محمية برع باليمن.. مستودع وراثي للتنوع البيولوجي (صور)
على بعد 50 كيلومتراً شرقي الحديدة اليمنية تقع إحدى أجمل المحميات الاستوائية التي تخرجك من ضجيج المدن إلى عالم الغابات بمروجها الخضراء.
وتستلقي محمية بُرَع على أحد المرتفعات الغربية في محافظة الحديدة يُسمَّى "جبل الصوان الصخري"، وتبعد 260 كيلومتراً غرب صنعاء، ويطل ارتفاعها الشاهق على سهل تهامة ووادي سهام الذي يشق بطن تهامة ويصب في البحر الأحمر.
ويتراوح ارتفاع برع بين 2000 و2200 متر عن سطح البحر، وهي منطقة جبلية وعرة للغاية مع العديد من الوديان الشديدة الانحدار والغنية بالنبات المحلي النادر والهش.
كما يستضيف الموقع الذي يعد مستودعاً للتنوع البيولوجي أنواعاً من الطيور والزواحف المختلفة، ولا تزال النظم الزراعية التقليدية موجودة وتمثل مصدراً مهماً لاقتصاد التجمعات السكنية المحلية.
وأعلنت الحكومة اليمنية برع محمية طبيعية رسمياً مطلع 2006 كرابع محمية طبيعية، فيما قرر المجلس الدولي لتنسيق برنامج الإنسان والمحيط الحيوي التابع لمنظمة اليونسكو منتصف عام 2011، إدراج "برع" على الشبكة العالمية للإنسان والمحيط الحيوي ضمن 738 محمية في 134 بلداً.
وتبلغ محمية برع ابتداء من منطقة "سوق السبت" نزولاً حتى منطقتي قرية "الكاحل" وقرية "المرخام" مساحة إجمالية 4،278 هكتار، وتصنف بناء على الكثافة النباتية إلى منطقتين، إذ تقل في منطقة وادي رجاف ثم ما تلبث أن تزداد كثافة لتشمل بقية أجزاء المحمية المتربعة على مدى الارتفاع.
وقال مصدر لـ"العين الإخبارية" إن مليشيات الحوثي استغلت سيطرتها على محمية برع وحولتها إلى مشروع استثماري خاص، إذ نشرت فيها ما يزيد على ألفين و500 خلية نحل لعدد من النحالين تجني منها أرباحا باهظة، فضلا عن الأنشطة العسكرية التي تجري في المحمية.
وبحسب المصدر، فإن أنشطة الحوثيين تهدد المحمية المصنفة بأكبر محمية مدارية، وآخر الغابات الاستوائية، ليس في اليمن فحسب، بل على مستوى شبه الجزيرة العربية وفق الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن.
ويسود برع مناخ معتدل إلى شبه حار معظم أيام السنة، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 18 و43 درجة مئوية، لموقعها الجغرافي الذي يحده من الغرب وادي "سهام" و"الخليفة" و"القطيع" و"المراوعة"، ومن الجنوب "وادي الأسود"، و"قرى خراشة"، ومدينة "السخنة" السياحية، ومن الشرق قرى "الجيلان" وسلسلة جبلية شاهقة ومن الشمال عزلة “بني باقي” و"الفاش" و"المنوب"، و"بني سليمان".
ويمكن الوصول إلى برع بسهولة عبر طريق مرصوف يمتد من المنصورية إلى السخنة ثم إلى المحمية أو عن طريق آخر عبر بلدة القطيع الواقعة على طريق ( صنعاء ـ الحديدة).
غطاء نباتي كثيف
تعتبر برع من أكبر المساحات المتميزة نسبياً بغطاء نباتي كثيف في المناطق الغربية لليمن إثر تقاطعها مع عدد من الوديان أهمها وادي "الرجاف" ووادي "الأسود"، وبحسب المصادر البيئة فقد سجل في المحمية 315 نوعا من النباتات.
وتشير المصادر إلى أن جميع النباتات التي تم تسجيلها تنتمي لـ83 عائلة وتقدر بحوالي 10 بالمائة من النباتات الموجودة في اليمن منها 63 نوعاً نادراً على المستوى الوطني والإقليمي.
كما أن هناك 35 نوعاً مهدداً بالانقراض وثمة 8 أنواع متوطنة لا توجد في أي مكان آخر، أهمها "الصبر" و"البياض" و"القطف".
وتحتضن برع عدداً من الأشجار والنباتات النادرة أهمها: "العرفط"، "خرمش"، "كمب"، "بياض طنب"، "مداخ"، "أذخر"، "ضبر"، فضلا عن شجر "بزاغ" و"عتم" و"البرطم".
وهناك أصناف نباتية تستعمل لغرض العلاج أمثال "العثرب" و"الأراك" (السواك) و"البابونج" و"الهيدر"، كما أن هناك أصنافاً عطرية مثل أشجار "الشذاب" و"الريحان" و"الفل".
الحيوانات والطيور
تزخر محمية برع بأنواع نادرة من الطيور بات بعضها نادراً، إذ تم تسجيل 93 نوعاً من الطيور منها 32 نوعاً مقيماً و17 مهاجرًا ، و5 زوار صيفيين، ونوعين متوطنين ونوعين مهددين بالاندثار.
ويعتبر "أبو معول الرمادي" في المرتبة الأولى من حيث كثافته العددية، يليه طائر الذباب الأفريقي ثم الثرثار العربي، فيما تستضيف 5 أنواع تأتيها خلال فصل الصيف للتزاوج والتكاثر، أبرزها طائر "الكوكو" المتطفل و"الحمامة الخضراء".
إضافة إلى طيور "الزرياب المغرد" و"الطليق ذو المنقار المميز" بألوانه الزاهية و"المهلل" و"الحجل"، فضلا عن طائر "الحسون" الذي اختير رمزاً وطنياً مع شجرة دم الأخوين، و"نقار الخشب" و"اليمام" و"الحمامة المطوقة".
وتحتضن المحمية نوعين من طيور العقاب المهددة بالانقراض على المستوى العالمي وتعد برع ضمن 57 موقعاً عالمياً للطيور المتوطنة والنادرة، بحسب المنظمة الدولية لحماية الطيور.
وتعيش في المحمية العديد من الحيوانات البرية و الثدييات، إذ يوجد بها 9 أنواع من الثديات البرية، 4 منها أفريقية الأصل وتشمل قرود "البابون" ونوعين من "الخفافيش"، أحدهما الخفاش آكل الفاكهة (السعر) إضافة لـ"النمس الأبيض الذيل" و"الدعلج الهندي".
وبحسب الهيئة العامة لحماية البيئة اليمنية، فقد تبين أن المحمية تحوي 9 أنواع من الثدييات البرية، أبرزها قرد البابون أو الرُباح وهو الأكثر انتشاراً.
كما لوحظ انتشار بعض الأنواع النادرة، مثل "الضبع المخطط" و"الوشق ذي الأصول الأفريقية" وجود بعض الأنواع المتوطنة مثل "القنفذ الأسود" و"الأرنب البري" و"الوبر" و"الذئب العربي" و"الثعلب".
بحسب المصادر البيئة، فإن هناك 13 نوعًا من الزواحف بما في ذلك السلاحف المائية العذبة وسحلية المراقبة اليمنية، كما توجد الضفادع والعديد من أنواع اللافقاريات.
كما تزخر المنطقة بسحلية الوحر المتوطنة بالجزيرة العربية وهي أكثر السحالي تواجداً على الصخور، و"الورل اليمني" المعروف بصائد الثعابين و"الكوبرا العربية" و"الحية النافخة".
كذلك تتواجد 5 أنواع من البرمائيات كالضفادع وأسماك المياه العذبة، إضافة إلى وجود أنواع نادرة وفريدة من الفراشات والرعاشات وفرس النبي والخنافس، إذ ترسم بأجنحتها وتنقلاتها تفاصيل ممتعة وجميلة في نفوس الزائرين لكنها لم تحظَ بأي دراسة حتى الآن.
aXA6IDE4LjIxOC45NS4yMzYg جزيرة ام اند امز