بروفايل.. "بيجو" الفرنسية من مملكة القهوة والتوابل إلى أسد السيارات
بيجو الفرنسية هي ثاني أكبر شركة صناعة سيارات في أوروبا بعد فولكس فاجن، وموجودة بـ160 دولة، ولها أكثر من 10 آلاف منفذ بيع حول العالم.
للأسد في شعار شركة بيجو Peugeot الفرنسية للسيارات قصة ممتعة، فهو يرمز إلى صفات بيجو الثلاث، وهي صلابة الأسنان، ومرونة النصل مثل العمود الفقري للأسد، وسرعة القطع مثل سرعة انقضاض الأسد على فريسته، وقد بدأ ظهوره منذ عام 1847، وظهر في البداية في منتجات الشركة آنذاك، مثل مطاحن القهوة والعجلات والدراجات النارية، وظهر على سيارات بيجو منذ عام 1905، وقد مر بعشر محطات تطوير بالتصميم.
بيجو الفرنسية هي ثاني أكبر شركة صناعة سيارات في أوروبا بعد فولكس فاجن، وموجودة بـ160 دولة، ولها أكثر من 10 آلاف منفذ بيع حول العالم.
والطريف أن اسم "بيجو" هو في الأساس اسم لمشروعات عائلة بيجو منذ بدايات القرن الـ17، وتحديدا عام 1810، وهي مشروعات كثيرة من بينها مصانع لصب الصلب ولتشفير المنشار، ولصناعة ماكينات الخياطة والأواني المنزلية، وطحن الملح والفلفل والقهوة، وكلها لا تمت للسيارات بصلة.
رحلة بيجو بدأت بالقهوة، وتحولت مع الوقت تحولات مثيرة، انتهت عند صناعة السيارات، حيث بدأ التحول بصنع قضبان للفساتين القماشية التي كان يشتهر بها الأوروبيون في القرن الثامن عشر، ثم تحولت من قضبان الفساتين لقضبان (هيكل) الشمسيات، ثم أسلاك العجلات، والتي بدت كخطوة نحو صناعة العجلات.
كان أرماند بيجو Armand Peugeo أول فرد بالأسرة يبدأ في الاهتمام بتصنيع السيارات، وقد بنى أول سيارة تحمل اسم بيجو بمحرك بخاري وثلاث عجلات في عام 1889، وذلك بالتعاون مع ليون سيربوليت Leon Serpollet_ من رواد السيارات البخارية في فرنسا، ومتسابق في سباقات السيارات_ وGottlieb Daimler_ المهندس الألماني الذي يعد واحدا من الذين لعبوا دورا أساسيا في تطوير محرك البنزين، وفي اختراع وتطوير السيارات، وهو ما تبعه في نفس العام ولادة أول سيارة تعمل بالاحتراق الداخلي.
في العام التالي، أي في 1890، تطورت السيارة الأولى لتصبح بـ 4 عجلات ومحرك غير بخاري، وذلك بفضل ديملر الذي قام بإدخال العديد من الابتكارات، كمقود السرعات القابل للانزلاق، وأنظمة تعليق من 3 نقاط، بالإضافة إلى أول عجلة مطاطية، وحملت اسم The Type 12، ودخلت سباقات في عام 1894.
وفي عام 1896، دشنت بيجو صناعة محركاتها الخاصة، والتي بلغت قوتها آنذاك 8 أحصنة، وبسبب خلافات عائلية قرر أرمند الانفصال عن بيجو الأم مع إخوته في نفس العام، وقام بتأسيس شركة the Société des Automobiles Peugeot. وذلك في اودينكورت Adincourt بفرنسا.
بحلول عام 1899 ارتفعت مبيعات بيجو لتصل إلى 300 وحدة، وهو رقم قوي يمثل ربع السيارات التي بيعت بفرنسا ذلك العام، وكان هذا النجاح مغريا لبيجو لتقوم بإضافة قطاع الدراجات النارية لمصنعها عام 1903.
وفي عام 1929، تم إنتاج أول سيارة تحمل أسماء بنظام الترقيم 201، وهي أيضا أول سيارة تنتج بثلاث عجلات، وهو ما ساعد بيجو على تخطي الأزمة الاقتصادية.
وفي عام 1934، شهدت بيجو إنتاج أول سيارة بسقف قابل للطي 401 "Eclipse"، وفي عام 1936 شهدت أول إنتاج من محركات الديزل (HL 50)، وتوقف إنتاجه في عام 1939 في أثناء الحرب العالمية الثانية، وفي عام 1941 أنتجت بيجو سيارة كهربائية صغيرة VLV، وقد سجلت السيارة 106 فيما بعد السيارة الأكثر مبيعا وصديقة للبيئة.
وبسبب الحرب العالمية تحولت بيجو لصناعة الأسلحة والمركبات العسكرية للجيش الألماني، وبنهاية الحرب كان المصنع قد تعرض لتدمير وخسائر، مما جعله في حاجة لتجديدات قد تستغرق حتى عام 1948، وهو ما دفع الشركة لبدء سلسلة تصميمات إيطالية بواسطة Pininfarina بينينفارينا -شركة تصميم سيارات إيطالية مستقلة تأسست عام 1930- ونجحت تلك التصميمات في تغيير مسار بيجو، مما شجعها على أن تدخل للسوق الأمريكي في عام 1958.
شهد عام 1955 وصول السيارة 403، وهي أول سيارة فرنسية مجهزة بمحرك ديزل، وفي عام 1959 أصبحت بيجو 403 أول سيارة في العالم مجهزة بمروحة electromagnetic clutch fan. كما شهد عام 1965 انطلاقة سيارة بيجو 204 بدفع أمامي لأول مرة، كما شهد عام 1967 وصول أصغر سيارة بمحرك ديزل مصنوع من الألمونيوم بالسيارة 204.
وفي عام 1998 تم الكشف عن محركات HDI Diesel engines في سيارة 406، وهي محركات تحد من التلوث وتقلل من عملية الاحتراق، أي إنها اقتصادية وصديقة للبيئة في آنٍ واحد، وفي عام 2000 شهد العالم أول فلتر PF (Particle Filter) بسيارة 607، وفي 2011 شهد العالم أول محرك هجين من الجيل الرابع Full Hybrid 4 يقلل الاحتراق بنسبة 35% .
وفي محاولة للحصول على حصة أكبر من السوق، قررت بيجو التعاون مع رينو الفرنسية عام 1966، وفولفو السويدية عام 1972، وفي عام 1974 قامت بيجو بشراء 30% من شركة Citroen ستروين - وهي شركة صناعة سيارات فرنسية تشتهر بالتكنولوجيا المتقدمة- فأصبحت جزءا من بيجو منذ 1976، وقد أحدثت تلك الصفقة تغيرا هائلاً في العامين التاليين؛ حيث استفادت كل شركة من التكنولوجيا المحققة لدى الأخرى، مع الاحتفاظ بالتصميم الخارجي بشكل مستقل.