حين نتفحص المشهد الحالي نجد أن المعسكر الذي به قطر وتركيا وإيران، من خلال السلطات التي تحكم هذه الدول، هذا المعسكر يخسر ولا يربح.
حين نتفحص المشهد الحالي نجد أن المعسكر الذي به قطر وتركيا وإيران، من خلال السلطات التي تحكم هذه الدول، هذا المعسكر يخسر ولا يربح، وعدّاد الخسائر يعمل بطريقة لا تسر الجماعة الخمينية الإيرانية ولا الجماعة الأردوغانية التركية ولا تسر جماعة «الإخوان» التي تهيمن على حكام قطر الحاليين.
لديك هذه الخسائر الحديثة:
مرشح الرئاسة الموريتانية الجنرال محمد ولد الغزواني، خليفة الرئيس السابق محمد ولد عبدالعزيز، فاز، تقريباً، بالرئاسة بعد فترتين قضاهما خلفه الجنرال عبدالعزيز.
في الانتخابات البلدية الكبرى بإسطنبول، أضخم المدن التركية وأهمها، سقط مرشح الحزب الأردوغاني، رئيس الوزراء السابق بن علي يلدريم، وفاز مرشح المعارضة التركية الشاب المتوقد أكرم إمام أوغلو، وهي الانتخابات التي سبق أن فاز بها أكرم، ولكن رفض أردوغان وجماعته الإقرار بالهزيمة، فهزمهم مرة أخرى، بأضعاف مضاعفة من الفارق التصويتي الأول.
ضع هذه الأمور مع بعضها، تتضح لك بعض ملامح الصورة، وهي أن المعسكر الذي تقبع به سلطات قطر وتركيا وإيران في النازل لا الطالع، تحصد الزقوم وتتجرع العلقم وتضرس الحصرم على أسنان نخرة.
هجمات من نواب كونجرس أمريكيين على قنوات قطر التلفزيونية التي تبث في أمريكا بصفتها داعمة للإرهاب، تزامنت أيضاً مع تقارير صحفية، مثل الـ«وول ستريت جورنال»، عن كذب السلطات القطرية في حقيقة موقفها من الإرهاب، وكان المثال الموقف من المتهم القطري بدعم الإرهاب خليفة السبيعي.
أما باقعة البواقع وواقعة الوقائع، فهي الحصار الخانق الذي فرضته الولايات المتحدة على النظام الخميني، الصديق الصدوق لقطر وتركيا، هذه الأيام، وتوريطه أكثر فأكثر في الأعمال الإرهابية، بالجرم المشهود، أمام العالم كله، الذي يغمض عينيه عن حقيقة هذا النظام الإرهابي الخرافي.
ضع هذه الأمور مع بعضها، تتضح لك بعض ملامح الصورة، وهي أن المعسكر الذي تقبع به سلطات قطر وتركيا وإيران في النازل لا الطالع، تحصد الزقوم وتتجرع العلقم وتضرس الحصرم على أسنان نخرة.
الوقت ضد هذا المعسكر وليس معه، فكل يوم يمرّ على النظام الخميني الإيراني، هو إنقاص لعمره، وكل يوم تتزايد فيه انكشاف الألاعيب القطرية والمغامرات التركية، هو برهان جديد يضاف أمام المترددين والجاهلين -أو المتجاهلين- لحقيقة هذا المعسكر، وإحراج -إن لم يكن إجباراً- لهذا المتردد، حزباً أو دولة أو شخصية اعتبارية، على أخذ موقف واضح لا غموض فيه، ضد معسكر الخراب هذا.
من هنا مهم استذكار كلام الرئيس الموريتاني المنتهية ولايته، محمد ولد عبدالعزيز، قبيل أيام من فوز خليفته ولد الغزواني، بأن قراره السابق بمقاطعة قطر هو قرار «سيادي» لم يندم عليه لأن قطر دولة تنشر الفوضى والخراب والمؤامرات بالعالم العربي.. يعني بوضوح، لن يتغير الموقف الموريتاني تجاه قطر، مع تغير الرئيس!
من أجل ذلك كله، هذا هو الحال للمعسكر الثلاثي المأزوم.
نقلاً عن "الشرق الأوسط"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة