برلماني سابق عن حزب أردوغان يطالب بهيكلة الرئاسة التركية

محمد متين أر طالب بإعادة هيكلة الرئاسة التركية والنظر في مدى كفاءة الأشخاص الذين تم اختيارهم للعمل بهذا المكان
شن نائب برلماني سابق عن حزب العدالة والتنمية التركي الحاكم في تركيا، هجوما على نظام رجب طيب أردوغان، مؤكداً أن "استئثار شخص واحد بكافة السلطات دليل على أن النظام الرئاسي فشل ولا يعمل بشكل صحي".
وفي تصريحات تلفزيونية، نقلها موقع صحيفة "يني جاغ" المعارضة، الإثنين، أكد البرلماني السابق عن الحزب الحاكم، محمد متين أر، ضرورة إعادة هيكلة الرئاسة التركية، والنظر في مدى كفاءة الأشخاص الذين تم اختيارهم للعمل بهذا المكان.
كما طالب بضرورة إعادة هيكلة حزب العدالة والتنمية، بعد الإخفاقات التي حدثت خلال الآونة الأخيرة، ولا سيما خسارته في الانتخابات المحلية التي شهدتها البلاد يوم 31 مارس/آذار، ويونيو/حزيران الماضيين.
وفي يونيو/حزيران 2018، حول أردوغان نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي عقب الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي جرت يوم 24 يونيو/حزيران من العام نفسه، في خطوة اعتبرها كثيرون انقلابا على القواعد التي رسمها مؤسس الجمهورية مصطفى كمال أتاتورك، عندما أسسها عام 1923.
ووصف "متين أر" بعض شخصيات حزب العدالة والتنمية بأنها "متكبرة"، موضحاً أنه إذا لم تستطع الحركة السياسية رعاية السلطة، يبدأ الانحراف، ونبه بأن الناخبين حذروا الحزب الحاكم في انتخابات الإعادة بإسطنبول، ونبهوا إلى ضرورة إجراء تعديل في مجلس الوزراء.
واختتم تصريحاته قائلا: "إنه لا يمكن تحقيق النجاح في السياسة مع أولئك الذين يعانون من النرجسية ويرون أنفسهم فوق السياسة".
ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجه قياديون وأعضاء بالعدالة والتنمية انتقادات إلى الحزب، وزعيمه رجب طيب أردوغان، إذ سبق وأن شن كثير من كبار قيادي الحزب انتقادات لاذعة في هذا الصدد، وفي مقدمتهم الرئيس السابق، عبدالله جول، ورئيس الوزراء الأسبق، أحمد داود أوغلو.
وعلى وقع الممارسات التي يتبعها أردوغان وحزبه خلال السنوات الأخيرة، وما تسببت به من أزمات بالبلاد على مختلف الأصعدة، يتعرض "العدالة والتنمية" لانشقاقات بين الحين والآخر في صفوفه، يدعو لها معارضون للرئيس التركي داخل الحزب.
ولعل آخر هذه الانشقاقات، استقالة رئيس الوزراء السابق، علي باباجان من عضويته بالحزب، اليوم، بعد 18 عاما قضاها كعضو مؤسس للعدالة والتنمية، حمل عدة حقائب وزارية، ومناصب قيادية داخل الحزب خلالها.
ويأتي قرار انشقاق باباجان، بعد أيام قليلة من إعلانه نيته تأسيس حزب جديد في الخريف، بمساعدة الرئيس السابق عبدالله غول.
وكان باباجان واحدا من الذين قاموا بتأسيس حزب العدالة والتنمية، في 14 أغسطس/آب 2001، ومنذ ذلك الحين وحتى استقالته، تقلد العديد من المناصب داخل الحزب، وفي عدد من الحكومات التي تعاقبت على السلطة، إذا سبق له أن حمل حقيبتي الخارجية والاقتصاد، فضلا عن توليه منصب نائب رئيس الوزراء المسؤول عن الشؤون الاقتصادية.
بيان الاستقالة الذي أصدره نائب رئيس وزراء تركيا السابق عنونه بـ"لعلم الرأي العام"، واستعرض خلاله العديد من الأمور التي دفعته لقراره، موضحاً أنه يجرى الاستعدادات لتأسيس حزب جديد.
وقال باباجان في بيانه: "لقد كان لزامًا علينا أن نقوم بجهود جديدة (في إشارة لتأسيس حزب جديد) من أجل حاضر تركيا ومستقبلها، ولقد بات هذه الأمر ضرورة ملحة، واضطلعت أنا وعدد كثير من أصدقائي بهذه المسؤولية الكبيرة والتاريخية".
واستطرد قائلا: "ولا شك أن عملنا هذا يجب أن يتم بشكل مستقل وحر، ويتعين علينا أن نبدأ ذلك على صفحة بيضاء في كافة الأمور".
ويمثل هذا القرار الصادر من خصوم أردوغان، الذين كانوا حلفاءه سابقا،ً تدشين أولى خطوات خلعه من السلطة، عبر تأسيس حزب جديد منشق عن العدالة والتنمية، برؤية معارضة تماما لسياساته.
ويضم الحزب التركي الجديد خليطاً من الوجوه القديمة والجديدة الناجحة، حيث يدرك كل المقربين من باباجان مدى دقته ومعاييره العالية، إذ إنه يعمل على التفاصيل الصغيرة لكل الخطط قبل الإعلان عنها.
ولا يختلف اثنان على أن "باباجان" اسم كبير في السياسة التركية، خاصة فيما يتعلق ببصمته على الاقتصاد، ويملك كل المؤهلات ليكون رئيسا للبلاد، ما يجعل الأتراك ينتظرون حزبه بشغف كبير، بحسب تقرير سابق نشرته النسخة الألمانية لموقع دويتشه فيلا.
ويتوقع كثيرون أن يكون باباجان هو الشخص الذي سينهي حكم أردوغان والعدالة والتنمية لتركيا، وذلك بدعم من شخصيات قوية مثل سعدالله أرغن، الذي كان وزيرا للعدل لسنوات عدة ودشن حزمة قوانين لدعم الديمقراطية، وبشير أتالي الذي حاول خلال السنوات الماضية تدشين مفاوضات سلام مع الأكراد، ورئيس المحكمة الدستورية السابق هاشم كيلك.
وشهدت الأيام الماضية تطورا سريعا في ملف الحزب الجديد، إذا كشفت مصادر مطلعة عن أن باباجان التقى "أردوغان"، وأبلغه بتأسيس الحزب الجديد، وأنه سينشق عن حزبه خلال أسبوع.
aXA6IDMuMTQ1LjkwLjEyMyA= جزيرة ام اند امز