شرارة فلويد تتمدد حول العالم وتماثيل جديدة في مرمى الغضب
للأسبوع الثاني على التوالي تشهد مدن عديدة في العالم مظاهرات دعما لحركة "حياة السود تهم" واحتجاجا على العنصرية
للأسبوع الثاني على التوالي، لم تخمد نيران وفاة المواطن الأمريكي من أصل أفريقي جورج فلويد، حيث تطايرات شظاياها لمدن عديدة حول العالم انتفضت ضد "العنصرية".
وبدأت المظاهرات أساسا بعد موت فلويد مختنقا على يد شرطي أبيض في الولايات المتحدة، يوم 25 أيار/مايو الماضي، وأثارت صوره بينما كان الشرطي يضغط بركبته على عنقه استياء كبيرا في الولايات المتحدة والعالم.
أمريكا.. فلويد جديد
ففي حادثة جديدة أججت الغضب في الولايات المتحدة، شهدت مدينة أتلانتا تظاهرات احتجاجا على موت أمريكي أسود آخر يبلغ من العمر 27 عاما مساء الجمعة.
على إثر ذلك، أغلق متظاهرون طريقا سريعا وأحرقوا مطعما شهيرا احتجاجا على مقتل الشاب رايتشارد بروكس أمامه خلال مواجهة مع الشرطة، حسبما ذكرت وسائل الإعلام الأمريكية.
صدامات باريس وليون
وفي أوروبا، خرج آلاف في مظاهرات شهدتها مدن خصوصا في فرنسا، حيث جرت صدامات في باريس وليون.
واعتقلت الشرطة الفرنسية متظاهرين في باريس، مستخدمة الغاز المسيل للدموع بعدما رشقها محتجون بمقذوفات.
وفي ليون جنوب شرق فرنسا، استخدمت الشرطة خراطيم المياه والغاز المسيل للدموع لإنهاء مظاهرة شارك فيها ألفا شخص.
والمظاهرة التي شهدتها باريس، دعا لها تجمع يطالب بالعدالة لـ"أداما تراوري" الشاب الأسود الذي توفي بينما كان معتقلا لدى الشرطة في 2016.
وحثت أسا تراوري شقيقة الشاب المشاركين في التجمع على "إدانة إنكار العدالة ودانت عنف الشرطة العرقي والاجتماعي".
في هذه الأثناء، كشفت هيئة مراقبة الشرطة الفرنسية أنها تلقت نحو 1500 شكوى ضد عناصر فيها، يتعلق نصفها بأعمال عنف مفترضة.
والثلاثاء الماضي، وعد وزير الداخلية الفرنسي كريستوف كاستانير "بعدم التسامح إطلاقا" مع العنصرية في تطبيق القانون.
وقال كاستانير إنه من الواضح أن الشرطيين "فشلوا في القيام بواجباتهم الجمهورية".
تصريحات الوزير دفعت عشرات من رجال الشرطة إلى التجمع بسيارات دورياتهم في ساحة قوس النصر في باريس مساء السبت، وقد ألقوا الأصفاد أرضا تعبيرا عن احتجاجهم.
مشهد برره بروت يون ماراس ممثل اتحاد الشرطة أن زملاءه "شعروا بالإحباط وبأن الوزير المشرف عليهم تخلى عنهم".
"لا مكان للبلطجة العنصرية"
وفي وسط لندن تجمع متظاهرين يمينيين في مظاهرة سرعان من تحولت إلى مواجهات مع الشرطة.
وقالت إدارة شرطة العاصمة إن آلاف الأشخاص خالفوا القيود المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا، للتجمع في ساحة البرلمان وحولها، ما تطلب عملية "كبيرة" للشرطة.
وفي لقطات بثها التلفزيون، ظهر أشخاص يوجهون ضربات ويرشقون بزجاجات وقنابل دخانية رجال الشرطة.
وفي تعليق له على هذا المشهد، دان رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون العنف، وقال : "لا مكان للبلطجة العنصرية في شوارعنا".
من جهتها، ذكرت قالت الشرطة أنها اعتقلت أكثر من مئة شخص في لندن، بينما أصيب ستة شرطيين بجروح طفيفة.
وفي مدن بريطانية أخرى بينها برايتون في الجنوب وليفربول في الشمال، جرت مظاهرات مناهضة للعنصرية، لم يبلغ فيها عن أية مواجهات.
"موتانيللي" لم يسلم في ميلانو
وفي ميلانو الإيطالية، قام مجهولون مساء السبت، بتخريب تمثال لتكريم الصحافي إيندرو موتانيللي (1909-2001) في حديقة تحمل اسمه.
ورشق المحتجون التمثال بدهان أحمر، وكتبوا على قاعدته "عنصري" وفق ما ظهر في صور بثتها وكالة الأنباء الإيطالية.
وكانت إحدى الجمعيات في ميلانو طلبت من رئيس البلدية إزالة تمثال الصحفي الذي تتهمه بالزواج من طفلة في إثيوبيا خلال فترة الاستعمار الإيطالي في أفريقيا. لكن الطلب قوبل بالرفض.
سويسرا.. "العنصرية وباء"
وفي عدد من مدن سويسرا، جرت مسيرات شارك فيها آلاف الأشخاص، أكبرها في زوريخ، تخللها مواجهات مع الشرطة.
ففي الأخيرة خرج عشرة آلاف شخص وهم يرتدون لباسا أسود، وساروا إلى وسط المدينة وهم يرددون "العنصرية أيضا وباء".
وقالت الشرطة إن شرطيا جرح عندما بدأ مئات الناشطين اليساريين إلقاء مقذوفات، بينما تم اعتقال عدد من الأشخاص.
وفي لوزان تجمع ألف شخص في ساحة مركزية للتعبير عن احتجاجهم على العنصرية.
وقبلهم، كانت مدينة جنيف شهدت في وقت سابق من الأسبوع، مظاهرة شارك فيها نحو عشرة آلاف شخص.
ألمانيا على الخط
ألمانيا هي الأخرى لم تكن بعيدة عن هذه المظاهرات، حيث خرج حوالى ألفي شخص في مدينة شتوتغارت (جنوب).
وتحدثت وسائل الإعلام الألمانية عن تظاهرتين أخريين ضمت الأولى 500 شخص في لوبيك والثانية 250 شخصا في هامبورغ.
ولم يبلغ عن وقوع صدامات مع الشرطة الألمانية في تلك الاحتجاجات.
أستراليا.. "أوقفوا الموت"
وعلى الرغم من الإجراءات المفروضة لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد، خرج الآلاف في العديد من المدن الأسترالية.
وجرت أكبر هذه التجمعات في بيرث عاصمة ولاية غرب أستراليا، حيث رفع متظاهرين لافتات كتب عليها "أوقفوا الموت في الاحتجاز"، و"أستراليا البيضاء توقفوا عن الكذب على أنفسكم"، في إشارة إلى وفاة أكثر من 400 من السكان الأصليين في التوقيف في العقود الثلاثة الماضية.