سجن القروي.. انطلاقة لفتح ملف إرهاب إخوان تونس
يرى متابعون أن سجن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، سيحدث اضطرابا في التحالف الحكومي الذي تشارك فيه حركة النهضة الإخوانية.
ويجمع الائتلاف الحكومي كلا من حزب قلب تونس (30 مقعدا) وحركة النهضة (54 مقعدا)، وائتلاف الكرامة (19 مقعدا).
ويعتبر سجن القروي بتهمة تبييض الأموال ضربة قاصمة لحركة النهضة الإخوانية التي راهنت في تحالفها مع القروي على عزل الرئيس التونسي قيس سعيد، والضغط على رئيس الوزراء هشام المشيشي (خاصة في مسألة التعيينات الحكومية)، ومحاصرة حزب الدستوري الحر أشد خصم للإخوان.
كان حزب قلب تونس برئاسة نبيل القروي طوق نجاة لراشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإخوانية خلال جلسة برلمانية لسحب الثقة من الغنوشي من رئاسة البرلمان، حيث تغيبت كتلة القروي البرلمانية عن الجلسة.
ويصف منير الزعق، أستاذ علم الاجتماع في الجامعة التونسية، تحالف حزب قلب تونس وحزب النهضة بتحالف "الفساد المالي والإرهاب"، معتبرا أن حركة النهضة خسرت حليفا رئيسيا داخل البرلمان.
وبين "الزعق" في تصريحات لـ"العين الإخبارية" بأن كتلة القروي ستشهد انقساما بعد سجن رئيسهم المؤسس للحزب، وهو ما سيضعف التحالف البرلماني الداعم للغنوشي.
وتابع قائلا: "هذا التحرك القضائي لفتح ملفات الفساد في تونس يجب أن يرافقه فتحا لملفات الإرهاب المرتبطة بحركة النهضة وخاصة قضية اغتيال كل من اليساري شكري بلعيد والقومي محمد البراهمي".
فتح ملفات الإخوان
أطلق رواد التواصل الاجتماعي في تونس حملة على "فيسبوك " بالتوازي مع إيقاف نبيل القروي أخذت عنوان "استقلالية القضاء لفتح ملفات الإرهاب"، تهدف لرفع الغطاء عن جرائم حزب النهضة الإخواني الذي دمر البلاد وأدخلها في سنوات من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي.
ويحكم تونس منذ سنة 2011 حزب النهضة، الذي شارك في كل الحكومات منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي (9 حكومات).
ودعا طالب الطاهر بن مليكة، الناشط في الدستوري الحر، الرئيس قيس سعيد إلى ضرورة فتح ملفات الإرهاب.
ويرى متابعون أن سجن نبيل القروي، رئيس حزب قلب تونس، سيدخل اضطرابا في التحالف الحكومي، ويمهد لدحر الإخوان من المشهد السياسي، وتقديم راشد الغنوشي للعدالة من أجل المحاسبة.
وقال بن مليكة في تصريحات لـ"العين الإخبارية" إن "إيقاف نبيل القروي في السجن لن يكون له مفعول إيجابي لدى الرأي العام التونسي، ما لم يتم فتح ملف الجهاز السري للإخوان".
وتلاحق حركة النهضة الإخوانية دعاوى قضائية منذ سنة 2013، تتهمها بالارتباط بالتنظيم الدولي للإخوان، وهي قضايا رفعتها هيئة الدفاع عن شكري بلعيد والبراهمي (تضم أكثر من 100 محامٍ).
دور الرئيس قيس سعيد
يرى مراقبون أن دور الرئيس التونسي قيس سعيد سيكون محوريا في فتح كل الملفات الحارقة في تونس بعد سقوط ورقة نبيل القروي، وقد يكون الدور القادم على "رأس أفعى الفساد والإرهاب" راشد الغنوشي، مثلما يتم وصفه.
كان الرئيس التونسي قيس سعيد قد ألمح إلى خطورة هذا "الأخطبوط الإخواني" على الأمن القومي، حيث وصفهم بـ"الخونة" و"المتآمرين على الدولة".
وقال سعيد، في اجتماع ضم قادة الجيوش بالقوات المسلحة التونسية، إثر العملية الإرهابية في جبال القصرين، إن "القوات العسكرية قادرة على التصدي لكل محاولات الإرباك التي تسعى الأيادي الإرهابية اليائسة لتنفيذها".
وعرفت تونس خلال الأسبوع المنصرم عملية إرهابية راح ضحيتها أحد رعاة الأغنام بجبل السلوم، من محافظة القصرين، يدعى عقبة الذيبي، تم ذبحه من قبل إرهابيين.
وأضاف سعيد: "لقد تتالت العمليات الإرهابية في تونس خلال الفترة الماضية، وهي عمليات نفذت لإرباك مؤسسات الدولة"، مشيرا إلى أن التاريخ سيثبت من هو "الوطني" ومن انخرط في الشبكات الإجرامية.
وأمام هذه المعطيات يرى مراقبون أن هناك فرصة أخرى أمام تونس لإنقاذ البلاد من تحالف الفساد والإرهاب، وإعادة تأسيس الدولة المنهارة بعيدا عن الإخوان.
aXA6IDMuMTQ0LjguNjgg جزيرة ام اند امز