"الرئاسية" تعمق جراح وانقسامات إخوان تونس
الانتخابات الرئاسية المبكرة تكشف عجز النهضة عن إيجاد ما أسماه الغنوشي "العصفور النادر"، وأشعلت التطاحن داخل هياكلها ومؤسساتها
لم تعد لحركة النهضة الإخوانية واجهة تخفي بها خلافاتها العميقة بشأن الخط السياسي والتوجه الأيديولوجي، في علاقة بدعم أو ترشيح شخصية لمنصب رئيس الجمهورية، فلا التصريحات الإعلامية الغامضة غطت مشاكلها ولا تكتمها أخفى عوار الحركة الإسلامية في تونس.
- مرشحة للرئاسة في تونس تتعهد بتغيير دستور الإخوان
- بسبب الإخوان.. "الشاهد" يتراجع عن الترشح لرئاسة تونس
وكشفت الانتخابات الرئاسية المبكرة، المقرر تنظيمها 15 سبتمبر/أيلول المقبل، عجز النهضة عن إيجاد ما أسماه الغنوشي "العصفور النادر"، وأشعلت التطاحن داخل هياكلها ومؤسساتها.
ولم تقف مسألة ترشيح النهضة لشخصية للسباق الرئاسي عند الاختلافات، بل تطورت إلى خلافات وصلت لحد مقاطعة بعض قياداتها اجتماع مجلس شوراها المخصص للحسم في ترشيح شخصية من داخلها أو دعم أخرى.
وبينما يتمسك الغنوشي بضرورة دعم شخصية من خارج الحركة، تعتبر قيادات أخرى أن خطتة (الغنوشي) تتسم بالمناورة السياسية و"الخيانة" الفكرية.
ولوح القيادي عبداللطيف المكي بالاستقالة وفضح الغنوشي أمام وسائل الإعلام، حسب تسريبات من داخل حركة النهضة.
وقال النشاط السابق بحركة النهضة والمستقيل منها عام 2016 صابر المرداسي في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن حركة النهضة تورطت في مأزق سياسي كبير إثر وفاة الباجي قائد السبسي، حيث إن تقديم موعد الرئاسية على التشريعية قطع أمامها أبواب المناورة السياسية وكل أنواع الصفقات المشبوهة التي أبرمتها مع حليفها يوسف الشاهد.
ويعتبر الشاهد وفق توصيفات خصومه أحد المعاول التي يستعملها الإخوان لضرب معارضيها واستغلاله كأداة حكومية لتمرير الأفكار الإخوانية في المجتمع.
وأضاف أن الإخوان اصطدموا بخيارات لا تتلاءم واستراتيجيتهم، وهو ضرورة طرح أحد الأسماء من داخلها لخوض الانتخابات الرئاسية رغم علمها بانعدام حظوظه في الفوز.
خيارات بلا نتيجة
وأكدت عدة مصادر أن مجلس شورى الإخوان بإمكانه أن يدفع بشخصيات مثل علي العريض رئيس حكومتها السابق عام 2013 وعبدالفتاح مورو نائب رئيس البرلمان بالترشح للرئاسية.
وقال أستاذ علم الاجتماع السياسي في الجامعة التونسية جهاد العيدودي، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، إن تعويل حركة النهضة على هذه الأسماء بمثابة إعلان الخسارة المسبقة.
وواجه العريض رفضا شعبيا عام 2013، عرف في وقتها "باعتصام الرحيل" الذي أدى إلى استقالته، كما أن هيئة الدفاع عن شكري بلعيد ومحمد البراهمي تتهمه بالوقوف وراء اغتيال زعماء اليسار.
وتابع العيدودي: إن الخلافات داخل الحركة بلغت أقصى مداها، خاصة مع تراجع وزنها الشعبي وانهيار قاعدتها الجماهيرية لحساب شخصيات سياسية صاعدة على غرار رجل الأعمال نبيل القروي ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي، ووزير الدفاع الحالي عبدالكريم الزبيدي.
الانقسام الحتمي
ويبدو أن رهانات الانتخابات جعلت من حركة النهضة الإخوانية في مهب الانقسامات الداخلية، فبعد استقالات متتالية لعدد من القيادات مثل محمد غراد في يونيو/حزيران، ومستشار الغنوشي الخاص لطفي زيتون وغيرهم.
وتوقع الباحث في الجماعات الإسلامية رابح الباش شاوش، في تصريحات لـ"العين الإخبارية"، أن العمر الافتراضي لصمود الإخوان في تونس انتهى.
واعتبر الباش أن يوسف الشاهد سيكون مرشح الحركة الأبرز، نظرا للخدمات التي قدمها للإخوان ولخيانته مشروع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي، حسب قوله.
وتلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات 10 ترشحات للانتخابات خلال اليوم الأول، السبت، في انتظار مفاجآت أخرى حتى الجمعة المقبلة، آخر يوم لتقديم ملف الترشح لخوض المعركة الرئاسية.
aXA6IDE4LjE4OC4xMzIuNzEg جزيرة ام اند امز