منطقة الشرق الأوسط تشهد اليوم حروبا بالوكالة من دول وقوى معروفة، تسعى إلى تفكيك الدول من خلال زعزعة الاستقرار الأمني فيها.
على الرغم من القوانين والأعراف الدولية التي اتفق عليها المجتمع الدولي تحت مظلة الأمم المتحدة، التي تؤكد حماية الدول ومصالحها من كل أشكال الأعمال العدائية الخارجة على القانون، إلا أن منطقة الشرق الأوسط تشهد اليوم حروباً بالوكالة من دول وقوى معروفة، تسعى إلى تفكيك الدول من خلال زعزعة الاستقرار الأمني فيها، ويعود ذلك إلى رغبتها في فرض الهيمنة والسيطرة واستغلال موارد هذه الدول الاقتصادية كالنفط والغاز الطبيعي.
ومع انطلاق ما يسمى «الربيع العربي» المشؤوم الذي دمر بعض الدول العربية، التي مرت بها هذه العاصفة الهوجاء، نقلت هذه الأحداث معها خلايا فاسدة من دول ومليشيات إرهابية وأنظمة استخباراتية موجودة في بعض هذه الدول.
وفي ظل هذا «الربيع الدامي»، نجحت قوى الشر في تغيير مسار بعض الدول، فالتوزيع الجديد لجغرافية المنطقة ولّد الانفلات الأمني الشديد وعدم الاستقرار في مناطق عدة كانت تشهد نوعاً من الاستقرار الأمني.
ورغم التحذيرات الأممية من مخاطر الحرب القادمة في منطقة الخليج، والتي سوف تكون كارثية، إلا أن إيران وداعميها من قوى الشر يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وذلك لتحقيق كل الأجندات المرسومة.
فسوريا التي كانت تنعم بالأمن والاستقرار والسياحة وتوافد البشر من كل بقاع الأرض إليها، هي اليوم من الأمكنة ليست للسياح فقط، بل لسكانها بسبب الصراعات والحروب الداخلية، وتوجد المجموعات الإرهابية والجيوش الأجنبية الإيرانية والتركية والأمريكية، وغيرها؛ لذا لا يمكن قيام دولة آمنة مستقرة مع وجود دول متحكمة في قراراتها وسيادتها، وهذه الحال كحال دول أخرى مثل العراق ولبنان؛ حيث الأصابع الإيرانية موجودة من خلال قوى حليفة لطهران.
التقسيم الجغرافي الجديد، ألقى بظلاله على منطقة الشرق الأوسط وبالأخص في البلاد العربية التي دمرت منظومتها الأمنية الداخلية على قوى أخرى، ووزعت قوى الشر العالمية مناطق نفوذها فيما بينها، وقد أخذت إيران الجزء الأكبر من هذه التوزيعات.
ففي بعض الدول هناك مليشيات عسكرية شبه نظامية مرتبطة بإيران وتحديداً بالحرس الثوري الإيراني، وفي سوريا نجد أن لإيران قوات ومستشارين وقواعد عسكرية، أما في لبنان فلديها «حزب الله» الإرهابي الذي تدعمه مادياً ولوجستياً، وأما في منطقة الخليج فهناك الحوثي الذي يحارب بالوكالة عن إيران في الخليج.
والعمليات الإرهابية العسكرية الأخيرة في مياه خليج عمان وعلى مناطق عدة من المملكة العربية السعودية بما فيها ضرب مطار أبها الدولي، لا شك في أنها أعمال إجرامية في جميع القوانين والأعراف والتي تعد من جرائم حرب.
ومليشيات الحوثي الإرهابية ليس بمقدورها شراء هذه الأسلحة الضخمة والمسيرة لضرب هذه الأهداف دون أن تدعمها إيران؛ إذ يستحيل أن تقوم عصابة إرهابية بمفردها بهذه الأعمال التي تتسم بدقتها الكبيرة ونوعية أسلحتها، بل لا بد أن تكون بمساندة دولة موجودة في المنطقة.
ولا شك في أن إيران لا تجرؤ على ضرب المناطق في المملكة العربية السعودية والمطار الدولي بنفسها، والذي يعد خرقاً للأنظمة العالمية، بل تستعين بالمليشيات الإرهابية للقيام بهذه الأعمال، وكذلك ضرب الناقلات النفطية في خليج عمان والتي تشير أصابع الاتهام إلى إيران، التي تستهدف الاقتصاد العالمي، والاستهتار بالمجتمع الدولي المسؤول عن حماية الملاحة الجوية والبحرية من هذه الأعمال الإجرامية.
ورغم التحذيرات الأممية من مخاطر الحرب القادمة في منطقة الخليج، والتي سوف تكون كارثية، إلا أن إيران وداعميها من قوى الشر يعملون على زعزعة الأمن والاستقرار في منطقة الخليج والشرق الأوسط، وذلك لتحقيق كل الأجندات المرسومة، وعلى المجتمع الدولي أن يكون أكثر جدية ويتحمل مسؤوليته تجاه التصعيد الذي تشهده منطقة الخليج، وأن يردع إيران ويمنعها من القيام بعمليات تخريبية؛ لأنها هي سبب كل ما يحصل في منطقة الخليج من انفلات أمني.
نقلاً عن "الخليج"
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة