مصر تؤهل ضحايا كورونا "نفسيا" عبر الإنترنت
الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمصر، تكشف عن تدريب 150 متخصصا في الصحة النفسية عبر الإنترنت
بدأت مصر اتخاذ الخطوات اللازمة لتعزيز الصحة النفسية في مواجهة فيروس كورونا الجديد، والذي أشاع حالة من الذعر بين الكثيرين، لا سيما كبار السن منهم.
وقالت الدكتورة منن عبدالمقصود، الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان بمصر، إنه تم تدريب 150 متخصصا في الصحة النفسية عبر وسائل الإنترنت للتواصل عن بعد على تقديم الدعم النفسي للمصابين بفيروس كورونا المستجد وأهالي المصابين والفريق العلاجي في مستشفيات العزل وباقي فئات المجتمع.
وأكدت أنه إلى جانب إنهاء هذه المهمة خلال اليومين السابقين، فقد قامت أيضا الأمانة العامة للصحة النفسية بدعوة جميع المتخصصين في الصحة النفسية والمبادرات المجتمعية وأقسام الطب النفسي بالجامعات المصرية لحضور التدريب عن بعد، لافتة إلى أن كل ذلك يتم في إطار الجهود المبذولة من جانب الدولة لمواجهة الوباء.
وأوضحت أن الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان تلقت منذ إعلانها يوم السبت الماضي عن هذه الدورات التدريبية 1500 طلب من أفراد وجهات تهتم بالدعم النفسي أثناء الأزمات منهم أطباء واختصاصيون نفسيون واختصاصيون اجتماعيون وتمريض، ويجري تقديم التدريبات لهم عبر وسائل الإنترنت للتواصل عن بعد، موضحة أن التدريبات تتضمن مهارات وتقنيات علاجية تستخدم في وقت الحوادث الكبرى، كما قام بالتدريب بعض الخبراء الأجانب والمصريين.
ومن جانبها أعلنت وزارة الصحة والسكان بمصر، عددا من النصائح للمواطنين لمساعدتهم في التغلب على الشعور بالقلق الناجم عن فيروس كورونا المستجد "كوفيد 19"، خلال فترة الإجراءات الاحترازية التي تتخذها الدولة لمواجهة الفيروس داخل البلاد.
وأوضح الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة والسكان لشؤون الإعلام والمتحدث الرسمي للوزارة، أن الشعور بالخوف والقلق الناجم عن انتشار فيروس كورونا أمر طبيعي خلال هذه الفترة، لكن ينبغي التغلب عليه تجنبا لأية آثار نفسية سلبية قد تترتب على تلك الفترة خاصة للأطفال وكبار السن، مشددًا على ضرورة التزام المواطنين بالبقاء في المنزل لحماية أنفسهم.
وأضاف "مجاهد" أن هذه النصائح تتضمن ضرورة اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن، والحصول على قسط جيد من النوم، وممارسة التمارين الرياضية، والامتناع عن التدخين وتناول الكحوليات، مشيرًا إلى أهمية التواصل مع الأصدقاء ودائرة المعارف عبر الهاتف أو وسائل التواصل الاجتماعي، للتخفيف من حدة التوتر خلال هذه الفترة.
تمارين التأمل
وقال "مجاهد" إن ممارسة تمارين التنفس والتأمل البسيطة وغيرها من التمارين العقلية تساعد على الهدوء النفسي والخروج من دائرة القلق، بالإضافة إلى الانشغال بالأمور الإيجابية، لافتا إلى أهمية التقارب الأسري، وممارسة أنشطة مشتركة مع كافة أفراد الأسرة.
كما وجه مجاهد عددا من النصائح لأولياء الأمور لمساعدة الأطفال في التغلب على الشعور بالخوف تجاه انتشار فيروس كورونا، والذي ينتج عنه عدد من الاضطرابات في سلوك الطفل مثل الحركة الزائدة وكثرة التساؤل، مؤكدا أهمية منح الأطفال المزيد من الوقت والاهتمام، والتحدث معهم بلطف، وتخصيص مساحة من الوقت للعب والراحة وممارسة الأنشطة، وتجنب عزلهم عن القائمين على رعايتهم بقدر الإمكان، مشددًا على ضرورة التجاوب مع ردود فعل الطفل، وتقديم الدعم له، والاستماع إلى مخاوفه.
وتابع "مجاهد" أنه ينبغي الحفاظ على الروتين اليومي للأطفال قدر الإمكان، ومساعدتهم على إنشاء جداول زمنية جديدة تشمل الدراسة والتعلم، مشيرا إلى ضرورة توضيح حقيقة ما يجري للأطفال، وتقديم معلومات واضحة لهم عن كيفية الوقاية من الفيروس، بعبارات يسهل عليهم فهمها وتتناسب مع فئتهم العمرية، مشددا على عدم تعرضهم كثيرا للأخبار والمعلومات الخاصة بالفيروس إذا كان ذلك سيؤثر عليهم بالسلب.
وأكد "مجاهد" ضرورة تقديم الدعم النفسي لكبار السن خاصة الذين يعانون من أمراض مزمنة، ومساندتهم بالتواصل المستمر مع العائلة والأصدقاء عبر الهاتف، حيث إنهم أكثر أشخاص يشعرون بالقلق والضغط النفسي خاصة مع العزلة والتوقف عن الأنشطة المعتادة خلال هذه الفترة، لافتا إلى ضرورة مشاركتهم بالمعلومات بالطريقة البسيطة التي تسهل عليهم استيعاب المعلومات، بالإضافة إلى مشاركتهم مع الأسرة في تعليمهم التدابير الوقائية مثل غسل الأيدي بالماء والصابون باستمرار، وتشجيعهم على استمرار أنشطتهم داخل المنزل، واستشارة الطبيب المتخصص إذا لزم الأمر.
وأشار "مجاهد" إلى تخصيص خطين ساخنين للأمانة العامة للصحة النفسية لتقديم الدعم النفسي للمواطنين المتواجدين بالمنازل خلال هذه الفترة.