على مسار المستقبل المستدام، تسطع العلاقات الإماراتية الروسية في مجال الطاقات المتجددة والنظيفة؛ كنموذج عالمي يحتذى.
لذلك؛ يمكن القول إن البلدين بمثابة شريكين استراتيجيين في إنقاذ المناخ وكوكب الأرض من أجل مجتمعات أكثر ازدهاراً للبشرية والأجيال القادمة.
دعم روسي كامل لمسار «COP28» النبيل
وعلى هامش منتدى الأسبوع الروسي للطاقة، الذي استضافته موسكو خلال الفترة 11 – 13 أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكد الرئيس فلاديمير بوتين دعم بلاده الكامل لمؤتمر الأطراف COP28، فدولة الإمارات تمهد كوكب الأرض لمسار نبيل للغاية قوامه الاستدامة؛ حيث يرتكز على مشروعات الطاقة الخضراء.
كما أكد الرئيس الروسي أن مشاركة بلاده في الحدث المناخي المرتقب والأبرز عالمياً، ستكون على مستوى عالٍ، مشيراً إلى أن روسيا لديها خطة انتقال إلى الطاقة الخضراء، وتعمل على تنفيذها كاملة والوفاء بكافة التعهدات والالتزامات تجاهها، بل والتشديد على مواصلة ذلك النهج مستقبلاً.
وكانت روسيا قد أكدت دعمها في يوليو/تموز الماضي لرئاسة الإمارات لمؤتمر "كوب 28"، على أمل أن تحقق القمة إمكانية إحراز تقدم حقيقي في جدول أعمال المناخ العالمي.
من جهته، أشاد مستشار الرئيس الروسي لشؤون المناخ، رسلان إيديلغيرييف، في 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بتنظيم دولة الإمارات لقمة COP28، وأكد أن روسيا تنفذ الالتزامات التي أخذتها على عاتقها في مجال المناخ.
وأشار إلى أن روسيا اعتمدت مؤخراً عقيدة جديدة في مجال المناخ تتضمن تحقيق الحياد الكربوني في روسيا بحلول العام 2060، والذي يتضمن خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ونظائره في عملية أنشطة الإنتاج إلى الصفر.
- خبراء: COP28 فرصة مواتية لإيجاد حلول جذرية تعالج قضايا العالم
- تاريخ جديد للمناخ يُكتب في أبوظبي.. تفاصيل اتفاق طال انتظاره حول «الخسائر والأضرار»
استثمار جميع الفرص من أجل الأجيال الحالية والقادمة
وبدوره، شدد سفير دولة الإمارات لدى روسيا محمد أحمد الجابر، على أهمية قمة المناخ "كوب 28" ودورها في مرحلة الانتقال في قطاع الطاقة، وثمّن الدعم المقدم من روسيا لإنجاح القمة.
وجاء تصريح السفير الإماراتي خلال فعالية نظمتها سفارة دولة الإمارات العربية المتحدة الأربعاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، بمناسبة انطلاق قمة المناخ "كوب 28" (COP28) بمدينة إكسبو دبي نهاية الشهر الجاري، وسط حضور واسع من دبلوماسيين وخبراء ومختصين.
وأفاد السفير بأن دولة الإمارات تخطو خطوات حثيثة إلى الأمام في مجال تغييرات المناخ وحماية البيئة، مشدداً على أن دولة الإمارات تعتزم استثمار جميع الفرص والإمكانات المتاحة في هذا المجال وذلك بما يخدم الأجيال الحالية والقادمة.
وأكد أن "كوب 28" سيفتح طرقا وآليات جديدة لتأمين انتقال سلس ومنظم في مجال الطاقة.
وصرح السفير الإماراتي بأن أولوية دولة الإمارات في "كوب 28" هي المحافظة على هدف الوصول إلى 1.5 درجة مئوية وتسريع الانتقال في مجال الطاقة.
شراكة الاستدامة "الاستراتيجية"
ومن خلال أعمال اللجنة المشتركة بين دولة الإمارات وروسيا، يتطلع البلدان إلى تعزيز التعاون المشترك، في عدة مجالات منها الطاقة المتجددة والنظيفة، واستكشاف الفرص الواعدة في مجال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين الأخضر وتسييل الكربون.
ووفق بيانات وكالة Mordor Intelligence العالمية المتخصصة بالقطاعات الصناعية، من المتوقع أن يسجل سوق الطاقة المتجددة في الاتحاد الروسي معدل نمو سنوي مركب يزيد عن 2.16% خلال الفترة المتوقعة 2022-2027.
