نهيان بن مبارك يفتتح أعمال الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم
انطلقت فعاليات الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي في الإمارات.
وافتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح والتعايش، مساء الاثنين في أبوظبي، أعمال الملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة التي بدأت افتراضياً؛ عبر تقنية الاتصال المرئي عن بعد، تحت عنوان "قيم ما بعد كورونا: التضامن وروح ركاب السفينة".
وتستمر أعمال الملتقى لمدة 3 أيام برئاسة الشيخ عبدالله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم رئيس مجلس الإمارات للإفتاء الشرعي رئيس المجلس العلمي الأعلى لجامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية، وبمشاركة وزراء وممثلي حكومات ومنظمات دولية وقادة دينيين وشخصيات رفيعة المستوى، ومئات المفكرين والأكاديميين والباحثين، وممثلي منظمات المجتمع المدني والشباب حول العالم.
وأعرب الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان عن سعادته في المشاركة بالملتقى السابع لمنتدى تعزيز السلم، الذي تعقد فعالياته، في ظل الرعاية الكريمة؛ للشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، الذي يحرص دائماً على رعاية هذه الفعاليات المهمة، التي تعبر عن ثقته الكاملة في مستقبل الأمة، وبقدراتها على الانفتاح بوعي وذكاء على كافة التطورات، وعن اعتزازه كذلك بالدور المحوري الذي تقوم به دولة الإمارات في تقدم هذا العالم وتطوره.
وقال إن موضوع الملتقى يؤكد عددا من المعاني المهمة، أولها، أن الحديث عن ما بعد كورونا في أبوظبي، والاستعداد لعالم أفضل، إنما هو امتداد طبيعي للقيم والمبادئ الإنسانية الأصيلة في دولة الإمارات، التي تتطلع بعزم وتصميم نحو المستقبل. وأن الرؤية الحكيمة للقيادة الرشيدة تجعلنا قادرين على الإسهام الفاعل في مسيرة البشرية. وهو ما يحرص عليه صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة . أما المعنى الثاني؛ لتدارس الأزمة في أبوظبي، فهو أهمية إدراك طبيعة التحديات الكبيرة التي تواجه عالم ما بعد كورونا.
فهناك حاجة لتطوير قدرات المجتمعات البشرية على مواجهة الأوبئة، والتركيز على تعميق التعاون الدولي في هذا المجال؛ لأن العالم سيظل يواجه في مسيرته تحديات متعددة؛ سواء تحديات التقنية والآلات الذكية، أو تحديات التكتلات الاقتصادية والحروب التجارية، أو تحديات العنصرية والشعبوية، أو النزاعات بين الدول وبين الجماعات والطوائف، أو تحديات البيئة والمناخ والتعليم والصحة والتنمية البشرية عموماً.
وفي المعنى الثالث أعرب الشيخ نهيان بن مبارك عن ثقته وأمله بأن ملتقى منتدى تعزيز السلم؛ سيؤكد "حرصنا جميعاً في المجتمعات المسلمة؛ بل وفي العالم كله؛ على الأخذ بالوسائل والمبادرات اللازمة؛ لمواجهة كافة هذه التحديات". آملا أن يطلق المنتدى في توصياته، صيحة عالية؛ بأن التضامن والتكافل في كل مكان من العالم، هو الوسيلة الفعالة؛ لمواجهة هذه التحديات.
وأكد أن الإسلام هو الدين الحنيف الذي يحترم الفكر والعقل ويدعو إلى المبادرة والتضامن والعمل المشترك في سبيل الخير.. لقد كان الإسلام وسيبقى مرتبطاً؛ بمنظومة القيم والمبادئ الإنسانية التي تحقق العدل والحرية والحياة الكريمة للفرد، والتقدم والرخاء للمجتمع والعالم.
وأضاف أن الإمارات وهي تحتفل في العام المقبل؛ بمرور خمسين عاماً على تأسيسها؛ قد حددت لنفسها هدفاً رئيسياً في الخمسين عاما المقبلة، بأن تظل هذه الدولة دائماً، تتخذ من القيم والمبادئ الإنسانية، أساساً قوياً وراسخاً؛ لمسيرتها، وعلى نحو تتأكد فيه دائماً، قيم التسامح والتعايش والتكافل والعدل، والسعي إلى تحقيق الخير للجميع؛ دون تفرقة أو تمييز. ولاحظ أن مكانة القيم والمبادئ في مسيرة المجتمع، إنما تقوم على سواعد السكان، الذين يتمتعون بالتفكير السليم.. سكان لديهم القدرة على التواصل مع الآخرين، والانفتاح بثقة على إنجازات التطور في العالم.
