بوتين وسباق الكرملين.. هل يكفي الفوز؟
هل يكفي أن يحصل فلاديمير بوتين على تأشيرة العودة للكرملين أم أن فوز الرئيس المنتهية ولايته يتطلب أكثر من مجرد تصدر نتائج الاقتراع؟
هذا ما أجاب عنه مقال منشور بموقع مجلس العلاقات الخارجية الأمريكي، حاول فيه الخبير السياسي توماس غراهام استكشاف مدى أهمية فوز الرئيس بوتين في الانتخابات.
وأشار المقال إلى أن الانتخابات المقررة في وقت لاحق هذا الشهر ستكون الأولى التي تجري في ظل حرب كبرى، ويعول عليها الرئيس فلاديمير بوتين لإظهار قوي للوحدة الوطنية.
غير كاف
ويرى غراهام، الزميل البارز بالمجلس الذي يعتبر خلية تفكير مستقلة، أن مجرد فوز بوتين غير كاف بالنسبة له، إذ يتعين عليه أن يفوز بطريقة توضح أنه لا يزال يهيمن على النظام السياسي الروسي.
وهذا يعني حشد النخب، بما في ذلك المستويات العليا من المسؤولين الفيدراليين وقادة الأقاليم، لتحقيق مشاركة قوية بالانتخابات، والفوز بنصيب ساحق من الأصوات لصالحه.
وبحسب المقال، فإن تحقيق مثل هذه النتيجة يشكل أهمية كبيرة في هذه الدورة الانتخابية، وهي الأولى في وقت تخوض فيه روسيا حربا كبرى.
واعتبر أن أي إظهار قوي للوحدة الوطنية خلف جهود بوتين في الحرب سيعزز شرعيته بالمقارنة بقلق أوكرانيا إزاء الوضع في أرض المعركة وشعور الغرب المتزايد بالإرهاق إزاء دعم الحرب.
كما سيسعى الكرملين لإظهار دعم قوي في الأقاليم الأوكرانية الخمسة التي تسيطر عليها روسيا كدليل إضافي على رضا المواطنين العميق فيها عن إعادة توحيدهم مع روسيا.
ثقة ودعم
وبالنسبة لـ«غراهام». فإن بوتين أبدى قدرا كبيرا من الثقة وهو يلقي ما يماثل خطاب حالة الاتحاد في 29 فبراير/ شباط الماضي.
وفي خطابه حينها، أشاد بصمود ووحدة الشعب الروسي في المعركة الجارية بأوكرانيا وبمواجهة التحدي الأوسع نطاقا من جانب الغرب، الذي أكد على أنه مصمم على تفكيك الدولة الروسية.
وألمح بوتين إلى أن الحرب الهجين مع الغرب ستكون السمة المهيمنة خلال الستة أعوام القادمة، أي خلال ولايته المقبلة، وتعد مواجهة هذا التحدي محل اهتمام الكرملين الرئيسي.
وفي مسعى لتعزيز ميزة روسيا التنافسية، أعلن بوتين عن خمسة مشروعات وطنية جديدة تركز على الأسرة، والصحة، والتعليم والبيانات الكبيرة، والتكنولوجيا.
ومن ناحية أخرى، أشار مركز ليفادا، وهو آخر مركز استطلاع رئيسي مستقل في روسيا، إلى وجود دعم شعبي واسع النطاق للحرب على أوكرانيا بنسبة 75 بالمائة - ولبوتين كرئيس (بنسبة أكثر من 80%).
ورغم أن أكثر من نصف المواطنين يدعمون مفاوضات السلام، فإن لدى عدد قليل للغاية منهم استعدادا لتقديم أي تنازلات لأوكرانيا من أجل تحقيق السلام.