احتجاجات الأردن.. الشعب يهزم مخطط قطر و"إخوان الشيطان"
تماما كما كان متوقعا، انقضت قطر على الاحتجاجات السلمية في الأردن، في محاولة للركوب على مطالب السكان، وتحويل حراكهم السلمي إلى فوضى.
تماما كما كان متوقعا، انقضت قطر على الاحتجاجات السلمية في الأردن، في محاولة للركوب على مطالب السكان، وتحويل الاحتجاجات إلى فوضى.
ورغم أن المطالب الشعبية بالبلاد حظيت بتفهّم وتجاوب فوري من قبل الملك عبد الله الثاني، الذي بادر بقبول استقالة حكومة هاني الملقي، وتكليف عمر الرزاز بتشكيل حكومة تلبي مطالب الأردنيين، فإن تنظيم "الحمدين" في قطر، حاول استغلال الشأن الداخلي لإشعال الموقف.
انقضاض استخدم نفس الأدوات، ألا وهي العمل على تحويل الاحتجاج السلمي وتطويره وإخراجه عن سياقه الحقيقي، عبر زرع تنظيم "الإخوان" الإرهابي في المظاهرات، للركوب على المطالب وإثارة فوضى هدفها الزج بالبلاد في خراب شبيه بالذي تواجهه ليبيا وسوريا واليمن.
"الجزيرة".. ظهير المخطط الإخواني
محللون أردنيون يرون أن النظام القطري سرعان ما قام بتحريك أذرعه الإعلامية التقليدية، وخاصة قناة "الجزيرة"، لتأجيج الحراك السلمي بالبلاد.
أذرع إعلامية شكّلت الظهير لمخطط "الإخوان" بالسيطرة على الاحتجاجات، ومن ثم الركوب عليها، تماما كما حصل في تونس وليبيا وغيرهما من البلدان التي وظفت فيها المطالب الشعبية، من حيث لا تشعر، لخدمة أجندات تخريبية خارجية.
غير أن السيناريوهات السوداء التي شهدتها تلك البلدان شكلت ترياقا ومضادا حيويا لتجربة مماثلة في الأردن.
أدرك المحتجون أن بوصلة مطالبهم بدأت تتحول عن منطلقاتهم الأصلية، فأفسدوا مخطط "الشياطين"، ليضيّع وعي الشعب الأردني على الدوحة فرصة تخريب ركن آخر بالمنطقة العربية.
كما أن التغطية "الخاصة" التي آثرت بها قناة "الجزيرة" الاحتجاجات، وما تضمنته من جرعة سامة فضحت نوايا القناة ونظام بلادها، وجعلت الأردنيين يتفطنون إلى أنهم باتوا على وشك الوقوع في نفس الفخ الذي أودى باستقرار العديد من البلدان.
فعلى نفس الشاكلة، بدأت "الجزيرة" بتجنيد جميع برامجها للتركيز على الاحتجاجات، والتهليل لمرور "الربيع العربي" بالأردن.
برنامج "الاتجاه المعاكس" لفيصل القاسم، حرض علنا على قلب النظام الأردني، وبدت المصطلحات المستخدمة فجة قذرة تعبر عن مستوى إعلامي منحط، وسقوط أخلاقي جديد لمذيع يعمل أجير ذمم يلعق أحذية سكان قصر الدوحة.
أما مواقع التواصل، وخصوصا "تويتر" الذي يعشقه صحفيو ومذيعو "الجزيرة"، فقد تحول إلى منصة شتم وسب وتحريض تستهدف الإمارات والسعودية والكويت، ودعوة الأردنيين إلى العصيان والتمرد بعلة غياب الإصلاحات.
كما تداول ناشطون، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو يظهر فيه مدير قناة الجزيرة القطرية السابق، ياسر أبو هلالة، وهو يحرض على التظاهر ويتوعد رجال الأمن في شوارع الأردن.
وردد أبو هلالة، في الفيديو، العديد من عبارات الوعيد والتهديد لرجال الأمن الذين كانوا يتعاملون معه برقي، قبل أن ينفث سمومه عبر "تويتر"، في تغريدات كشفت الدور القطري في محاولة تخريب الأردن.
خيانة العهد
نظرة صغيرة على التاريخ المعاصر للمنطقة العربية كفيل بالوقوف على نفاق النظام القطري الذي ينصّب نفسه في العلن داعما للديمقراطيات، فيما هو في الحقيقة، معول ظلام يهدم الاستقرار ويزعزع الأمن.
شعارات واهية ترفعها الدوحة سرعان ما فندتها الحيثيات على الأرض، وخيانة الدوحة لعهد خليجي يقضي بدعم الأردن من قبل كل من السعودية والإمارات والكويت ومعها قطر، عبر تخصيص 5 مليارات دولار لذلك.
تعهد التزمت به البلدان الثلاثة، فيما لم تفِ قطر بدعمها الذي وعدت به، وقيمته 1.25 مليار دولار، وهي الحصّة الوحيدة التي بقيت عالقة حتى الآن.
مماطلة في الوفاء بالالتزامات يكشف ردهة أخرى لا تقل قتامة لنظام الدوحة الذي يراهن على وصول تيار الإخوان في الأردن إلى السلطة، ما يمد أمامها جسر التحكم في قرارات هذا البلد، وتحويله إلى بؤرة ظلام أخرى.
هدف يفسر نهج الابتزاز الذي يسلكه "الحمدين" مع الأردن، من خلال بعث رسائل مفادها أن الطرف المقبول للحديث حول المساعدات بالبلد الأخير هم "الإخوان"، وهو ما لم يقبله الأردن، على المستويين الرسمي والشعبي، لتحبط بذلك مخططات الدوحة الشيطانية.
ابتزاز وركوب على الأحداث لإخراجها من سياقها، تماما مثلما فعل رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، حين قال، عبر "تويتر"، إن ما يجري في الأردن مخطط للضغط على هذا البلد الآمن للقبول بصفقة القرن.
تصريح أظهر بالكاشف أن الدوحة تسعى، بشتى الطرق، لإخراج المطالب الشعبية في الأردن، من سياقها العفوي، وإسقاطها ضمن نظرية المؤامرة من قبل دول أخرى.
كما تضمن التصريح إقحاما للقضية الفلسطينية، وهو الملف الذي تتاجر به الدوحة كلما أرادت تخريب بلد ما، من منطلق إدراكها حساسية هذا الموضوع، وتأثيره على الشعب الأردني والشعوب العربية بشكل عام.
"زوم" على "مخطط الشيطان"
المحلل السياسي الأردني عمر كلاب، استعرض، في حديث لـ"العين الإخبارية"، تفاصيل التطور المرحلي للاحتجاجات الأخيرة، وما تخللها من محاولات للإخوان المجرمين، للاندساس في صفوفها وتحويلها عن مسارها التلقائي.
ففي الأيام الأولى من الاحتجاجات، يقول: "لم نشهد ظهور ما يُعرف بقيادات الإخوان أو كوادرهم الشبابية، وكأنهم كانوا يراهنون على احتجاجات عمان والمحافظات من بعيد".
ولكن بعد اليوم الرابع، وتحديداً مع الاستجابة الملكية التي جاءت بعد لقاء جمع القيادة بصحفيين ومثقفين، ظهر تنظيم الإخوان سعيا نحو ركوب الموجة وتوجيهها.
ويتابع المحلل السياسي: "لكن عندما نزلت تلك العناصر الإخوانية للشارع، رفض الشعب إعطاءها القيادة وطردها، وحين أيقنت فشلها حاولوا تخريب التوافق، لوصول الشارع إلى صدام مع الدولة، عبر ترديد شعارات غير مقبولة بالشارع الأردني ضد الملك الذي يحترمه الشارع".