"لقاء الغردقة" بمصر.. مفتاح الحل للأزمة الليبية
خبراء يرون أن اجتماعات الغردقة هي مفتاح الحل في ليبيا لأنها معنية بحل الأزمة الأمنية والعسكرية وهي القضية الأبرز
اعتبر مراقبون أن اللقاء الليبي- الليبي في الغردقة المصرية، يعد أبرز المسارات في اتجاه حلحلة الأزمة الليبية، نظرا لاهتمامه بالجانب الأمني والعسكري.
وقال خبراء تحدثت معهم "العين الإخبارية" حول تلك المحادثات، إن "لقاء الغردقة" يعد مفتاحا للمسارات الأخرى، لأنه حال الوصول إلى حلول للمسألة الأمنية والعسكرية، ستحل تلقائيا باقي المسارات الأخرى سواء سياسية أو اقتصادية واجتماعية.
ووسط أجواء ودية لليوم الثاني على التوالي يجتمع الليبيون بالغردقة المصرية لوضع حلول للجانب الأمني والعسكري في ليبيا، كما يناقشون تهدئة الأوضاع في إطار التمهيد لمشاورات "لجنة الحوار 5 + 5 "والمنبثقة عن اجتماع ومخرجات برلين الألمانية.
وناقش المجتمعون تشكيل قوة تكون مسؤولة عن تأمين مقار الحكومة الجديدة في سرت، كما يبحثون وضع خطط، لإبعاد المرتزقة والمليشيات المسلحة، وتأمين المواقع النفطية فضلاً عن إنشاء لجنة عسكرية موسعة، لبحث دعم المؤسسة العسكرية الموحدة في ليبيا والتي أفشلتها المليشيات والتنظيمات الإرهابية.
حوارات الغردقة الأهم
من جانبه، قال المحلل السياسي الليبي حسين مفتاح، إن "حوارات الغردقة" المستمرة على مدار الأيام الثلاثة، برعاية البعثة الأممية في ليبيا، هي الأهم في كل الاجتماعات التي تم تنظيمها سواء في المغرب أو سويسرا أو برلين.
وأرجع مفتاح، في حديث خاص لـ العين الإخبارية" أهمية حوار الغردقة إلى أنه يعنى بالشأن الأمني والعسكري، مشيرًا إلى أنه لا يمكن معالجة أي أمر من الأمور السياسية أو الاقتصادية قبل الحل الأمني والعسكري، باعتبار أن المشكلة الليبية في الأساس هي أمنية.
وأكد أن الاجتماع يناقش مصير المؤسسة العسكرية في ليبيا ومعالجة كل مايشوبها من مشاكل في ظل وجود مليشيات وسلاح خارج القانون ومرتزقة أجانب وقواعد أجنبية لا سيما القواعد التركية في مدن مصراتة والخمس وطرابلس والوطية.
وقال إن "حوارات الغردقة" وإن كانت يشوبها الحذر باعتبار أن ممثلي حكومة الوفاق لا يملكون القرار على أرض الواقع، بسبب المليشيات الداعمه لها والتي لا تحترم أي اتفاقات، إلا أن الحوار قد يفضي إلى نتائج إيجابية.
وحول أهداف الحوار، قال حسين مفتاح إنه يناقش مصير المنطقة التي ينادي البعض بأن تكون منزوعة السلاح، معبرًا عن اعتقاده بأن حوار الغردقة يدور حول ما نوعية وما شكل القوات التي ستحفظ الأمن في منطقة سرت، للتوطئة لوجود حكومة قد تنبثق عن الحوارات السياسية التي ستجرى الشهر المقبل في مدينة جنيف السويسرية.
تحذيرات من المليشيات
من جانبه، قال أستاذ القانون الدولى والمحلل السياسى الليبي محمد الزبيدي، إن اجتماع الغردقة، به نقاط مشجعة تم الاتفاق عليها.
وحذر الزبيدي من "عاصفة مليشياوية" بوجه ممثلي حكومة الوفاق، لافتاً إلى أن "تجاوزها متوقف على شجاعتهم".
بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي الليبي عبدالباسط بن هامل، إنه لم يتضح بعد الأجندة التي يتم الحوار عليها في اجتماع الغردقة أما عن الحوارات الدائرة سواء في بوزنيقة أو جنيف، قال إنها تصب في صالح تنظيم الإخوان الإرهابي، ومحاولة ما يمكن إنقاذه.
وأشار إلى أن المجموعات المشاركة في حوار جنيف معظمهم تابعين أو مقربين من تنظيم الإخوان، كما أن عدم وجود ممثلين للقيادة العامة للقوات المسلحة الليبية وضعف تمثيل المكونات الأخرى، قد يفسح المجال لأن لصعود الإخوان بقوة للسيطرة على المجلس الرئاسي الجديد، وفق قوله.
وأكد أن خطورة الأمر تتمثل في تقليل الصلاحيات لرئيس المجلس الرئاسي المقبل، وسط سيطرة الإخوان، معبرًا عن عدم تفاؤله بأن "الوضع ليس جيدًا".
ردود فعل دولية
وحاز لقاء الغردقة المصرية على إشادات أممية ودولية لحل الأزمة الليبية.
وأشادت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، في بيان لها، بالخطوة، معربة عن "امتنانها الصادق للحكومة المصرية على جهودها في تسهيل انعقاد هذه المحادثات المهمة"، متوقعة دمج نتائج هذه الاجتماعات المباشرة في اللجنة العسكرية المشتركة "5 + 5".
كما رحبت وزارة الخارجية الإيطالية، بالمحادثات، مؤكدة أن استئناف مفاوضات اللجنة العسكرية المشتركة (5+5) يعد أمرًا ضروريًا لاستدامة وقف إطلاق النار في ليبيا.
من جانبها، قالت السفارة الفرنسية في ليبيا، إن باريس ترحب بهذه الاتصالات المباشرة حول القضايا الأمنية والعسكرية بين الأطراف الليبية، وتؤكد من جديد دعمها الكامل للصيغة 5 + 5.
بدوره، أكد سفير ألمانيا لدى ليبيا أوليفر أوفتشا دعم بلاده للحوار السياسي، الذي تسيره بعثة الأمم المتحدة.