النيص وثعلب روبل آخر اكتشافات "بيئة أبوظبي"
النيص، الذي قد يصل وزنه إلى 18 كيلوجراما، من أكبر القوارض الموجودة في الشرق الأوسط، ويتميز بالأشواك الطويلة الإبرية التي تغطى جسمه.
أعادت هيئة البيئة بأبوظبي اكتشاف حيوان النيص الذي كان يعتبر في الماضي من الحيوانات المنقرضة في الدولة، فيما سجلت وجود ثعلب روبل الذي شوهد قبل 13 عاما، وذلك في اكتشاف جديد يعزز من دورها وجهودها في المحافظة على التنوع البيولوجي.
ويعد النيص، الذي قد يصل وزنه إلى 18 كيلوجراما من أكبر القوارض الموجودة في الشرق الأوسط، وهو يتميز بوجود الأشواك الطويلة الإبرية الحادة التي تغطي جسمه، والتي يستخدمها للدفاع عن نفسه ضد الحيوانات المفترسة، ويمكن العثور على هذا النوع في شبه الجزيرة العربية، وأقرب مكان تتواجد فيه بالنسبة لدولة الإمارات في المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان.
ويعتبر هذا النوع من الحيوانات التي تواجه خطر الانقراض في شبه الجزيرة العربية، بسبب التناقص المستمر في أعداده، أمام الزحف العمراني، وكونه غذاءً لبعض الحيوانات البرية الأخرى، مثل الذئاب والوشق.
وبموجب هذا الاكتشاف، سيتم إضافة هذين النوعين إلى الأنواع الـ36 من الثدييات المسجلة في إمارة أبوظبي، والتي تضم عددا قليلا من الحيوانات التي انقرضت في البرية، ولم تعد تُشاهَد بعد الآن، مثل النمر العربي والذئب العربي والضبع المخطط.
وتم رصد وجود حيوان النيص وثعلب روبل، من خلال كاميرات خاصة للتصوير عن بعد تلتقط الصور تلقائيا عند مرور أي جسم من أمامها.
وتعمل هذه الكاميرات على مدار الساعة، وطيلة أيام الأسبوع، وتتميز بوجود فلاش يصدر الأشعة تحت الحمراء غير المرئية؛ تجنبا لإخافة الحيوانات عند تصويرها.
وعلى مدى السنوات الماضية تقوم وحدة تقييم ومراقبة التنوع الحيوي البري التابعة للهيئة بإجراء مسوحات للتعرف على ملامح التنوع البيولوجي بإمارة أبوظبي.
واعتمدت الهيئة مؤخرا، بشكل كبير، على أحدث الأدوات والتقنيات في تقييم التنوع البيولوجي في إمارة أبوظبي، حيث ساعد استخدام كاميرات التصوير عن بعد في مراقبة أنواع الثدييات الرئيسية، وفي توثيق الأنواع المراوغة.
وساعدت هذه التقنية الباحثين في الهيئة في تسجيل وجود قط الرمال في أكثر من 17 موقعا في منطقة الظفرة بإمارة أبوظبي، بعد اختفائه لعدة سنوات، حيث كان يُعتقَد سابقا أنه في حالة تدهور حاد في البرية مع وجود أعداد قليلة متبقية منه في البرية.
ورغم أن بعض الأنواع من حيوان النيص مهددة بخطر الانقراض في العالم،فإن النيص الهندي يعتبر من الأنواع غير المهددة بالانقراض في العالم، وفقا للقائمة الحمراء للاتحاد الدولي للحفاظ على الطبيعة "2018".
ورغم الحماية الخارجية الموجودة على الجسم وهي الأشواك، فإن هناك بعض الحيوانات تستطيع افتراس حيوان النيص، كما يتم قتل حيوان النيص لأنه يمكن أن يصبح آفة تهدد المحاصيل الزراعية.
يشار إلى أن النيص كان ينتشر في دولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي، حيث أشار مقال نشر في 22 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1967 إلى أن بعض البدو القدماء في دولة الإمارات كانوا يتذكرون رؤية النيص في دولة الإمارات خلال حياتهم.
