الإمارات تعزز دمج الصحة النفسية في الرعاية الأولية
الرعاية الصحية النفسية في الإمارات تأخذ حيزا مهما في خطط وزارة الصحة، وذلك عن طريق تطوير خدمات الصحة النفسية وتعزيز التوعية بها.
تعمل وزارة الصحة ووقاية المجتمع الإماراتية، على تطوير خدمات الصحة النفسية وتعزيز التوعية بها وتطوير الممارسات الطبية، وذلك من خلال تطبيق البرنامج الوطني للصحة النفسية والذي يهدف إلى تحقيق التمكين الاجتماعي والنفسي والمهني للمريض النفسي في بيئة صحية مستدامة وفق سياسات وتشريعات، بالاستناد إلى توجيهات القيادة الرشيدة في تقديم أفضل سبل الرعاية الصحية وتوفير الصحة الجيدة والرفاه، وفق مستهدفات الأجندة الوطنية 2021.
وأطلقت الوزارة مؤخراً، حزمة خدمات صحية مبتكرة ومشاريع هي الأولى من نوعها على مستوى العالم، تدل على تميزها وريادتها في استشراف مستقبل الرعاية الصحية، حيث أكد الدكتور يوسف محمد السركال، وكيل وزارة الصحة ووقاية المجتمع المساعد لقطاع المستشفيات، أن الوزارة وضعت خطة للارتقاء بخدمات الصحة النفسية، وتقديم خدمات الأمراض النفسية وتعزيز التوعية وتطوير الممارسات الطبية وتثقيف المرضى والمجتمع في مجال الأمراض النفسية.
وشدد السركال على أهمية الصحة النفسية كجزء من الرعاية الأولية، حيث تعمل الوزارة على دمج الرعاية النفسية في الرعاية الصحية الأولية، وتدريب الأطباء والعمل على بناء الشراكات العالمية مع جهات مختلفة معنية بتنفيذ البرامج التأهيلية لمساعدة المريض النفسي على الاندماج في المجتمع والاعتماد على النفس وتقديم الدعم المالي له. كما لفت السركال إلى إطلاق الوزارة مجموعة من المبادرات الخاصة بالصحة النفسية للارتقاء بخدمات هذا القطاع الصحي، بما يتماشى مع السياسة الوطنية الموحدة للصحة النفسية التي جاءت لضمان حقوق الأفراد ممن يعانون الأمراض النفسية، من خلال تطبيق أعلى المعايير والأنظمة العالمية.
وتقوم الوزارة بتطوير خدمات الصحة النفسية عن طريق دمج مكون الصحة النفسية في الرعاية الصحية الأولية، وتقديم خدمات الصحة النفسية المجتمعية للتقليل من مخاطر الانتكاس والتمكين الاجتماعي والنفسي والمهني للمريض النفسي، إضافة إلى توفير وحدات متخصصة للطب النفسي للتعامل مع الحالات الحادة في جميع المستشفيات العامة، وتوفير خدمات متخصصة في الطب النفسي للأطفال والمراهقين، وتطوير خدمات علاج وتأهيل لمرضى الإدمان.
وتُظافر الوزارة جهودها لضمان تحسين جودة الخدمات المتوفرة بالتوافق مع تدخلات قائمة على الأدلة العلمية، عالية المردودية ومناسبة ثقافيا، كتوفير الأدوية النفسية الأساسية بشكل ثابت ومستمر، وتنمية وتأهيل الموارد البشرية في مجال الصحة النفسية، وتعزيز برامج الوقاية والاكتشاف المبكر للاضطرابات النفسية، حيث يأتي ذلك عبر تعزيز الوزارة مختلف برامج التوعية بالصحة النفسية للتقليل من النظرة السلبية تجاه المرض النفسي وتصحيح المفاهيم المتعلقة بالصحة النفسية.
ولفت السركال إلى الدور الريادي الذي تلعبه وزارة الصحة ووقاية المجتمع، في تطوير نظام المعلومات في الصحة النفسية وإعداد قاعدة بيانات احصائية وطنية شاملة للصحة النفسية لدعم الاستمرارية وجودة الرعاية، إضافة إلى دعمها اللامتناهي لتطوير البحوث العلمية والدراسات والنشر في المواضيع المتعلقة في الصحة النفسية، وتأهيل ودعم المرضى النفسيين ودمجهم في المجتمع.
وانطلاقاً من التوجه العالمي الذي تبنته الوزارة، بأن تشكل الصحة النفسية جزءاً من الرعاية الأولية، قامت الوزارة خلال عام 2017، بافتتاح عيادات للصحة النفسية في كل من مستشفى البراحة ومستشفى القاسمي، وذلك لمتابعة حالات الأمراض المزمنة، وحالات الاكتئاب ما بعد الولادة وعلاج الحالات الطارئة النفسية بشكل فعال في المراحل المبكرة، كما تمت إضافة خدمة الأخصائيين النفسيين للعيادات النفسية في مستشفى القاسمي، على أن تتم إضافتها قريباً في مستشفى البراحة.
كما تمضي الوزارة قدماً في مسيرتها الرائدة بتطوير برنامج الصحة النفسية الأولية من خلال دمج خدمات الصحة النفسية في مراكز الرعاية الصحية الأولية لتحسين الخدمات وتسهيل وصول أفراد المجتمع بكل فئاتهم إلى خدمات الصحة النفسية من خلال توفير خدمة الصحة النفسية في جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية في الدولة، وانطلاقاً من هنا نجحت الوزارة في دمج 39 مركزاً صحياً من مراكز الرعاية الصحية الأولية في برنامج الصحة النفسية منذ عام 2015 وحتى نهاية عام 2017، كما نظمت الوزارة سلسلة برامج تدريبية وصلت إلى 33 برنامجا تدريبيا خلال الفترة نفسها.
ويتضمن البرنامج الوطني للصحة النفسية، تعزيز برامج التوعية من خلال العمل على الحفاظ على الصحة النفسية، والحد من النظرة السلبية تجاه المرض النفسي وتصحيح المفاهيم المتعلقة بالعلاج النفسي، فضلاً عن التوعية بالاضطرابات النفسية والسلوكية وكيفية الوقاية منها، والتوعية بخطر الإدمان والمواد المخدرة وإساءة استخدام الأدوية النفسية. وفي هذا الإطار، تم تنظيم وإقامة عدد من الورش التدريبية والمحاضرات التوعوية في مجال خدمات الصحة النفسية، أبرزها فعالية رفع الوعي بالاضطرابات النفسية لدى سائقي الحافلات، ومحاضرة توعوية عن اكتئاب ما بعد الولادة وأخرى عن التحرش الجنسي للأطفال.
وتحتفل الوزارة في اليوم العالمي للصحة النفسية من خلال تنظيم وإعداد الحملات التوعوية والتي جاءت آخرها تحت عنوان "كيفية التعامل مع ضغوطات العمل"، وعبر المشاركة في مقابلات تلفزيونية وبرامج إذاعية على مختلف القنوات الإعلامية في الدولة، أبرزها لقاء في تلفزيون عجمان ضمن حلقة لبرنامج بالقانون بعنوان "في بيتنا مدمن"، حيث جرت مناقشة الخدمات العلاجية التأهيلية التي توفرها الجهات المختصة من ضمنها مستشفى الأمل ودور العلاج في رحلة التعامل مع المدمن ودور الأسرة في دعم المدمن في علاجه. كما جرت المشاركة في المجالس الرمضانية للفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الإماراتي، والذي تم خلالها التطرق لخطورة الإدمان.
وسبق أن شاركت الوزارة بورشة عمل عن الإدمان وآليات التماسك الأسري في قمة أقدر العالمية التي تعنى بتطوير المجتمعات المستدامة وضمان مصلحة المجتمع ككل وتمكين أبنائه ودعم المبادرات التوعوية والهادفة بما يخدم كل فئات المجتمع ويصب في صالح تطويره، كما سعت الوزارة إلى وضع خطة للخبراء الزائرين في مجال الصحة النفسية، ضمن برنامج الأطباء الزائرين، وذلك للاستفادة من خبراتهم، حيث قامت نخبة من الأطباء المتخصصين في الطب النفسي للأطفال والبالغين بزيارة مستشفيات دولة الإمارات، في حين أن الوزارة اليوم في صدد استقبال خبراء في العلاج بالنطق لكل الوحدات النفسية في مستشفيات الدولة التابعة لها.