شبح الحرب.. مساعٍ ليبية لفك الانسداد وإنقاذ طرابلس
تصعيد عسكري في العاصمة الليبية طرابلس ينذر بالعودة إلى مربع الاقتتال، وسط مساع حثيثة للتهدئة ومنع الحرب.
العديد من الأطراف الليبية عقدت اجتماعات طارئة لدراسة الوضع الأمني في طرابلس ومحاولة منع الحرب الوشيكة بين المليشيات الموالية لرئيس الحكومة منتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة ورئيس الحكومة المكلفة من قبل مجلس النواب فتحي باشاغا.
السياسة والحرب
وفي السياق، التقى، الخميس، النائب الأول لرئيس مجلس النواب فوزي النويري، في مكتبه بمقر فرع ديوان مجلس النواب بطرابلس، النائب الأول لرئيس ما يعرف بالمجلس الأعلى للدولة ناجي مختار، لمناقشة عدد من الملفات ذات العلاقة بالعملية السياسية لا سيما من النواحي الدستورية والسياسية والعمل على تقريب الرؤى بين المجلسين.
وخلال اللقاء، أكد الجانبان على المرتكزات الأساسية للعملية السياسية خاصة ضرورة استمرار التوافق في المسار الدستوري، واعتباره أولوية وأساس العملية السياسية، وتطبيق الاتفاق السياسي باعتباره الإطار الحاكم للعملية السياسية.
وشدد الجانبان على اتخاذ كافة التدابير التي تحول دون اندلاع الحروب من جديد، والالتزام بالخيار السلمي من كافة أطراف العملية السياسية، واحترام قرارات المؤسسات بالدولة والتمسك بها كونها الطريق لصنع السلام.
الرئاسي يتحرك
بدوره، اجتمع رئيس المجلس الرئاسي الليبي، محمد المنفي ونائبه عبدالله اللافي، بصفتهما القائد الأعلى للجيش الليبي، الخميس، استثنائياً، برئيس أركان القوات في المنطقة الغربية محمد الحداد ورئيس جهاز المخابرات حسين العائب ووزير الداخلية المكلف، ورؤساء الأركان النوعية، رئيس جهاز الأمن الداخلي لطفي الحراري وعبدالحميد الدبيبة بصفته وزير الدفاع في حكومته منتهية الولاية.
وذكر المكتب الإعلامي لرئيس المجلس أن الاجتماع تناول بحث مستجدات الأوضاع الأمنية والعسكرية في كافة أنحاء البلاد.
وأكدت مصادر لـ"العين الإخبارية"، أن الاجتماع أسفر عن تشكيل غرفة عسكرية برئاسة رئيس أركان القوات بالمنطقة الغربية محمد الحداد وعضوية آمري المناطق العسكرية.
وأوضحت المصادر أن الرئاسي شكل "مجلس الدفاع والأمن" برئاسة الحداد، وعضوية وزير الداخلية المكلف ورئيسي جهازي المخابرات والأمن الداخلي، يكون تابعا لغرفة العمليات المشتركة التي يترأسها الحداد أيضا ويناط بها إعداد خطة للدفاع، وضمان استقرار الحالة الأمنية داخل المدن.
شبح الحرب
قبل يومين، لوح باشاغا باستخدام القوة، وذلك في بيان هاجم فيه الدبيبة، بالقول: "لا ظلم ولا قتال مع من اتبع الشرعية واختار الوطن دون سواه"، والتي قابلها الدبيبة علنيا مهددا في أكثر من مرة، بأنه "سيستخدم القوة لمواجهة من يفكر في دخول العاصمة طرابلس.
وعاد شبح الاقتتال إلى العاصمة الليبية، في ظل تحشيدات مستمرة بين المجموعات المسلحة تابعة للطرفين، لدعم أو مواجهة باشاغا في حال دخوله العاصمة.
وسبق أن عقد رئيس أركان المنطقة الغربية محمد الحداد، الثلاثاء، اجتماعا مع عدد من قيادات المجموعات المسلحة لمناقشة الأوضاع في ظل التحشيدات الأخيرة.
وأكد المجتمعون، في بيان، النأي عن الصراعات السياسية، ومنع الاقتتال بكل أشكاله، والوصول إلى حلول سلمية بعيدة عن الحرب والقتال.
كما اتفق المجلس البلدي بمدينة مصراتة ومجلس حكمائها ومجلس حكماء طرابلس الكبرى في اجتماع طارئ عقد، الأربعاء، على نبـذ لغـة الرصاص وصـولا إلى خارطة طريق تنهـي الصراعات السياسية والأمنية الحالية.
ودعا المجتمعون المجلس الرئاسي إلى تحمل مسئوليته والوقوف وقفة للتاريخ والعمل على إخراج خارطة الطريق التي تعهد بها لإخراج البلاد مـن المأزق السياسي والأمني الـذي تمر به حالياً.