بوتين وسباق الكرملين.. ماذا يؤرق «القيصر»؟
في استحقاق أكثر ما يثير فيه نسبتا الفوز وكذلك المشاركة، تنطلق يوم الجمعة انتخابات الرئاسة الروسية، التي من المتوقع أن يحسمها فلاديمير بوتين.
ويخوض الرئيس الروسي الانتخابات التي ستعقد على مدار 3 أيام، في مواجهة 3 مرشحين، إلا أن استطلاعات رأي تشير إلى أنهم لن يتجاوزوا 6%، في حين 81% تقريبا لديهم ثقة عالية تجاه بوتين، لا سيما مع استمرار أزمة أوكرانيا.
وفي ظل استمرار العملية العسكرية الروسية الخاصة في الأراضي الأوكرانية للعام الثالث على التوالي تأتي انتخابات رئاسة روسيا 2024 بظروف «استثنائية»، جعلتها أقرب إلى «استفتاء» على سياسات الرئيس الحالي.
- كل ما تريد معرفته عن انتخابات روسيا 2024
- «دليل ثقة».. استطلاع للرأي: بوتين سيفوز برئاسة روسيا بنسبة 82%
فهل يحسمها بوتين؟
رغم أن الخبير السياسي الروسي رولاند بيغاموف، توقع في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن يفوز الرئيس بوتين بولاية جديدة، لكنه يرى أنه من الأهمية بمكان المشاركة في ظل هذه الظروف الاستثنائية.
ويقول بيغاموف إن كل المرشحين في هذا الاستحقاق موحدون فيما يتعلق بمستقبل روسيا والموقف تجاه عملية أوكرانيا، مؤكدا أن مسألة فوز بوتين «محسومة بالطبع».
ويوضح الخبير الروسي أن حسم الرئيس الحالي للفوز يأتي من كونه عدم وجود مقارنة بينه وأي من الساسة الذين يشاركون في الانتخابات من حيث الخبرة والثقل السياسي، مشيرًا إلى أن الذين سيصوتون للمرشحين الثلاثة الآخرين معظمهم من أعضاء أحزابهم.
ورغم إشارته إلى أن بعض الأصوات قد تذهب لمنافسي الرئيس الروسي، إلا أن الخبير السياسي الروسي توقع فوز بوتين بنسبة تصل إلى 75% من الأصوات الصحيحة للناخبين، معتبرا أن ترشحهم يأتي في إطار المشاركة السياسية من أجل مزيد من الحضور مستقبلا.
ويبلغ عدد الناخبين المؤهلين للإدلاء بأصواتهم حسب لجنة الانتخابات المركزية هذه المرة 112 مليون ناخب، وهناك نحو 2 مليون ناخب يعيشون في الخارج.
طبيعة المنافسة
وحول اتهام السلطات الروسية بعدم إتاحة الفرصة للمعارضة في هذه الانتخابات، قال الخبير الروسي إن المعارضة نوعان، المنظمة وغير المنظمة، معتبرا الأخيرة «ليس لها قاعدة شعبية، وتعمل من خلال منظمات غير حكومية، ما يعني انطباق عليهم قانون الوكلاء الأجانب».
وتابع: في هذه الانتخابات ليس لديهم أي وجود، فقد حاولوا التقدم، لكن لم يتمكنوا من جمع الأصوات اللازمة للترشح، لافتا إلى أنهم بدلا من ذلك لجؤوا إلى الدعوات العامة عبر شبكات التواصل الاجتماعي لعدم المشاركة.
ويرى أن الهدف من دعوات المقاطعة تقليل نسبة المشاركة، وبالتالي إظهار أن الرئيس بوتين ليس لديه قاعدة شعبية، حسب تصريحاته، منوها إلى أنه يجب الأخذ في الاعتبار أنه ليس كل من يقاطع يُصنف على أنه ضد الرئيس الحالي.
وفي مواجهة الرئيس الروسي يخوض السباق الرئاسي نيكولاي خاريتونوف من الحزب الشيوعي، وليونيد سلوتسكي من الحزب الديمقراطي الليبرالي القومي، وفلاديسلاف دافانكوف من حزب الشعب الجديد.
هذا هو الأهم
ويعتقد مراقبون أن بوتين يولي أهمية كبيرة لنسبة المشاركة في الانتخابات؛ إذ يضع رهانه على أن يعزز الإقبال على الانتخابات من حضوره على الساحة الدولية.
وضع قال عنه بيغاموف إن الأهم في هذا الاستحقاق المشاركة، لا سيما في ظل الظروف الاستثنائية للعملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا.
واعتبر أن نتيجة الانتخابات ستظهر مدى توحد الشعب الروسي حول بوتين، مشيرا إلى أن كل المنافسين يدركون مدى أهمية تحقيق موسكو لأهداف العملية العسكرية، وهناك توحد حول هذه النقطة.
وكان بوتين قد أعلن في ديسمبر/كانون الأول الماضي على هامش مراسم تقليد أوسمة في الكرملين أنه "لا خيار آخر" لديه سوى الترشح للانتخابات الرئاسية، والذي كان قد حصل فيها عام 2018 على 76.7% من الأصوات.
aXA6IDE4LjIxOS4xOC4yMzgg جزيرة ام اند امز