عدوى كورونا السابقة سلاح ضد "خطر الطفرات"
يشغل سؤال مهم اهتمام الباحثين منذ الإعلان عن ظهور سلالات جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا وجنوب أفريقيا والبرازيل.
والسؤال هو: هل تمنح العدوى السابقة بسلالات كورونا الأصلية مناعة عند الإصابة بالطفرات الجديدة؟
الباحثة كاثرين كيدزيرسكا من معهد "بيتر دوهرتي" للعدوى والمناعة في جامعة ملبورن بأستراليا، نشرت مع زملائها في أول فبراير/شباط الجاري بدورية "سيل ريبورتز" دراسة عن الاستجابات المناعية التي تثيرها العدوى بكورونا.
ورغم أن دراسة كيدزيرسكا أجريت على عينات من مصابين أصيبوا بالسلالات القديمة، إلا أن النتيجة التي خلصت إليها من الدراسة جعلتها تخرج برأي علمي معتبر في هذه القضية.
وقالت كيدزيرسكا لـ"العين الإخبارية": "المعروف أن بعض الطفرات تتداخل مع المواقع التي يتم التعرّف عليها بواسطة الأجسام المضادة الناتجة بعد الإصابة بالفيروس الأصلي، وبالتالي قد تكون هذه الأجسام المضادة أقل قدرة على التعرّف على هذه السلالات، وهذا هو الخبر السيئ، لكن الخبر الجيّد هو أن عدوى فيروس كورونا الأصلي تحفز الأجسام المضادة الموجهة ضد مواقع متعددة، لذلك عندما يعمل أحد الأجسام المضادة بشكل أقل، فلا يزال هناك أجسام أخرى تساعد في الحماية من المرض الشديد".
وأضافت: "بالإضافة إلى ذلك، فإن العدوى بالفيروس الأصلي تنشط ذراع المناعة الذي يعرف بـ(الخلايا التائية) CD8، وميزة هذه الخلايا أنها تتعرف على مناطق محمية أكثر من الفيروس، لذلك فإن الطفرات وإن كانت قد حدثت في منطقة بروتين سبايك، فإنها لم تنل من مناطق أخرى يمكن أن تتعرف عليها هذه الخلايا".
وخلصت من ذلك إلى القول إنَّ الإصابة السابقة بالسلالات الأصلية من الفيروس ستعطي مناعة جزئية تحمي من المرض الشديد عند الإصابة بالسلالات الجديدة.