موكب شعبي يقطع 600 كيلومتر سيرا إلى بورتسودان لحقن الدماء
العشرات من مواطني مدينة كسلا، يتحركون السبت صوب بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، وسط هتافات تحض على السلام الاجتماعي ونبذ القبلية
وصل، الأحد، موكب شعبي إلى بورتسودان قادماً من كسلا شرقي السودان، بعدما قطع مسافة 600 كيلومتر سيراً على الأقدام لحقن الدماء بالمدينة الساحلية التي تشهد قتالا قبليا منذ أيام.
وبرايات السلام البيضاء، تحرك العشرات من مواطني مدينة كسلا، السبت، صوب بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر، وسط هتافات تحض على السلام الاجتماعي ونبذ القبلية، على نحو "لا جهوية ولا قبلية، سودانية مية المية".
ووصل الموكب على وجه السرعة، بعدما أقنعته جماعات سكانية على الطريق باستغلال سيارات لقطع جزء من المسافة الطويلة، وفق شهود عيان.
وبحسب منظمي الحراك الملهم، فإن الموكب جاء لكسر صمت النخب السودانية إزاء شلالات الدماء ببورتسودان، وحض الأطراف القبلية على إنهاء الاقتتال وعقد صلح اجتماعي يعيد الاستقرار إلى المنطقة.
وتشهد بورتسودان منذ 11 يوماً اشتباكات بين قبيلتي البني عامر والنوبة، مخلفة نحو 37 قتيلاً وعشرات المصابين، وفق للجنة أطباء السودان المركزية، وهو امتداد لصراع قديم بينهما تفجر بمدينة القضارف في مايو/أيار الماضي.
وعاد الهدوء إلى بورتسودان، بعد وصول قوة من الدعم السريع قوامها 300 فرد مسلح إلى المدينة نهاية الأسبوع الماضي، حيث تمكنت من الفصل بين القبيلتين المتقاتلتين.
واستقبل المئات في مدخل بورتسودان الموكب القادم من كسلا، وتقدم المستقبلون سيدي دوشكا سفير النوايا الحسنة ومطرب شرق السودان.
وهتف شباب الحراك القادمون من كسلا ومستقبلوهم في بورتسودان، بـ"يا عنصري ومتآمر كل البلد نوبة وكل البلد بني عامر"، كما رددوا قصائد الشاعر السوداني محمد الحسن سالم حميد، التي تؤكد على السلام كمطلب رئيسي للبشرية.
وقال إدريس علي سليمان، أحد المشاركين في الموكب، إن الموكب مر بعدة نقاط على الطريق وحدد مناطق للاستراحة نسبة لحرارة الطقس وطول المسافة، حيث وصل البارحة منطقة "همسايب" شمالي كسلا وقضى ليلته وسط حفاوة سكانها وترحيبهم بالفكرة.
وأضاف أنه وسط تصميم وتمسك المشاركين في الموكب الذي أطلق عليه "السلم الاجتماعي" بمواصلة الرحلة سيراً على الأقدام، أفلحت جماعات سكانية في إقناعهم باستغلال سيارات تقلهم إلى بورتسودان، وذلك بعدما وصلوا صباح الأحد إلى محلية أروما جنوبي الدلتا.
وقال سليمان لـ"العين الإخبارية": "حرّكتنا شلالات الدماء وبشاعة الموت الذي حدث في بورتسودان، وصمت النخب وقوى الثورة والتعاطي الفاتر من وسائل الإعلام إزاء ذلك، ومن هنا جاءت فكرة أن ننطلق على أقدامنا في موكب من كسلا إلى ولاية البحر الأحمر للفت النظر تجاه هذه القضية".
وأضاف: "الموكب قوامه نحو 40 شخصاً من مختلف المكونات الاجتماعية في مدينة كسلا، وعندما نصل بورتسودان سنجري مخاطبات توعوية، ونعزي ذوي الضحايا والجرحى، ونعمل على صلح اجتماعي بقدر استطاعتنا".
وتابع: "الصراع بين النوبة والبني عامر بدأ بمشكلة عادية وصغيرة ولا تستحق أن تراق فيها دماء كل هؤلاء الأشخاص، لذلك هدفنا رمي حجر في بركة الصمت الراكدة".
والأسبوع الماضي، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية، أن أحداث بورتسودان خلفت 37 قتيلاً وعشرات الإصابات، بالرصاص والحرق.
وتسببت الأحداث في الإطاحة بحاكم البحر الأحمر، اللواء ركن عصام عبدالفراج، ومدير جهاز المخابرات بالولاية من قبل المجلس السيادي الذي فرض أيضاً حالة الطوارئ وحظر التجوال بالمدينة بعد تفاقم الأزمة وفشلهما في احتواء أحداثها.
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت السلطات السودانية، مقتل 7 وإصابة 22 آخرين، في صراع بين قبيلتين بولاية القضارف.
وسرعان ما انتقل الصراع إلى بورتسودان، في ذات الشهر، قبل أن يتجدد بسبب ندرة المياه في المدينة، لكن المجلس العسكري تدخل وعقد صلحاً بين الطرفين.
aXA6IDE4LjExOS4yMTMuMzYg جزيرة ام اند امز