سعر الدولار في لبنان اليوم الأربعاء 15 يوليو 2020.. الليرة تنزل
شاشات التداول لدى مصرف لبنان المركزي أظهرت سعر الدولار عند مستوى 1514 ليرة، وهو السعر الثابت الخاص باستيراد السلع الاستراتيجية
عاود سعر الدولار الصعود القوي مقابل الليرة اللبنانية، اليوم الأربعاء بالسوق السوداء، في حين استقرت أسعار الصرف ثابتة لدى البنوك وشركات تحويل الأموال.
وفي مستهل تعاملات اليوم الأربعاء في السوق الموازية (السوداء)، تراوح متوسط سعر الدولار في بعض المناطق ما بين 8300 و8700 ليرة للدولار الواحد، بحسب ما ذكرته وسائل إعلام محلية.
وبحسب متعاملين في سوق الصرف اللبنانية الموازية، فهناك من يستغل شح العملة الخضراء في السوق ويعرض الدولار للبيع بسعر 10 آلاف ليرة، بمتوسط زيادة 1200 ليرة عن الأسعار المتداولة في السوق السوداء.
وأظهرت شاشات التداول لدى مصرف لبنان المركزي سعر الدولار عند مستوى 1514 ليرة، وهو السعر الثابت الخاص باستيراد السلع الاستراتيجية مثل الوقود والقمح والدواء.
وحدّدت مديرية العمليات النقدية في مصرف لبنان في النشرة اليومية لنهار الأربعاء 15 يوليو/تموز 2020 سعر صرف الدولار عند دفع الحوالات النقدية الواردة من خارج لبنان 3.800 ليرة لبنانية.
وفرضت البنوك في لبنان قيودا صارمة من أواخر 2019، بعد أن أدى انهيار مالي إلى شح في الدولار ودفع الأسعار إلى الارتفاع وأذكى الاضطرابات.
وتعرضت البنوك لانتقادات بسبب تجميد مدخرات المودعين بعد استخدام ودائعهم لتمويل الدولة المثقلة بالديون.
فوربس تتوقع مصير لبنان
ونشرت مجلة "فوربس" الأمريكية تقريرا تحدثت فيه عن الأزمة الاقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان في الوقت الراهن، لكنها من المرجح أن تمهّد الطريق لمستقبل جديد لاقتصاد هذا البلد المتأزم.
وأفاد تقرير المجلة الصادر أمس الثلاثاء، بأن لبنان يعاني أزمات حادة منها الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي ونقص المواد الغذائية وارتفاع معدل التضخم الشهري إلى 56%، مع عدم وجود أي بوادر انفراج واضحة.
وفي غضون الأزمة، انضمت الليرة اللبنانية إلى قائمة العشرات من العملات الأكثر انهيارا في العالم، بما في ذلك البوليفار الفنزويلي والدولار الزيمبابوي والبيزو الأرجنتيني.
وهذا البلد الصغير يقع في الشرق الأوسط ويبلغ عدد سكانه 5 ملايين نسمة فقط، بجاليته من المهاجرين مع العائلات التي لا تعد ولا تحصى في كندا والولايات المتحدة وبريطانيا.
وفي كل سنة، يزور المغتربون اللبنانيون وطنهم وينفقون مليارات الدولارات للحفاظ على سيولة الاقتصاد.
مصير لبنان
لا يمكن للبنان أن يبدأ في إعادة بناء بلاده من دون إنشاء نظام نقدي جديد، كما أن انتظار الحكومة لإدخال عملة وطنية جديدة دون استعادة الثقة في السلطة أمر لا طائل منه. ولدى الشعب اللبناني ثلاثة خيارات أخرى لإعادة إحياء اقتصاده دون انتظار تدخل الحكومة.
-
أموال السلع
أكدّت المجلة أنه لتحقيق التبادل المحلي، يمكن للبنان استخدام أي سلعة يثق فيها، من الحبوب إلى الذهب. ومثال ذلك تجربة ألمانيا في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية التي اعتمدت لفترة وجيزة على استخدام السجائر كأموال للتجارة في الضروريات الأساسية داخل المجتمعات. كما تسمح وحدة الحساب المستقرة كالحبوب أو الذهب وحتى السجائر للمقيمين بشراء الطعام لأسرهم. - التحول عن التعامل بالدولار
لا يمكن لاقتصاد لبنان أن يحافظ على نفسه كاقتصاد مغلق لأنه يعتمد وبشكل كبير على الواردات الأجنبية من الحبوب واللحوم والنفط. لذلك، يحتاج هذا البلد إلى استخدام عملة يسهل إنفاقها عبر الحدود. إلا أن تبني الدولار يطرح مشكلتين رئيسيتين: الأولى هي أن مستقبلك يصبح مرهونا باستقرار الولايات المتحدة، والمشكلة الثانية تكمن في أنه لا يوجد ببساطة ما يكفي من الدولارات، حيث خلقت جائحة فيروس كورونا نقصا غير مسبوق في الدولار الأمريكي على مستوى العالم ومع ازدهار السوق السوداء للدولار في لبنان، يبدو أن زيادة الطلب على الدولار تسير في الاتجاه الخاطئ. - عملة البيتكوين
أوضحت المجلة أنه لطالما دعا مؤيدو العملات الرقمية إلى أن عملة البيتكوين مصممة خصيصا لهذه الأنواع من المواقف الاقتصادية ويقع استخدامها بالفعل كوسيلة تأمين ضد الحكومات الفاسدة في دول مثل قبرص وأوكرانيا وفنزويلا والسلفادور.
في الواقع، هناك مغتربون أغنياء يرغبون في إرسال الأموال إلى لبنان للمساعدة، لكنهم غير متأكدين من كيفية القيام بذلك بأمان وإنتاجية نظرا لمشكلات البنية التحتية الحالية مع البنوك والتحويلات المالية.
وباستخدام عملة البيتكوين، يمكن للعائلات والمتبرعين في الخارج إرسال الأموال مباشرة إلى أولئك الذين يحتاجون إليها، دون الخضوع لأي تدقيق حكومي.
وبمجرد أن تصبح عملة البيتكوين داخل مجتمعات لبنان، يصبح من الممكن استخدامها للتجارة داخل البلاد للسلع والخدمات الأساسية. كذلك، يمكن استعمالها أيضا للدفع مقابل الواردات القادمة إلى البلاد.
في الختام، ذكرت المجلة أن المسار الذي سيختاره لبنان مازال غير مؤكد. هناك شيء واحد واضح بعد أشهر من الاحتجاجات، هو أن اللبنانيين هم من أكثر الناس تفانيا وحيوية في العالم، ولديهم القوة للتغلب على هذه الفترة في التاريخ والازدهار مرة أخرى.