كلمة سر قد تمنع غزوا روسيا محتملا لأوكرانيا
"الضمانات الأمنية" هي كلمة السر التي قد تمنع غزوا روسيا محتملا لأوكرانيا وهي التي قدمتها روسيا إلى الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في ديسمبر/كانون الأول الماضي.
الأبرز ومحل الخلاف في تلك الضمانات هو طلب روسيا إعادة تقويم أداء حلف الأطلسي على مدى العقود الماضية، وهو ما يثير بدوره مخاوف الغرب.
وأبدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين موافقة مبدئية على ردود وزارة الخارجية على الغرب بشأن الضمانات الأمنية التي تسعى إليها موسكو.
ونقلت وكالة أنباء روسية محلية عن الكرملين قوله إن الدبلوماسيين الروس بصدد الانتهاء من نص الردود.
واقترح وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في وقت سابق على بوتين أن تواصل موسكو انتهاج المسار الدبلوماسي في جهودها لانتزاع ضمانات أمنية من الغرب، مع تصاعد التوتر بشأن أوكرانيا.
يأتي ذلك في الوقت الذي تراجع فيه سفير أوكرانيا في بريطانيا اليوم عن تصريحات تشير إلى أن كييف ستعيد النظر في محاولتها الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي في وقت تحشد فيه روسيا قوات ضخمة على مسافة تسمح لها بضرب جارتها، لكنه قال إنه قد يتم تقديم تنازلات أخرى.
ويرى عضو المجلس الأعلى لحركة عموم روسيا "روسيا القوية"، مكسيم باردين، أن "مخاوف روسيا لها ما يبررها. ففي الحقيقة، أدى توسع الناتو إلى 30 دولة إلى احتكار الكتلة لقضايا بناء نظام الأمن الأوروبي".
وغداة إعلان واشنطن أن روسيا أصبحت قادرة الآن على غزو أوكرانيا في أي لحظة بأي ذريعة، حذرت مجموعة الدول السبع الكبرى روسيا من عواقب اقتصادية "وخيمة" إذا أقدمت على هذه الخطوة، متعهدة بتقديم الدعم السريع لأوكرانيا.
ووصف رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الوضع بأنه "خطير للغاية".
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن مسؤول عسكري روسي كبير قوله إن موسكو مستعدة لفتح النار على أي سفن أجنبية تدخل مياهها الإقليمية بصورة غير مشروعة.
فيما أضاف رئيس إدارة العمليات في هيئة الأركان العامة الروسية ستانيسلاف جادجيماجوميدوف أن أي قرار من هذا القبيل لن يُتخذ إلا على "أعلى المستويات".
وتنفي موسكو أي نية للغزو، رغم حشدها أكثر من 100 ألف جندي بالقرب من حدود أوكرانيا، وتتهم الحكومات الغربية بالتصرف "بهستيريا".
لكنها أوضحت أنها ترى أن مسعى الجمهورية السوفيتية السابقة لتوثيق العلاقات مع الغرب، لا سيما محاولة الانضمام لحلف الأطلسي، يمثل تهديدا لها.
وقال الكرملين إن أوكرانيا في حالة تراجعها عن مسعى الانضمام للتحالف العسكري الغربي، فسوف تقدم مساعدة كبيرة في معالجة المخاوف الروسية.
كانت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) قد نقلت عن السفير الأوكراني فاديم بريستايكو قوله إن أوكرانيا قد تبدي "مرونة" إزاء هذا الهدف، "خاصة بعد تهديدنا بهذه الطريقة وابتزازنا والضغط علينا من أجل ذلك".
لكنه أضاف في وقت لاحق، أن تصريحاته أسيء فهمها فيما يتعلق بحلف الأطلسي، غير أن بلاده مستعدة لتقديم تنازلات أخرى.
aXA6IDMuMTUuNy4yMTIg
جزيرة ام اند امز