سكان إسطنبول يقترعون في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة البلدية بعد إلغاء أردوغان نتيجة الاقتراع الذي أُجري في 31 مارس الماضي.
يقترع سكان إسطنبول، اليوم الأحد، في جولة الإعادة لانتخابات رئاسة البلدية بعد إلغاء أردوغان نتيجة الاقتراع الذي أجري في الحادي والثلاثين من مارس المنصرم، في واقعة هزّت البلاد، حيث فاز مرشح حزب الشعب الجمهوري أكرم إمام أوغلو في الانتخابات السابقة لتتدخل السلطات التركية وتلغي النتيجة.
وألقى أردوغان بكل ثقله في المعركة الجديدة، لضمان فوز مرشحه في إسطنبول بن علي يلدرم، إذ إن الفوز بعاصمة السلطنة العثمانية يشكل الكثير لأردوغان مادياً ومعنوياً، باعتبار أن إسطنبول عاصمة تركيا الاقتصادية، ويعيش فيها 16 مليون شخص، وقد سبق له تولي رئاسة بلديتها لسنوات، وكانت سبيله للوصول إلى الرئاسة. وهنا يكمن الخطر على كرسيه، حيث إن أكرم إمام أوغلو يحظى بشعبية واسعة، تؤهله للمنافسة على كرسي الرئاسة خلال الانتخابات الرئاسية المقبلة، في 2023 لا سيما إن أصبح رئيساً لبلدية إسطنبول خلال سنوات الـ4 المقبلة.
اليوم.. مهما كانت نتيجة الانتخابات، فإن الخاسر الأكبر فيها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ففي حال فوز بن علي يلدرم سيكون ذلك بمثابة وصمة عار في جبين حزب العدالة والتنمية؛ لأن الأسباب التي قدمت لإعادة الانتخابات لم تعد مقنعة للشعب التركي
ولا يمكن النظر إلى هزيمة حزب العدالة والتنمية في انتخابات البلديات بمعزل عن إخفاقاته الداخلية والخارجية، حيث إن الانتكاسة التي تعرض لها الحزب أثبتت انحداره داخلياً، كما أثبتت أن أردوغان لا يمتلك تلك الشعبية التي يحاول إيهام الخارج بها، حين كان يتباهى بأنه منتخب بطريقة ديمقراطية، وأن شعبه معه في قراراته التي يتخذها، ليثبت الشعب التركي عكس ذلك تماماً رغم التهديدات وحالة الخوف التي تسيطر على الجو العام هناك.
اليوم.. مهما كانت نتيجة الانتخابات، فإن الخاسر الأكبر فيها هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ففي حال فوز بن علي يلدرم سيكون ذلك بمثابة وصمة عار في جبين حزب العدالة والتنمية؛ لأن الأسباب التي قدمت لإعادة الانتخابات لم تعد مقنعة للشعب التركي، وظهر فيها حزب العدالة والتنمية في موقع الديكتاتور.
ولن ينسى الشعب التركي التلاعب الذي جرى، ويمكن أن يوحد ذلك المعارضة والأحزاب كافة لإسقاط الرئيس في الانتخابات المقبلة. أما في حال فوز أكرم إمام أوغلو فستكون تلك هزة لكرسي أردوغان نفسه، حيث إنه استنفر لنصرة حزبه وهو الذي يسيطر على جميع مؤسسات ومرافق وأجهزة الدولة، وسيكون ذلك أصعب من خسارته السابقة في مارس، حيث إنه أعاد الانتخابات، ورغم ذلك فاز منافسه المحتمل على رئاسة الجمهورية بأهم بلدية في البلاد.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة