السودان.. هدوء الأوضاع عقب احتجاجات على انقطاع الماء والكهرباء عن "بورتسودان"
المئات في مدينة بورتسودان تظاهروا خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، ونقص حاد في مياه الشرب.
هدأت الأوضاع في شرق السودان، بعد أن تظاهر المئات في مدينة بورتسودان الساحلية، خلال يومي الثلاثاء والأربعاء، نتيجة لانقطاع التيار الكهربائي، ونقص حاد في مياه الشرب.
وأكد نائب والي ولاية البحر الأحمر السودانية اللواء مصطفى محمد نور، أن الشرطة احتوت تظاهرات محدودة في مدينة بورتسودان يومي الثلاثاء والأربعاء، دون وقوع أي خسائر.
ونقل سكان في بورتسودان لـ"العين الإخبارية"، تعرضهم لمعاناة بالغة في الحصول على المياه، بعد أن توقفت محطة الإمداد الوحيدة بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وتعد مدينة بورتسودان عاصمة ولاية البحر الأحمر الشاطئية، الأكثر عطشا في السودان، لعدم توفر مصادر المياه الصالحة للشرب، وتعتمد حاليا على محطة واحدة تعمل على سد يملأ بالأمطار وينفد مبكرا.
وأوضح نائب والي البحر الأحمر لـ"العين الإخبارية"، أن الهدو عاد إلى المدينة، عقب عودة التيار الكهربائي، وعودة تدريجية منتظرة للمياه، مشيرا إلى أن سلطات الولاية تعمل حاليا على توفير الخدمات للمواطنين، لاسيما المياه والكهرباء؛ حتى لا تتكرر مثل هذه الأحداث.
وقال محمد راشد - أحد سكان بورتسودان- إن التظاهرات بدأت بالحي الجنوبي للمدينة، الثلاثاء الماضي، وزادت حدتها الأربعاء، مشيرا إلى أن المحتجين رفعوا لافتات للتنديد بالعطش، والمطالبة بحل قضية الكهرباء والمياه بصورة عاجلة، مؤكداً أن الشرطة تصدت للمتظاهرين بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي.
وانقطع التيار الكهربائي لأكثر من 26 ساعة متواصلة عن المدينة السودانية، مما أدى إلى توقف انسياب المياه من محطة "أربعات"، حوالي 50 كم شمالي بورتسودان، وهي المصدر الوحيد للمياه، والذي تزامن مع ارتفاع كبير في أسعار المياه المعدنية والثلج، حيث قفز سعر القطعة الواحدة لأكثر من 200 جنيه سوداني، أي ما يوازي 6 دولارات أمريكية.
وكشف مسؤول بوزارة التخطيط العمراني بولاية البحر الأحمر، رفض ذكر اسمه، لـ"العين الإخبارية" أن بوادر مشكلة الكهرباء بدأت منذ مطلع شهر رمضان، بتعطل أحد المحولات الكهربائية، وأصبح الاعتماد على محول كهربائي واحد فقطـ، لكنه توقف قبل يومين ما أدى لانقطاع التيار وتفاقم الأزمة.
وشدد المسؤول على أن التيار الكهربائي عاد ولكن انسياب المياه يحتاج إلى 4 أيام إضافية على الأقل، حتى ملء الخطوط الناقلة والخزان الرئيسي داخل المدينة.
واعتبر نائب دائرة بورتسودان بالبرلمان القومي أحمد عيسى هيكول، أن مظاهر الاحتجاج تعكس مدى تفاقم معاناة أهالي مدينته مع مياه الشرب.
وتابع هيكول لـ"العين الإخبارية" إن الحل الجذري لمياه بورتسودان، يكمن في توصيل أنبوب مباشر من نهر النيل، الذي يبعد حوالي 350 كم غربا، لافتا إلى أن ما تفعله السلطات حاليا مجرد مسكنات وستعود الأزمة مجددا.
وكان والي ولاية البحر الأحمر الهادي محمد علي، أقال في وقت سابق من يوم أمس الأربعاء، مدير هيئة المياه وقام بتعيين آخر مكانه، في محاولة لتصحيح الاختلال وتدارك الأزمة.