بطول 11 كيلومترا.. مسيرة شعبية وشعارات مناهضة لـ"قناة أردوغان"
سكان إسطنبول نظموا مسيرة مشيا على الأقدام من بحر مرمرة إلى البحر الأسود على طول طريق القناة المائية المزمع إنشاؤها
نظم سكان مدينة إسطنبول التركية، الإثنين، مسيرة مشيا على الأقدام؛ رفضا لمشروع قناة إسطنبول الذي يروج لتنفيذه الرئيس التركي رجب أردوغان.
وترجل المشاركون في المسيرة من بحر مرمرة إلى البحر الأسود على طول طريق القناة المائية المزمع إنشاؤها، تحت شعار "هناك حياة بين بحرين"، بحسب صحيفة برغون المحلية.
وامتدت المسيرة بطول القناة المزمعة البالغ 11 كيلومترا، مرددين هتافات مناهضة للمشروع، فضلا عن شعار "هناك حياة بين بحرين" في إشارة لمنطقة تنفيذ مشروع القناة بين البحرين الأسود ومرمرة.
وشارك سكان المدينة التركية في المسيرة استجابة لدعوة من تنسيقية "إما القناة وإما إسطنبول" التي تضم أكثر من 120 شخصية معارضة لتنفيذ نظام أردوغان مشروع القناة المائية رغم الرفض الشعبي لها.
ويصر نظام أردوغان على تنفيذ مشروع قناة إسطنبول المائية، رغم تأكيد الخبراء الجيولوجيين على أنه سيتسبب في حدوث كوارث بيئية حال تنفيذه.
ورفض اتحاد الغرف التركية للمهندسين، في تقرير له في مايو/أيار 2018، حفر قناة إسطنبول.
وحذر من أن المشروع سيدمر موقعا أثريا قريبا من المدينة، يعود تاريخه إلى 8500 سنة، ويتسبب في ضرر بيئي واسع النطاق.
وسيدمر النظام البيئي في بحيرة كوتشوك شكجمة، ويهدد الحيوانات البحرية والطيور المهاجرة.
ووصف الاتحاد المشروع بأنه "كارثة بيئية وحضرية"، مطالبا بصرف النظر عنه، خاصة أن هناك نحو 369 ألف شخص يعيشون في المنطقة التي قد تتأثر بالقناة، وفقا لمركز تحليل البيانات التركية.
وحذر تقرير "الغرف التركية" من أن القناة المزمعة ستدمر حوضين يزودان قرابة ثلث إسطنبول بالمياه العذبة.
وستزيد ملوحة المياه الجوفية، ما سيؤثر على الأراضي الزراعية، وصولا إلى منطقة تراقيا المجاورة، فضلا عن رفعه مستويات الأكسجين في البحر الأسود، وسيؤثر بالسلب على الحياة البرية.
خبراء البيئة أكدوا أن بناء 3 مجموعات من الجزر الصناعية قبالة الساحل في بحر مرمرة، باستخدام الأتربة التي سيتم استخراجها من عمليات الحفر، ستسبب تلوثا بيئيا كبيرا.
وكان أردوغان أعلن في 2011، حين كان رئيسا للوزراء، عن مشروع القناة لربط البحر الأسود ببحر مرمرة.
ورغم هذه المعارضة الشديدة، يصر الرئيس التركي في كل مناسبة على عزم تنفيذه، وكان أحدثها قبل أيام، حينما قال في تحدٍ للمجتمع بأكمله: "مشروع إسطنبول سينفذ شئتم أم أبيتم".
وكان الرئيس أردوغان، وجه الشهر الماضي انتقادات لرئيس بلدية إسطنبول الكبرى أكرم إمام أوغلو، أبرز معارضي المشروع، وتحداه بإتمام مشروع القناة، قائلا: "هذه المشروعات مهمة للغاية وكبيرة، لدرجة أنها لن تترك للإدارة المحلية في المدينة".
من جهته شدد إمام أوغلو على ضرورة منع تنفيذ المشروع، قائلا: "أنا أدعو المسؤولين في أنقرة. ارجعوا عن هذا الخطأ، ولا تحاولوا إهانة الشعب بخطأ لا يمكن الرجوع عنه. لن ندع لكم الفرصة لهذه الإساءة الكبيرة في حق هذه المدينة".
وتتراوح تكلفة المشروع بين 15 و20 مليار دولار أمريكي، وذلك وفقا لما ذكرته بيانات وزارة النقل والبنية التحتية التركية. ومن المخطط أن ينتهي من أعمال حفر المشروع بحلول عام 2023.
وقناة إسطنبول عبارة عن مشروع لممر مائي اصطناعي يربط بحر مرمرة بالبحر الأسود في الشق الأوروبي من إسطنبول، على امتداد 45 كيلومترا وبعرض 400 متر، بموازاة مضيق البوسفور.
ويزعم أردوغان أن المشروع يهدف إلى تخفيف تكدس النقل البحري عن مضيق البوسفور الذي يربط بين البحرين الأسود ومرمرة، وشبه أهميته بما تنجزه قناتا السويس المصرية وبنما.
aXA6IDMuMTQ0LjQzLjE5NCA= جزيرة ام اند امز