مسبار الأمل سينطلق بعد أيام إلى المريخ ليبدأ في التقاط أولى صور الكوكب الأحمر بحلول فبراير
ينتشر اليأس في عالمنا العربي، ويتردد سؤال "هل نستطيع؟" منذ أمد بعيد، في انتظار معجزة تحلق بنا من التخلف إلى عهد جديد من التقدم والازدهار، حلم عربي مؤجل بلا موعد، ما شكل حالة من الخوف وعدم الثقة لدى الشباب الذي أفنى عمره في الانتظار، ليتخلى أصحاب الإبداع والأفكار الخلاقة عن أي مبادرة بسبب الأوضاع المتردية، لكن في خضم حالة القنوط تلك كان هناك من يعمل متجاهلاً موجات اليأس والهوان، متجاوزاً ذلك بإيمان عميق بأن العرب قادرون حتى أصبح الحلم العربي واقعاً، انطلاقاً من قلب الصحراء التي ازدهرت وتطورت في كافة المجالات السياسية والعسكرية والصناعية والتجارية إضافة إلى تفوقها النفطي.
لكن انطلاقة عربية جديدة تتحقق وهذه المرة في عالم الفضاء بمسبار الأمل العربي، الذي شاركت في بنائه عقول وأيدي شابة، مسبار سينطلق بعد أيام إلى المريخ ليبدأ في التقاط أولى صور الكوكب الأحمر بحلول فبراير من العام المقبل ولينجز مهمات لم تسبقه إليها الرحلات الماضية، مستنداً إلى أجهزة علمية حديثة، وتخطيط دقيق لاتخاذه مداراً مميزاً حول الكوكب الأحمر لم تحظَ به أي مركبة فضائية أخرى في مهمات اقتصرت على دراسة الغلاف الجوي للمريخ في وقت واحد خلال اليوم.
مسبار سينطلق بعد أيام إلى المريخ ليبدأ في التقاط أولى صور الكوكب الأحمر بحلول فبراير من العام المقبل ولينجز مهمات لم تسبقه إليها الرحلات الماضية.
حين كنا صغاراً كنا نرى إعلان شركة الثريا، تلك الشركة التي يمكنها تغطية كافة المناطق في الصحاري والبحار بلا انقطاع، وكان البعض يظن بأنها شركة عالمية أمريكية طبعاً أو أوربية، لكن لك أن تتخيل الصدمة حين تبين أنها شركة إماراتية تمتلك وتدير اثنين من الأقمار الصناعية الثابتة يغطيان مناطق أوروبا وأفريقيا وآسيا الوسطى والشرق الأوسط ودول المحيط الهادئ وأستراليا، كان ذلك في 1997، وليس اليوم كالبارحة فها هي الأقمار الصناعية العربية تزداد يوماً بعد يوماً ويتقدم العرب في مجال الفضاء حيث أن البحث في هذا العالم والمساهمة في البحوث العالمية ليست ترفاً بل ضرورة لفهم عالمنا وبناء الاقتصادات وتعزيز التكنولوجيا والاتصالات، وفي ظل هذا السباق، تسعى الأمم لتسجيل اسمها في صدارة الباحثين في هذا المجال، ما يجعل مسبار الأمل، الإنجاز الأهم لاستكشاف المريخ.
إن إطلاق مسبار الأمل يعطي العرب أملاً حقيقاُ أن لا شيء مستحيل، وأن الأمم قادرة على الوصول إلى أبعد الطموحات إن أرادت، وهذا ينعكس على الأفراد بلا شك، حيث أن الجميع يستطيع أن يتفوق على نفسه ليسهم في علوم الفيزياء والكيمياء والفضاء، والثقافة والعلوم التطبيقية والإنسانية كافة، فالعرب يستطيعون.. إن أرادوا.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة