بالصور .. انقطاع الكهرباء يهدّد حياة مرضى الكلى في فنزويلا
التيار الكهربائي في فنزويلا منقطع منذ خمسة أيام، ويعود بشكل غير متواصل إلى العاصمة، بينما تغرق مدن أخرى في ظلام دامس.
يحتاج الشاب الفنزويلي ألفريدو كينتيرو إلى غسل الكلى ثلاث مرات أسبوعياً، حتى يبقى على قيد الحياة، غير أن انقطاع التيار الكهربائي في بلده منذ أيام بات يثير مخاوفه، على غرار كثيرين من أمثاله.
وكان هذا الشاب موصولاً إلى جهاز غسل الكلى وتصفية الدم، عندما انقطع التيار، ولِحسن حظّه استفاد من عودة الكهرباء إلى كركاس فترة وجيزة، الأحد الماضي، كي يستأنف علاجه.
وقال كينتيرو البالغ من العمر 23 عاماً: "أتيت لأجرّب حظّي في استئناف العلاج وأحمد الله على عودة التيار".
ويُذكر أن الكهرباء منقطعة منذ خمسة أيام في فنزويلا، وتعود بشكل غير متواصل إلى العاصمة كركاس، بينما ما تزال مدن أخرى في ظلام دامس، وتعاني من فوضى عارمة على مستوى الخدمات العامة، وخصوصاً توفير المياه.
وتوفّي 15 شخصاً على الأقلّ بين السبت والأحد الماضييْن، نتيجة توقّف علاج غسل الكلى، وفق ما أفادت به منظمة "كوديفيدا" غير الحكومية.
وأكدت حكومة الرئيس نيكولاس مادورو أن المستشفيات العامة لم تشهد أي حالة وفاة الأحد الماضي، مضيفةً أن آلات غسل الكلى موصولة بِمولّد كهرباء.
توقّف العلاج
10200 فنزويلي يعانون من مشكلاتٍ في الكلى، ويحتاج 3000 مريض إلى علاج "الغسل" حسب منظمة "كوديفيدا".
واضطر كينتيرو إلى وقف علاجه، الجمعة الماضي، بعد نصف ساعة على بِدئه، على غرار 39 مريضاً آخرين يتلقون العلاج في مركز "رومولو غاليغوس" في العاصمة كراكاس، وهو ما دفع الشاب إلى اعتبار الأمر "فظيعاً".
ولم يكن أليكس أرييانو أفضل حالاً من كينتيرو، إذ استخدم الآلة عشر دقائق فقط قبل انقطاع الكهرباء، وجرّته والدته نينوسكا على كرسي متنقل أياماً عدة، عانى خلالها من التهاب في المعدة جراء نقص العلاج.
وقالت نينوسكا: "الأمر مقلق بالفعل ولسنا على بيّنة من شيء"، وكان إلى جانب ابنها في الغرفة 40 مريضاً آخرين.
وحسب منظمة "كوديفيدا"، يخضع 115 مريضاً للعلاج أسبوعياً في مركز "رومولو غاليغوس"، ولكنّ كارثة التيار الكهربائي طالت جميع المراكز الصحية في فنزويلا والبالغ عددها 139.
ويرى خبراء ومحلّلون أن الحكومة مقصّرة في صيانة الشبكة الكهربائية وتحسين البنى التحتية، بينما يندّد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو بهجوم تقوده الولايات المتحدة تحت عنوان "حرب الكهرباء"، مؤكداً أنه يستهدف محطة "غوري" في ولاية بوليفار الجنوبية، والتي تغذي 75% من الشبكة العامة.
"أسوأ من حرب"
وذكر خوسيه ماوينا رودريغيس، الذي اصطحب حماه البالغ من العمر 87 عاماً لتلقّي العلاج: "إن انقطاع التيار الكهربائي عُملة سائدة في فنزويلا"، مضيفاً أن الشبكة تتوقّف خصوصاً عن العمل في الولايات الغربية على عكسِ كراكاس.
وأكد هارلين بيريرا وهو موظف بنكي سنّه 51 عاماً: "وضع البلاد أسوأ من الحرب"، فيما وصفت ماريا غودو، الممرّضة المتخصّصة في غسل الكلى، المرحلة بـ "العصيبة جداً"، قائلةً إن انقطاع التيار الكهربائي أرغمها على حقن المرضى بِدم غير نظيف.
وكان الفنان الفنزويلي فرانك باتشيكو (57 عاماً) توفّي في مستشفى كراكاس الجامعي، الأحد الماضي، بعد ثمانية أيام أمضاها من دون غسل كلى ونتيجة مضاعفات أخرى.
وأفادت قريبة لباتشيكو: "كان ينبغي أن يخضع للفحص والعلاج، ولكنّ المصاعد الكهربائية لم تكن تعمل، كما غاب طبيب الكلى طوال عطلة نهاية الأسبوع .. كان أسبوعاً مضطرباً جداً".
وتواجه فنزويلا نقصاً في السلع الأساسية مثل الأغذية والأدوية، إذ حدّدت منظمات غير حكومية معدّل النقص بـ 75%.