عودة حيوان مفترس إلى مصر بعد 5000 عام
في حادثة استثنائية تربط بين التاريخ القديم والواقع المعاصر، ظهر "الضبع المرقط" لأول مرة في مصر منذ عهد الفراعنة، بعد غياب دام 5000 عام.
وأثار هذا الاكتشاف اهتمام العلماء، حيث تم العثور على الضبع شمال حدود مصر مع السودان، على بعد 30 كيلومترًا فقط، بعدما قطع مسافة 500 كيلومتر خارج نطاقه المعروف.
وتم رصد الضبع في منطقة وادي يحمب داخل محمية "علبة"، لكن الحدث انتهى بشكل مأساوي عندما قتله السكان المحليون بعد أن هاجم قطعان الماشية وقتل رأسين من الماعز على مدار ليلتين متتاليتين.
وصرح الدكتور عبد الله ناجي، الباحث في جامعة الأزهر، الذي أشرف على دراسة تتعلق بالحادثة: "في البداية، لم أصدق الأمر، لكن بعد فحص الصور والفيديوهات، شعرت بالذهول. لم نتوقع أبدًا العثور على مثل هذا الحيوان في مصر".
وتشير الأبحاث إلى أن التغيرات البيئية في المنطقة لعبت دورًا أساسيًا في ظهور الضبع. فقد كشفت بيانات الأقمار الصناعية عن زيادة ملحوظة في هطول الأمطار ونمو النباتات خلال السنوات الخمس الأخيرة مقارنة بالعقود السابقة. هذه الظروف قد تكون خلقت ممرًا طبيعيًا سمح للحيوان بالهجرة شمالًا، على غير العادة.
والضباع المرقطة هي حيوانات مفترسة معروفة بقدرتها على التكيف والسفر لمسافات طويلة، تصل إلى 27 كيلومترًا يوميًا. وبينما تعيش عادةً في مجموعات، يبدو أن هذا الضبع قام برحلته منفردًا، متتبعًا النباتات المتزايدة أو حركات الماشية.
والمنطقة التي عُثر فيها على الضبع تمتاز بتنوع نباتي كبير وتقع عند التقاء مصر مع السودان، لكنها تفتقر إلى تاريخ طويل من التعايش بين البشر والضباع، على عكس أجزاء أخرى من أفريقيا. بالنسبة للسكان المحليين الذين يعتمدون على الماشية كمصدر رئيسي للدخل، فإن هجمات الحيوانات المفترسة تمثل تهديدًا كبيرًا، مما يفسر رد فعلهم السريع بقتل الضبع.
ويوضح هذا الحدث تأثير التغيرات المناخية والبيئية على توزيع الحياة البرية، ما يبرز الحاجة إلى تعزيز الوعي البيئي واتخاذ تدابير لحماية الحيوانات النادرة، مع مراعاة احتياجات المجتمعات المحلية التي تعيش في المناطق النائية.
aXA6IDMuMTUuMTAuODcg جزيرة ام اند امز