ووفقا للتقرير الوطني الـ5 لدولة الإمارات العربية المتحدة لاتفاقية التنوع البيولوجي، تم تسجيل هذه الأنواع في دولة الإمارات العربية المتحدة، ولكن لم يتم تأكيد انقراضها.
وكان الباحثون في الهيئة عثروا في ديسمبر/كانون الأول الماضي على آثار أقدام وأشواك للنيص في منطقة الظفرة؛ لذا بدأت الهيئة في استخدام كاميرات التصوير عن بعد لمحاولة التقاط صور لهذا الحيوان، الذي يعتبر من الأنواع المراوغة التي تقضي معظم وقتها في الجحور، وتمكنت من الحصول على أول صور لهذا النوع في البرية في إمارة أبوظبي.
ويعتبر ثعلب روبل، والمعروف أيضا باسم ثعلب الرمال، واحد من 3 أنواع من الثعالب المنتشرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، ويتراوح لونه من الرملي إلى الرمادي الباهت مع آذان كبيرة تشبه الخفافيش وخضم (مقدمة الفم) قصير وذيل طويل وكثيف، وهو حيوان صغير يزن أقل من كيلوجرامين، يعيش في أوكار ويتغذى على الثدييات الصغيرة والزواحف واللافقاريات.
ويعتبر من الأنواع النادرة جدا، ولا يسهل رؤيتها في البرية، وتضم قاعدة بيانات الهيئة لسجلات تشير إلى مشاهدة ثعلب روبل، منذ أوائل التسعينيات حيث تم تسجيل آخر رؤية مؤكدة في عام 2005.
وفي محاولة للبحث عن مشاهدات جديدة، نشر الباحثون في الهيئة كاميرات المراقبة في موقعين مختلفين حيث سبق أن شوهد هذا الحيوان، وبعد مرور عام نجحت جهود الهيئة بتسجيل فرد واحد في موقع ضمن المنطقة الغربية.
وقال راشد الزعابي المتخصص بعلم الثدييات إن الهيئة تستخدم أكثر من 35 كاميرا لمراقبة الموائل الحساسة بيئيا، وبعض المناطق المحمية التي تم تشكيلها حديثا، وذلك بهدف إعادة اكتشاف الأنواع التي لم يتم مشاهدتها مؤخرا، والمسجلة في قاعدة البيانات البيئية التابعة للهيئة وبمجرد تحديد المواقع التي تشير إليها السجلات يتم نشر الكاميرات في محاولة لمشاهدتها من جديد، منوها إلى أن الهيئة تسعى لتوسيع جهودها لمحاولة اكتشاف المزيد من حيوان النيص في البرية للمحافظة على الأنواع النادرة والمراوغة الأخرى.
وأوضح أن المعلومات التي يتم جمعها عبر كاميرات المراقبة تساهم في دعم جهود الهيئة؛ لوضع برامج وخطط للمحافظة على الأنواع البرية المستهدفة، مشيرا إلى أن الهيئة يمكن أن تتدخل في الحالات التي تشعر فيها الأنشطة البشرية أو عوامل أخرى تهدد التوازن البيئي وصحة الأنواع.
وقالت الدكتورة شيخة سالم الظاهري، المدير التنفيذي لقطاع التنوع البيولوجي البري والبحري في الهيئة: "أجرت الهيئة، خلال العقدين الماضيين ومنذ إنشائها، أبحاثا ودراسات شاملة لفهم التنوع البيولوجي ورصد النظم البيئية والأنواع والمؤشرات البيئية، معتمدة على أفضل العلوم والتقنيات الحديثة والحلول المبتكرة والمهارات الفنية".
وأوضحت أن إعادة اكتشاف النيص وثعلب الرمال يؤكد أهمية استخدام التكنولوجيا والتقنيات الحديثة، مثل كاميرات التصوير عن بعد، في إجراء مسوح الرصد والتقييم المكثف، والتي من الممكن أن نخرج من خلالها بنتائج جديدة ومثيرة مثل التي اكتشفناها مؤخرا، كما أن إعادة اكتشاف ثعلب روبل في تلك المناطق هو علامة جيدة على أن موائله يتم إدارتها بشكل جيد.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز