
فيما أعلنت الأحزاب المسيحية المعارضة للمليشيا أيضا أن مناصريها سيشاركون بالتظاهرة وإن بشكل غير رسمي، أي بصفة بعيدد عن المظلة والعلم الحزبي، بل اللبناني.
وأبرز هذه الأحزاب "حزب القوات اللبنانية" و"حزب الكتاب" و"الوطنيين الأحرار"، وتشير المعلومات إلى أن عددا من مناصري للتيار الوطني الحر (حليف حزب الله) سيشاركون أيضا دون دعوة حزبية.
وفي كلمته الخميس، قال الراعي: "طرحنا لمؤتمر دولي جاء لأننا غير قادرين على التفاهم ولا على قيام أي حوار او اتفاق مع بعضنا".
وأضاف أن "المجتمع الدولي مسؤول عن عضو فاعل ومؤسس في الأمم المتحدة، وعليه أن يمد يد المساعدة رسميا وجديا"، داعيا "كل فريق إلى وضع ورقة حول مشكلتنا في لبنان لتقديمها ورقة واحدة إلى الأمم المتحدة".
من جهته، قال الوفد في المذكرة التي تلاها الكاتب السياسي رضوان السيد، متوجها إلى الراعي: "لقد دعوتم إلى تحرير الشرعية، وإلى الحياد، وإلى الإنقاذ الوطني وتباشيره حكومة أخصائيين غير حزبيين".
وأضاف: "وصلتم أخيرا للمناداة بمؤتمر دولي لإنقاذ لبنان، يساعد في استعادة الثوابت والأصول وعلى رأسها وثيقة الوفاق الوطني والدستور، وقرارات الشرعية الدولية، إننا نقف معكم وخلفكم في الدعوة التي نفهمها ونثق بها نداء صادقا ومسؤولا في اتجاهين".
وتابع موضحا: "في اتجاه جميع اللبنانيين، كي يتضامنوا في تحرير الشرعية من تعددية السلاح والاستئثار بالقرار، وحماية الدولة من مصائر الفشل والإفلاس السياسي والمالي والأخلاقي، والإصغاء لصيغة عيشهم المشترك بحماية وثيقة الوفاق الوطني والدستور".
وأردف: "وفي اتجاه الأسرة الدولية، للوفاء بالتزاماتها تجاه لبنان ومنها تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بسيادة لبنان"، منتقدا في الآن نفسه "من يقولون إنكم تسعون للحرب والتدويل وتجاوز العقد الوطني"، في إشارة ضمنية إلى نصر الله.
واعتبر أن "فصل الخطاب كان في عظة الراعي الأخيرة بقوله 'نريد مؤتمرا دوليا خاصا بلبنان، لحماية وثيقة وفاقنا الوطني ودولتنا الواحدة السيدة المستقلة'".
وختمت المذكرة بالدعوة إلى "جبهة وطنية عريضة لتحرير الشرعية، والحياد الإيجابي، والمؤتمر الدولي من أجل الطائف والدستور وقرارات الشرعية الدولية من أجل لبنان".
وتشهد البطريركية المارونية منذ ايام حراكا سياسية ومواقف تضامنية معها، فيما زارها، الأربعاء، وفد من "حزب القوات" متضامنا، إضافة إلى الوزير السابق غازي العريضي موفدا من رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي.
تخليص لبنان من "جهنم"
وبعد اللقاء، قال عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب أنطوان حبشي: "عندما لم يجد الراعي لصوته صدى لدى المسؤولين في السلطة، توجه إلى المجموعة الدولية لكي يخلص لبنان من جهنم التي يعيشها".
وأضاف أن ما تقدم جاء "نتيجة ارتهان الدولة اللبنانية مع السلطة الحالية للصراعات الإقليمية، وزج البلاد في أتون الصراع الأمريكي- الإيراني والذي تحولت معه السلطة لأداة ترتكب الجرائم بحق الشعب اللبناني، ما يحتم اللجوء إلى المجتمع الدولي للمطالبة بحقه في الحياة، وخصوصا أن عناصر الأزمة التي نعيشها هي خارجية، تستعمل لبنان مسرحا لهذا الصراع عبر أدوات داخلية".
من جهته، قال العريضي إن طرح الراعي فكرة المؤتمر الدولي يشكل محاولة لإعادة جمع اللبنانيين عبر تأثير هذه الدول، سواء بالعلاقات المباشرة أو على مستوى القرارات الكبيرة التي يمكن أن تساعد لبنان عند تأليف حكومة.
ودخل الراعي على خط تشكيل الحكومة نهاية العام الماضي، وتحديدا بين الرئيس ميشال عون ورئيس الحكومة المكلف سعد الحريري، دون أن يتم التوصل الى نتيجة.
وهذا الملف كان محور اتصال بينه وبين الحريري، مساء الخميس، ولقاء مع مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم.
وقال إبراهيم بعد اللقاء: "تحدثت مع غبطته (الراعي) عن موضوع تشكيل الحكومة حيث أتولى أنا جزءا من المساعي وغبطته يتولى الجزء الآخر، لذلك لا بد من التلاقي من حين الى آخر لاستكمال الجهود على أمل أن تتحسن الأمور".
وبعد حوالي أربعة أشهر على تكليف الحريري، لا تزال العقد والسباق على الحصص تحول دون قدرته على تشكيل الحكومة، فيما يرى البعض أن حزب الله يعطل التأليف عبر حليفه النائب جبران باسيل بانتظار اتضاح صورة المفاوضات الأمريكية – الايرانية.
ويضع باسيل شروطا أبرزها المطالبة بالثلث المعطل، أي الحصول على 7 وزراء من أصل 18 وزيرا، بينها وزارات سيادية مثل العدل والداخلية والدفاع، وهو ما يرفضه الحريري.
aXA6IDE4LjExNy4xNjYuNTIg جزيرة ام اند امز