مشروع القرن.. سويسرا تستعد لدفن النفايات النووية
بعد نحو 50 عاما من البحث عن الطريقة الأمثل لتخزين نفاياتها المشعة، تستعد سويسرا لـ"مشروع القرن" لدفن الوقود النووي في عمق الأرض.
وقد أعلنت سويسرا، ممثلة في المنظمة الوطنية لتخزين النفايات المشعة، السبت 10 سبتمبر/أيلول 2022، أنها اختارت موقعا في شمال البلاد، غير بعيد من حدود ألمانيا لإقامة مستودع تخزين جيولوجي عميق للنفايات المشعة.
تخزين النفايات المشعة تحت الأرض
وذكرت المنظمة الموكلة مهمة التعامل مع نفايات البلاد المشعة، أنها قررت أن منطقة نوردليش ليغرن هي الأفضل من بين ثلاثة مواقع كانت تفكر فيها لإنشاء موقع التخزين تحت الأرض.
وقال ناطق باسم "التعاونية الوطنية لتصريف النفايات المشعة Nagra" لفرانس برس عبر رسالة بالبريد الإلكتروني "اخترنا نوردليش ليغرن (إقليم لينجرن شمالي سويسرا) كالموقع الأكثر أمانا لإقامة مستودع تخزين جيولوجي عميق".
وأضاف "أظهرت تحقيقات واسعة أن نوردليش ليغرن هو الموقع الأنسب ويضم مخازن السلامة الأكبر".
والمكان المختار تقع أجزاء منه على مرأى العين من أماكن في منطقة هوهنتنجن بولاية بادن فورتمبرج جنوب ألمانيا، وسيتم دفن النفايات على عمق عدة مئات من الأمتار في هذا المكان.
وذكرت وكالة "كيستون-ايه تي إس" الإخبارية السويسرية أن Nagra أبلغت سكان المنطقة بالأمر مباشرة ويتوقع أن ترفع مقترحها إلى الحكومة السويسرية الاثنين.
ولا يتوقع أن تعلن الحكومة السويسرية قرارها النهائي قبل عام 2029، لكن يستبعد أن يكون قرارها هو النهائي، إذ لا بد من أن تطرح المسألة في استفتاء بناء على نظام سويسرا القائم على الديمقراطية المباشرة.
وتضخ محطات الطاقة النووية السويسرية النفايات النووية منذ أكثر من نصف قرن.
لكن بعد حادثة محطة فوكوشيما اليابانية النووية عام 2011، قررت سويسرا التخلي تدريجيا عن الطاقة النووية. وبإمكان مفاعلاتها أن تستمر طالما أنها آمنة.
وحاليا، يتم تخزين النفايات في "مستودع وسيط" في فوغنلينغن على بعد حوالي 15 كلم من حدود ألمانيا.
83 ألف متر مكعب من النفايات المشعة
وتأمل سويسرا من خلال المنشأة الجديدة بالانضمام إلى مجموعة صغيرة من الدول التي تستعين بمواقع التخزين الجيولوجي العميقة.
ويبلغ حجم النفايات المزمع دفنها نحو 9300 متر مكعب من النفايات عالية الإشعاع و72 ألف متر مكعب من النفايات الضعيفة ومتوسطة الإشعاع، ومصدر هذه النفايات هو خمس محطات نووية سويسرية والقطاع الطبي والقطاع الصناعي.
ولا تزال هناك أربع محطات نووية تعمل في البلاد ومن غير المقرر تبديلها وستسمح السلطات السويسرية باستمرار عملها طالما كان أمنها مضمونا، وهو ما يعني إمكانية استمرار تشغيلها حتى أربعينيات القرن الحالي.
وتعتزم المنظمة السويسرية تقديم طلب لبناء المستودع النهائي بحلول 2024، وعندئذ ستبت الحكومة السويسرية في قبول الطلب قبل أن يتم رفعه إلى البرلمان لأخذ الموافقة النهائية.
ومن الممكن أن يتم إجراء استفتاء عام على هذه الخطوة في سويسرا، غير أنه من المحتمل ألا يتم إجراء الاستفتاء قبل 2031. ومن الممكن في حال عدم رفض القرار أن يتم البدء في بناء المستودع، وفي هذه الحالة سيبدأ التخزين الذي سيستغرق عدة سنوات في عام 2050، وبعد ذلك سيخضع المستودع للمراقبة لبضعة عقود، وسيتم إغلاقه بشكل نهائي وتفكيك المباني على سطحه في عام 2125.
وحتى الآن، وحدها فنلندا شيّدت موقعا من الجرانيت بينما أعطت السويد الضوء الأخضر في يناير/كانون الثاني لبناء موقع خاص بها لدفن الوقود النووي المستهلك في الجرانيت أيضا.
وتخطط فرنسا بدورها لتخزين نفاياتها المشعة في الصلصال تحت الأرض.
وفي سويسرا سيتعيّن دفن ما يقرب من 83 ألف متر مكعب من النفايات المشعة، بعضها عالي النشاط.
aXA6IDMuMTM3LjE2Ni42MSA= جزيرة ام اند امز