وأعرب عن ثقته بأن المجتمعات المسلمة؛ سوف تواجه بكل نجاح التحديات المهمة في عالم ما بعد كورونا، وأنها سوف تقوم بدورها المرتقب في مسيرة البشرية؛ نحو النماء والتقدم. متمنياً النجاح والتوفيق للمشاركين في أعمال المؤتمر.
وتحدث الشيخ عبدالله بن بيه، فتقدم بخالص الشكر للمشاركين في الملتقى السابع، الذي يعقد هذه السنة في ظرفٍ استثنائي.
وأكد أن المنتدى عبر ملتقياته السنوية، كان يجسّد نموذجا جديدا وفريدا للحوار وتلاقح الأفكار، فيكتشف الجميع؛ مهما تنوعت ثقافاتهم وتباينت آفاقهم أنهم إخوةٌ، يشتركون في أكثر مما يتصوّرون.. هكذا كان شأن الملتقيات في عاصمة الإنسانية، أبوظبي، مناسبة للجميع؛ ليلمسوا بأنفسهم روح السلام في دارها، ويستلهموا رؤية التسامح من معدنها، ويتنسّموا عبق أريج المحبة من مهبّها.
وقال إن الملتقى هذا العام يعقد في سياق التّحديات الوجودية التي تواجه الإنسانية، جراء هذا الوباء الذي غيّر برامج وخطط البشرية، وأعاد ترتيب أولوياتها وسَاءَلَت وجّهاتها القيمية. فالأزمة الراهنة لها فرادتها؛ لشموليتها وتعدد تجلياتها في مجالات الحياة المختلفة، إنها أزمة في ضمنها أزمات.. إنها أزمة المفارقات وتدبير التّجاذبات، حيث وجدت البشرية نفسها على حين غرّةٍ، مطالبةً بالبحث عن الموازنات الدقيقة، الهشة والاستعجالية بين مجموعة من المتناقضات.
وأضاف إن الأزمة كشفت قصور المقاربات الأنانية وعجزها عن مواجهة خطر لا يفرق بين شعب وآخر. وفي الوقت عينه أذكت جذوة التضامن الملهمة لأفراد استطاعوا أن يبثوا الخير ويبذلوا المحبة والتضامن والأخوة الإنسانية، كما رأينا دولا تسامت على حسابات السياسة والعلاقات الدولية؛ لترقى إلى سقف التعاطف والترابط الإنساني، تتقدمها دولة الإمارات العربية، التي كانت "روح ركاب السفينة" حاضرة بقوة في رؤيتها الاستراتيجية؛ لمواجهة تداعيات هذه الأزمة عالمياً، حيث وقفت بكل طاقاتها وبذلت كل مساعيها في مساعدة البلدان الأقل إمكانية؛ للحد من انتشار الوباء، جاعلة من إغاثة الإنسان حيثما كان البوصلة والهدف الأسمى لجهودها.
وتحدث الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف في جمهورية مصر العربية موجها الشكر لدولة الإمارات ومنتدى تعزيز السلم على الجهود الدؤوب في كل ما يخدم القضايا الإنسانية. مؤكداً أن الشدائد والمحن والنوازل العامة تتطلب التعاون والتراحم بين بني البشر، وأن الإسلام دين مبني على التراحم والتكافل واحترام آدمية الإنسان وإعلاء قدره، وأننا لا يمكن أن نكون شركاء حقيقيين لعالم اليوم؛ ما لم نكن مؤثرين وفاعلين فيه.
وقال إن جميع الأديان السماوية معنية؛ بتحقيق التراحم بين بني البشر، وأن المؤمنين الحقيقيين هم أكثر الناس قربًا من المعاني الأخلاقية والإنسانية، وتعاطيًا معها، وتعاملًا بها، فقد علمنا الإسلام أن الناس جميعًا ما بين أخ لك في الدين أو أخ لك في الإنسانية، وأن الإنسان مكرم على أساس آدميته وإنسانيته؛ بغض النظر عن دينه ولونه وجنسه.
واعتبر أن نظرية ركاب السفينة التي اتخذ منها هذا المؤتمر شعارًا له، تقتضي أن يفهم الجميع حجم المخاطر والتحديات المعاصرة.
وتحدث نور الحق قادري، وزير الشؤون الدينية والتحالف بين الأديان في باكستان، فتوجه بالشكر لدولة الإمارات ومنتدى تعزيز السلم على هذه الجهود الإنسانية الراقية، التي تشكل أملاً واعداً للبشرية. ملاحظاً أن الخوف والقلق أرعب بعض الناس فتسابقوا على تخزين ما يحتاجونه، في حين نهض آخرون بكل طاقاتهم وقدراتهم؛ للطمأنة والمساعدة في تدبير شؤون الضعفاء والمحتاجين داعيا للعمل الدولي المشترك؛ لتوزيع اللقاحات على الفقراء في كل المجتمعات أو الدول.
وتوجه سام براون باك سفير الحريات الدينية في وزارة الخارجية الأميركية، بالشكر والامتنان لدولة الإمارات ولمعالي الشيخ عبدالله بن بيه على النجاحات المتلاحقة؛ في جمع رموز العالم وقادته من العقلاء والحكماء والمفكرين والفلسفة في هذا المنتدى، وتحشيد قواهم وإمكانياتهم لتعزيز قيم الفضيلة والرحمة ترسيخ خطاب التسامح والسلام على المستوى العالمي، فجهودكم الخلاقة "يا صديقي ماثلة في وعينا ومخيلاتنا على مستوى الكوني.
وقال ميغيل موراتينوس، الممثل السامي لتحالف الحضارات التابع للأمم المتحدة، إن الجائحة كانت وما زالت بمثابة اختبار لالتزامنا الأخلاقي وقيمنا المشتركة.
كما أكدت الجائحة فكرة أننا جميعا في مركب واحد، ما يستدعي تعاوننا وتكافلنا للنجاة معاً. وهو ما يذكرنا به معالي الشيخ عبدالله بن بيه ومنتدى تعزيز السلم.
وأشار إلى الاحتفال بالذكرى الخامسة والسبعين على تأسيس الأمم المتحدة، التي شارك بها الشيخ ابن بيه، وهي أول منظمة إنسانية دولية تعمل على رأب الصدوع، والحد من الاضطهاد والتمييز العرقي والإثني. ومن دون شك أن منتدى تعزيز السلام يقوم في الصميم بتعزيز ودعم هذا البعد الإنساني، الذي نحرص عليه جميعا.
وتحدثت البروفيسورة ميليسيا روجرز، أستاذة في كلية اللاهوت بجامعة ويك فورست الأميركية، مؤكدة أنها تشارك في الملتقى السابع للمنتدى؛ بغرض رئيس، هو تفعيل مؤسسات حلف الفضول، التي ترى فسحة أمل في هذا الزمن المضطرب.
وأشارت إلى بعض الأمور الإيجابية التي نتجت عن الآزمة؛ رغم كل سلبياتها وأخطارها وما سببته من هلع وقلق لدى،، فلاحظت انتشار بعض الأعمال الجماعية المشتركة، التي هي على قدر كبير من المسؤولية، وهذا الوعي الإيجابي، يساعد على تجاوز المحنة بنجاح؛ لأننا أدركنا جميعاً أننا ركاب في سفينة واحدة وكذلك من الأمور المهمة التي ترسخت في الوعي الإنساني، أن التعاون والعمل بجدية ضد كل أشكال التعصب أو التمييز الثقافي، يعيد لنا إنسانيتنا. ولذلك لا يجوز أن يحصل أمر مثل تزايد عدد وفيات كورونا في المجتمعات الأكثر فقرا، أو العرقيات الملونة؛ أكثر من غيرهم. ومع ذلك هناك ظواهر تدعو للتفاؤل، من شاكلة أن بعض القساوسة، الذين شوهدوا يجوبون شوارع المدن؛ لتوزيع الابتسامات وإشارات التضامن على الناس؛ رغم الحجر والعزل الذي فرضه الوباء. واعتبر أن ما يقوم به منتدى تعزيز السلم على مستوى جمع الأديان، وضرورة استعادة قيم الرحمة والفضيلة يشكلاً أملا حقيقياً؛ لتجاوز محنة كورونا.
وتحدث جوستن ولبي، رئيس أساقفة كنتربري، فتوجه بالشكر إلى الشيخ عبدالله بن بيه على عمله الدؤوب من أجل السلم عبر التقاليد الدينية، وعلى جهوده في إقامة الروابط والصلات بين القيادات الدينية وصناع القرار حول هذا العمل. مؤكداً أن "الشيخ ابن بيه صديق عزيزٌ وقدوة لي".
وقال إن وصف جائحة كوفيد 19 أحياناً؛ بأنها كارثة نهاية العالم Apocalypse، وعندما نفهم كلمة Apocalypse بشكل صحيح، نكتشف أنها تعني الكشف عن شيء كان متواريا، فالوباء قد كشف حقائق كثيرة، مثل: عدم المساواة في التوزيع الاقتصادي، والانقسامات العرقية والإثنية، وأولوياتنا المعكوسة؛ عندما يتعلق الأمر بنوع من المهن التي كنا نبالغ في العناية بها، واستغلالنا السيء لمخلوقات الله وخلقه.
وأكد الدكتور محمد عبد الكريم العيسى، أمين عام رابطة العالم الإسلامي، أن منتدى تعزيز السلم، ما فتئ يطلع بجهوده المباركة من أجل ترسيخ قيم السلام في عالمنا، مقربا وجهات نظر التنوع الديني والفكري، مشمولا بتنوع المؤسسات العامة والخاصة ذوات الصلة، كل ذلك من أجل تعزيز سلام الجميع، منطلقا من المشترك الإنساني الواحد.
وقال إن عالم اليوم أصبح أكثر إمكاناً في تقاربه وتفاهمه من ذي قبل، ذلك بما فتح الله عليه من وسائل العولمة والمعرفة الحضارية، التي يفترض أن تزيل الحواجز النفسية المصطنعة، وتضع الجميع أمام منصات مفتوحة على بعض، لا تنقص تقاربها وحوارها المصارحة والمكاشفة؛ من خلال طرح كل الموضوعات العالقة وبكل شفافية. فالحوار الحضاري لا بُدَّ أن يصل بالجميع؛ للعمل معا في دائرة المشتركات والتفاهم والاحترام المتبادل.
وأضاف أن جائحة كورونا أكدت أن الإنسانية أسرة واحدة، وأن عالمنا كما يقال قرية صغيرة، وأن هذا العالم متشارك.
إلى ذلك استهل الجلسة الأولى للمنتدى الشيخ عبدالله بن بيه، فقدم رؤيته التأطيرية لأعمال الملتقى، مؤكداً أن الأزمة على تعدد تجلياتها؛ بوصفها مجموعة تجاذبات وتناقضات، إلا أن البشرية مطالبة بتدبيرها على نحو لا يقبل التأجيل، ومنها: التجاذب بين مقتضيات حفظ النفس البشرية ومتطلبات حفظ المال: إنها معضلة البحث عن أرزاق الناس ومعايشهم، والحجر الطوعي للحد من انتشار الوباء والتجاذب بين منطق البحث العلمي ومنطق السوق والتجاذب بين اليقين والشك وبين الضعف والقوة والتجاذبات بين العولمة والدولة الوطنية والتجاذب بين منطق الحريات ومنطق الواجب والتجاذب بين كلّي النفس وكلي الدين.
وأكد أن الملتقى يستشرف إمكانية تطوير قيم كونية مشتركة؛ أقرب إلى الإنصاف والتضامن والأخوة الإنسانية؛ بروح جديدة تؤكد المصير المشترك للبشرية؛ لأن الجائحة هدمت نظريات الفصل والتمييز الثقافي أو الاقتصادي. وهو ما يستدعي إعادة اكتشاف ترابطنا في عصر يكفي أن ينظر الإنسان إلى طعامه؛ ليرى العالم بين يديه. وتجلّى بوضوح غير مسبوق؛ لدى الجميع، أننا نحن ساكنة هذا الكوكب بمثابة ركاب تلك السفينة التي ضرب بها النبي "صلى الله عليه وسلم" المثل : "مَثَلُ القَائِمِ في حُدودِ اللَّه، والْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَومٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سفينةٍ، فصارَ بعضُهم أعلاهَا، وبعضُهم أسفلَها، وكانَ الذينَ في أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الماءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا في نَصيبِنا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا. فَإِنْ تَرَكُوهُمْ وَمَا أَرادُوا هَلكُوا جَمِيعًا، وإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِم نَجَوْا ونَجَوْا جَمِيعًا".
