منافسات كأس الأمم الأفريقية انطلقت بشكلها الجديد بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة وتغيير موعد البطولة إلى فصل الصيف
انطلقت في مصر منافسات بطولة كأس الأمم الأفريقية بشكلها الجديد، بعد زيادة عدد المنتخبات المشاركة، وتغيير موعد البطولة إلى فصل الصيف لتقام المباريات في درجات حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية، وبات من النادر مشاهدة مباراة قوية في الدور الأول بوجود 24 فريقا، مما جعل الاهتمام الجماهيري يتراجع في انتظار بدء المواجهات القوية خلال الدور التالي.
كوبا أمريكا بدأت تدفع ثمن تقديم الجانب التجاري على مستوى المنافسات بعدما تعرضت البطولة المقامة حالياً في البرازيل إلى عزوف جماهيري غير مسبوق بسبب كثرة المباريات الهامشية وضعف بعض المنتخبات المشاركة
التغييرات التي فرضها الاتحاد الأفريقي جاءت بحثاً عن إيرادات مالية أكبر، وإرضاءً للأندية الأوروبية التي سعت طويلاً من أجل تغيير موعد البطولة من الشتاء إلى الصيف للفوز بخدمات لاعبيها طوال الموسم ودون مفاجآت الإصابة التي تفرزها شراسة المنافسة في أفريقيا.. ويدرك أبناء القارة السمراء أن استدعاء النجوم للمشاركة في البطولة بعد موسم طويل وشاق لن يلبي تطلعات الجماهير بمتابعة مباريات قوية توازي تاريخ هذه الكأس العريقة.
تجربة التوسع في تنظيم البطولات القارية طالت القارات الأخرى، بل حتى بطولات "فيفا"، بحثاً عن زيادة الأرباح ودون الالتفات إلى تراجع مستوى المنافسات وضعف المنتخبات المشاركة، ولا يعلم عشاق كرة القدم في العالم كيف ستكون بطولة كأس العالم 2026 بمشاركة 48 منتخباً، خاصة أن أغلب المنتخبات ستتأهل إلى النهائيات، مما سيؤدي إلى قتل المنافسة في التصفيات التأهيلية وغياب المباريات القوية قارياً.
في السنوات الأخيرة استسلمت كرة القدم لجشع مسؤولي الاتحادات القارية والعالمية، وباتت تحت سيطرة الشركات التجارية التي تبحث عن تشغيل اللاعبين والملاعب بأقصى طاقة، دون النظر إلى التأثيرات الجانبية ومستقبل اللعبة عموماً، مما جعل الاتحادات القارية تتخذ قرارات أقرب إلى "الفانتازيا" على نحو قرار اتحاد أمريكا الجنوبية بزيادة عدد منتخبات بطولة أمريكا، ولو بلغ الأمر الاستعانة بمنتخبات آسيوية أو أفريقية.
ويبدو أن كوبا أمريكا بدأت تدفع ثمن تقديم الجانب التجاري على مستوى المنافسات، بعدما تعرضت البطولة المقامة حالياً في البرازيل إلى عزوف جماهيري غير مسبوق، بسبب كثرة المباريات الهامشية وضعف بعض المنتخبات المشاركة، خاصة أن المشجع البرازيلي لن يدفع المال ويهدر الوقت من أجل مشاهدة منتخب مثل قطر مثلاً.
غالباً ستواجه بطولة أفريقيا الحالية انتكاسة بسبب كثرة المنتخبات الضعيفة، غير أن إقامتها في مصر ربما تخفف من تأثير مغامرة الاتحاد القاري، والأرجح أن الأفارقة سيعيدون النظر بعد هذه البطولة في التوقيت وعدد المنتخبات المشاركة، علماً بأن كأس الأمم الأفريقية صنعت مجدها حين كانت تقام بمشاركة ثمانية منتخبات تمثل الوجه الحقيقي للعبة في القارة السمراء.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة