رئيس داغستان لـ"العين الإخبارية": علاقاتنا بالإمارات تشهد تطورا ملحوظا
الرئيس الداغستاني يقول إن هناك تطابقا في الرؤى بين أبوظبي وموسكو في مجال مكافحة الإرهاب وفي تسوية قضايا المناطق الإسلامية.
قال رئيس جمهورية داغستان فلاديمير فاسيلييف إن علاقة بلاده بدولة الإمارات العربية المتحدة تشهد تطوراً ملحوظاً، لافتاً إلى رغبة بلاده في التعاون مع دولة الإمارات في المجالات كافة.
وأعرب رئيس داغستان، خلال مقابلة خاصة مع "العين الإخبارية" على هامش فعاليات الاجتماع الدوري لمجموعة الرؤى الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" الذي أقيم في داغستان، عن أمله في أن تتطور العلاقة بين الإمارات وبلاده على نحو أفضل، لافتاً إلى أنه "لا يمكن الحديث عن العلاقة مع دولة الإمارات في دقائق معدودة".
وقال إن هناك تطابقاً في الرؤى بين أبوظبي وموسكو في مجال مكافحة الإرهاب ووقف مصادر تمويله وكذلك في تسوية القضايا التي تشهدها المناطق الإسلامية على وجه الخصوص ما انعكس بشكل إيجابي على تطوير المبادرات والأفكار، لخلق حالة من التواصل بين الشعوب الإسلامية والروسية تركز على الإبداع والتقدم في المجالات كافة.
وعن الاجتماع قال الرئيس الداغستاني إن "الاجتماع الذي عقد في بلادنا هو أداة الحوار الحقيقي بين روسيا والعالم الإسلامي وجمهورية داغستان المعروفة بتعدد قومياتها وأديانها".
وأضاف: "هنا يعيش المسلمون معاً مع المسيحيين واليهود، والسلام الحقيقي تحقق في جمهوريتنا منذ عام 1999 بعد تولي الرئيس فلاديمير بوتين مقاليد الحكم، بعدها اتخذ الشعب قراره الحكيم بالدفاع عن جمهوريته، ومثل هذا القرار منحنا الدافع الرئيسي للتطور وبناء علاقات جيدة مع البلدان الأخرى، والتأكيد أن السلام يحتاجه الجميع، ولكن السلام تكاليفه باهظة".
وأضاف:" شاهدت ومن خلال حديثنا مع المشاركين بالاجتماع أن هناك رغبة قوية لتأسيس آلية للتعاون، ونحن على استعداد لذلك، وسنعمل على توفير كل ما يمكن بشأن إنجاح وتنفيذ هذه الرغبة "
وأجمعت شخصيات روسية، خلال الاجتماع، على أن الشراكة الاستراتيجية بين روسيا ودولة الإمارات العربية المتحدة تفتح المجال إلى المزيد من التعاون في المحافل الإسلامية والدولية وتنسيق مواقفهما بشأن العديد من القضايا الدولية المهمة وقضايا التعاون العلمي والثقافي والاقتصادي وتطويره بما يخدم مصلحة الشعوب في العالم الإسلامي وروسيا.
وأشادت هذه الشخصيات المشاركة في الاجتماع الدوري الرابع لمجموعة الرؤيا الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" بالإنجازات التي تحققت في دولة الإمارات العربية المتحدة في المجالات كافة، خصوصاً في مجال توفير متطلبات السياحة بأنوعها العلاجية والترفيهية، والتي باتت مشجعة للسائح الروسي، باعتبار أن الإمارات وجهته السياحية المفضلة خلال السنوات الأخيرة.
وعقدت أعمال الاجتماع الدوري لمجموعة الرؤى الاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي" في العاصمة الداغستانية محج قلعة بين 10 إلى 13 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، تحت رعاية الرئيس التتارستاني رستم مينيخانوف، ونظيره الداغستاني فلاديمير فاسيلييف، وبمشاركة من الدكتور علي راشد النعيمي، رئيس المجلس العالمي للمجتمعات المسلمة.
وشدد المشاركون في المؤتمر على أن "مكافحة التطرف تمثل أهم مكونات الحياة المعاصرة"، وطالبوا بـ"إجراءات أخرى تركز على المجال التعليمي للعمل على منع تفشي ظاهرة الإرهاب".
وفي هذا السياق أكد الدكتور النعيمي أن مكافحة التطرف والإرهاب يجب ألا تتم على أساس سياسي أو مذهبي، وإنما على أساس علمي.
وأيد المشاركون بالإجماع اقتراح إنشاء مدرسة روسية إسلامية مشتركة لتربية قادة جيل صاعد، تسهم ليس فقط في رفع فعالية مكافحة الإرهاب، بل ستساعد أيضاً على تربية وتأهيل كوادر قادرة على منع ظهور الأفكار الراديكالية وانتشارها.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي يعد من أشد الداعمين لعمل هذه المجموعة، قد هنأ المشاركين في فعاليات الاجتماع الدوري، مؤكداً خلال رسالة وجهها للمؤتمرين أن بلاده تولي أهمية كبيرة لتنمية العلاقات الودية مع البلدان الإسلامية، سواء على أساس ثنائي أو في إطار الاتصالات مع منظمة التعاون الإسلامي.
وقال بوتين إن "مواقفنا بشأن العديد من القضايا الرئيسية في جدول الأعمال العالمي والإقليمي قريبة جداً، ونحن معاً نؤيد بناء نظام عالمي ديمقراطي عادل يستند إلى حكم القانون، ويخلو من أي شكل من أشكال التمييز والقوة الإملائية والضغوط الاقتصادية والإعلامية".
وشدد على قيام علاقات التعاون الاقتصادي والعلمي والتقني والإنساني والشراكة في حل النزاعات والأزمات المحلية بين روسيا ودول العالم الإسلامي.
وركز الاجتماع الرابع لمجموعة الرؤى الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي على مناقشة "مكافحة التطرف من خلال تعليم الشباب"، والإشكاليات الحالية للعلاقات الدولية، والوضع في الشرق الأوسط، والقضايا التي تعيق تطوير العلاقات بين روسيا ودول الشرق الإسلامي، ودور التعليم كأداة رئيسية لمكافحة انتشار أفكار الإرهاب والتطرف في المجتمع.