وأوضح أن روح ركاب السفينة تدعونا إلى عدم تلويث البيئة، والكف عن الفساد في البر والبحر، ووقف الحروب فوراً، وتستوجب روح التراحم في توزيع اللقاحات للجميع؛ من دون احتكار أو استغلال، وتدعونا لابتكار نموذج تنموي يوفر الرفاه للجميع، وترشدنا إلى بناء مجتمعات الطمأنينة، وتلهمنا السبيل إلى غدٍ تصان فيه الكرامة لكل إنسان. وأكد أننا "بروح ركاب السفينة نسترشد في البحث عن المواءمات والتسويات والتنازلات المتبادلة، التي هي من صميم منطق العيش المشترك، وتجديد القيم في النفوس، وتأكيد الوعي بوحدة المصير الإنساني.
وختم بالتنويه إلى أن "حلف الفضول الجديد"، الذي أصدرناه السنة الماضية وصادقتم عليه يمثل التجسيد المفهومي والإجرائي الأمثل؛ لروح ركاب السفينة، ويمكن أن يشكل مرجعية قوية لهذه الانطلاقة الجديدة". فهو ليس مجرّد مبادئ نظرية لا فاعلية لها، وإنما بالإمكان ترجمتها وبلورتها في منهج عملي تطبيقي، يقوم على تشجيع مبادئ الكرامة الإنسانية والحرية والعدالة، ويدعو إلى التسامح والسلم والرحمة والتّضامن. ويمكن أن يكون نموذجاً للعقد الاجتماعي الجديد الذي ترنو إليه البشرية؛ لأن الحلف يقوم على المشتركات الإنسانية؛ سواء منها المشترك الخاص بديانات العائلة الإبراهيمةأو المشترك الكوني الأشمل.
وعقدت الجلسة الثانية تحت عنوان "الجائحة وروح ركاب السفينة"؛ برئاسة الدكتور حمدان المزروعي، رئيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، وتحدث فيها نيافة المطران أنجيلوس - رئيس أساقفة الكنيسة القبطية في لندن- المملكة المتحدة، عن "وضع العالم ووحدة المصير الإنساني".
كما تحدث الدكتور سالم المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو" عن موضوع "الأزمة الصحية باعتبارها أزمة إنسانية".
كذلك تحدثت الدكتورة رجاء مكاوي، سفيرة المملكة المغربية لدى الفاتيكان، عن موضوع "التقدم العلمي والتكنولوجي والاتصالي والأزمات الإنسانية".
وتحدث أيضاً الدكتور باتريك ديكسون عن "الأزمات الإنسانية وروح ركاب السفينة".
وكان آخر المتحدثين في الجلسة الثانية، الدكتور عبد الحميد عشاق، منسق "موسوعة السلم في الإسلام".
وعقدت الجلسة الثالثة تحت عنوان "القيم في الأزمات"، برئاسة الدكتور أحمد السنوني، مدير "برنامج إعداد العلماء الإماراتيين"، وتحدث فيها كل من الدكتور ابراهيم مشروح، مدير تحرير مجلة "السلم"، والبروفيسور ستانلي هويرواك عن موضوع "أزمة كورونا وسؤال الأخلاق - نحو تجديد أخلاقي وقيمي".
أما في الموضوع الثاني بالجلسة الثالثة، وهو بعنوان "الأزمات العالمية وقيم التراحم والتضامن"، فتحدث كل من القس آدم راسل تايلور، والدكتور عبدالله السيد ولد أباه، عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، الذي قدم ورقة بعنوان "الرحمة والقوة.. الإشكال اللاهوتي".
وفي الموضوع الثالث، بعنوان "جائحة كورونا والحاجة إلى السكينة"، تحدث المطران حسام نعوم، أسقف القدس، والدكتور مصطفى تيسيريتش، عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم.
أما الموضوع الرابع والأخير في الجلسة، فهو "حلف الفضول الجديد والقيم الإنسانية المشتركة"، وتحدث فيه كل من الدكتور رضوان السيد، عضو مجلس أمناء منتدى تعزيز السلم، والدكتور روفين فايرستون- أستاذ اليهودية والإسلام في العصور الوسطى في المعهد اليهودي واشنطن.
aXA6IDE4LjExOS4xNDEuMTE1IA==
جزيرة ام اند امز