وبحسب إحصاءات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (IRENA)، من المتوقع أن تصل القدرة الإنتاجية لطاقة الرياح افي روسيا إلى 23 غيغاوات، والطاقة الشمسية الكهروضوئية إلى 5 غيغاوات، والطاقة الحيوية إلى 26 غيغاوات بحلول عام 2030. ومع هذا النمو، من المتوقع وجود فرص متعددة في سوق الطاقة المتجددة.
كما أنه من المرجح أن تؤدي منشآت الطاقة الشمسية المتنامية إلى دفع سوق الطاقة المتجددة في روسيا.
روسيا هي واحدة من أسرع الدول نمواً في تنفيذ مشروعات الطاقة الشمسية في أوروبا. ومع المخاوف المتعلقة بتغير المناخ وارتفاع تلوث الهواء، فإن روسيا لديها خارطة طريق لزيادة حصة الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية في مزيج الطاقة.
اعتباراً من عام 2020، قامت روسيا بتركيب 1428 ميغاوات من الطاقة الشمسية، وهو أعلى نسبيا من 61 ميغاوات التي تم تركيبها في عام 2015.
ونشرت روسيا 233 ميغاوات من الطاقة الشمسية في عام 2021. ووافقت الحكومة الروسية مؤخراً على خطة مناقصة جديدة لمصادر الطاقة المتجددة للفترة 2025-2034، بميزانية إجمالية قدرها 147 مليار روبل. ومن المتوقع أن يؤدي ذلك إلى دفع سوق الطاقة المتجددة في روسيا.
بينما تعتبر دولة الإمارات العربية المتحدة رائدة عالميا في مجال الطاقة الخضراء، حيث استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في مثل هذه المشاريع في 70 دولة، كما أنها تخطط لاستثمار 50 مليار دولار أخرى في الطاقة المتجددة محليا وحول العالم في العقد المقبل؛ وفقاً لوكالة أنباء الإمارات "وام".
ولدولة الإمارات دور رائد في العمل المناخي بصفتها شريكاً مسؤولاً وموثوقاً للمجتمع الدولي في دعم جهود التحول إلى الطاقة النظيفة، إذ تحتضن 3 من أكبر مشروعات الطاقة الشمسية في العالم وأقلها في تكلفة الإنتاج.
وكانت دولة الإمارات أول دولة في المنطقة توقع وتصدق على اتفاق باريس للمناخ وتلتزم بخفض الانبعاثات في جميع القطاعات الاقتصادية، وتعلن مبادرة استراتيجية سعياً لتحقيق الحياد المناخي بحلول عام 2050، وانطلاقاً من سجلها الحافل والريادي تتعهد دولة الإمارات برفع سقف الطموح في هذا العقد الحاسم بالنسبة للعمل المناخي.
وتولي دولة الإمارات اهتماماً كبيراً باستضافتها مؤتمر الأطراف COP28 انطلاقاً من التزامها بالعمل المناخي العالمي وما يمثله المؤتمر من محطة مهمة فيه، خاصةً أنه سيشهد أول حصيلة عالمية لتقييم التقدم المحرز في تنفيذ أهداف اتفاق باريس.
ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 80 ألف مشارك من نحو 197 دولة حول العالم؛ بما يشمل رؤساء دول ومسؤولين حكوميين وقادة دوليين من قطاع الصناعة وممثلي القطاع الخاص بجانب الأكاديميين والخبراء والشباب والجهات غير الحكومية لمناقشة قضية التغير المناخي واستعراض الحلول المبتكرة التي تدعم التعاون متعدد الأطراف والعمل الدبلوماسي المناخي.
ورسخت دولة الإمارات مكانتها وجهةً مثاليةً لاستضافة الفعاليات الدولية رفيعة المستوى التي تركز على العمل المناخي والتنمية المستدامة، وبفضل سجلها الحافل والممتد عقوداً طويلة في الاستثمار في حلول الطاقة النظيفة محلياً وعالمياً، تسهم الإمارات في تعزيز نموذج جديد للنمو الاقتصادي منخفض الانبعاثات بهدف تشكيل قطاعات جديدة وتوفير المهارات والوظائف المطلوبة للمستقبل.
جميع هذه الأسباب وغيرها الكثير، ساهمت بجعل الإمارات بالفعل رائدة على مستوى العالم في مجال مكافحة تغير المناخ.