بوتين غاضب من ماكرون.. ويأمل في تصحيح معلوماته بأقرب وقت
رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على اتهامات نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون بأن موسكو تشعل الصراع في القوقاز، معتبرا أنها غير مقبولة.
وقال بوتين، في كلمته خلال افتتاح قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة في كازاخستان، إن "تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غير صحيحة وغير مقبولة.. وروسيا تسعى دائما بإخلاص إلى تسوية أي صراع بما في ذلك في قره باغ".
الرئيس الروسي أضاف: "لقد فوجئت بقراءة بعض تصريحات الرئيس الفرنسي أمس.. أعتقد أن هذه التصريحات تفتقر إلى فهم مسار الصراع".
وتابع قائلا إنه "على ما يبدو ماكرون ليست لديه معلومات عن موقف الأطراف. لذلك، فإن التصريحات غير صحيحة، بل أود أن أقول إنها غير مقبولة"، مشيرا إلى أنه سيناقش مع ماكرون تصريحاته في "فرصة سانحة".
وشدد الرئيس الروسي على أن روسيا سعت دائما بإخلاص إلى حل أي نزاعات، بما في ذلك القضايا المتعلقة بقره باغ وما حولها.
انطلقت اليوم الجمعة في مركز المؤتمرات بالعاصمة الكازاخستانية آستانة، أعمال قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة بحضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وكان ماكرون قد وجه اتهامات لروسيا بمحاولتها "إشعال الصراع" بين باكو ويريفان وزعزعة الاستقرار في منطقة القوقاز على خلفية النزاع بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم ناغورني قره باغ.
وفي ظل تزايد عزلة موسكو على الساحة الدولية منذ بدء عمليتها العسكرية في أوكرانيا أواخر فبراير/شباط الماضي، يلعب كلّ من الولايات المتّحدة والاتّحاد الأوروبي دوراً رئيسياً في الوساطة بين باكو ويريفان.
وأرمينيا وأذربيجان بلدان من القوقاز وخاضا حربا عام 2020 من أجل السيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي انفصلت عن أذربيجان قبل 3 عقود، أودت بحياة نحو 6500 شخص وانتصرت فيها أذربيجان، واسترجعت مساحات واسعة من الأراضي.
وأعلنت أذربيجان مطلع أغسطس/آب الماضي سيطرتها على العديد من المواقع وتدمير أهداف أرمينية في ناغورني قره باغ، خلال تصعيد استمر لأيام الحرب.
واندلعت الحرب الأولى بين الجانبين عام 1990 وأودت بحياة أكثر من 30 ألف شخص في ناغورني قره باغ.
وجاءت تصريحات بوتين اليوم خلال افتتاح قمة رؤساء دول رابطة الدول المستقلة في كازاخستان بمشاركة كل من الرئيس التركمانستاني، سيردار بيردي محمدوف، والرئيس الأذربيجاني، إلهام علييف، ورئيس الوزراء الأرمني، نيكول باشينيان، ورئيس أوزبكستان، شوكت ميرزويف، ورئيس قيرغيزستان، صدير جباروف، والرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، والرئيس الطاجيكستاني، إمام علي رحمن، بالإضافة إلى الرئيس الكازاخستاني قاسم جومارت توكايف الذي تستضيف بلاده هذه القمة.
من جهة أخرى، قال بوتين، تعليقا على النزاعات في منطقة رابطة الدول المستقلة، إنه "يتعين علينا بذل قصارى جهودنا لإيجاد مخرج من الوضع الحالي"، مؤكدا ضرورة الاستفادة من النوايا الحسنة في حل أي نزاعات وخلافات في مجال رابطة الدول المستقلة.
ووجه بوتين الدعوة لرئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لزيارة موسكو وإجراء محادثات بشأن النزاع الحدودي بين البلدين.
واقترح بوتين إعلان عام 2025 في رابطة الدول المستقلة عام الذكرى الثمانين للنصر والسلام والوحدة في الكفاح ضد النازية، كما وجه دعوة لقادة جميع الدول الأعضاء في رابطة الدول المستقلة إلى بطرسبرج سنة 2023.
وأشار إلى زيادة التبادل الاقتصادي بين دول رابطة الدول المستقلة على خلفية العقوبات وارتفاع حجم التبادل التجاري بنسبة 7% في النصف الأول من العام الجاري.
وبحسب الرئيس الكازاخستاني جومارت فإن هذه القمة ستناقش عددا من القضايا منها المسائل الإنسانية، وكذلك الأمنية، وتعزيز التعاون بين الدول الأعضاء في المنظمة.
من جانبه، قال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إن "رابطة الدول المستقلة تأسست على قاعدة قانونية صلبة، وعلى عكس ما توقعه الجميع فهي باقية وستستمر".
وأضاف بيسكوف في تصريحات لوسائل إعلام روسية اليوم الجمعة أن "رابطة الدول المستقلة حافظت على مكانتها وستظل هيكلا مهما، على الرغم من ظهور وتطور منظمات تكامل إقليمية مهمة أخرى".
وأشار إلى أنه بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، كانت هذه أول منظمة تكامل اتحادية رئيسية، مضيفا أنه على أساس رابطة الدول المستقلة، تتم تهيئة الظروف لآليات تكامل أكثر تقدما، مثل الاتحاد الأوراسي الاقتصادي وغيره.
وتضم رابطة الدول المستقلة روسيا وأذربيجان وبيلاروس وكازاخستان وأرمينيا وقرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان ومولدوفا.