"الخصوبة والمواليد".. تصعيد حرب أوكرانيا يهدد الديموغرافيا الروسية
توقعت وكالة بلومبيرج الأمريكية أن يؤدي تصعيد الحرب في أوكرانيا إلى تسريع الانهيار الديموغرافي في روسيا.
وأشار تقرير الوكالة إلى أن الخسائر في الأرواح في المعركة، واستدعاء 300 ألف جندي من الاحتياط للمشاركة في القتال، تشكل عقبات في طريق أهداف بوتين لبدء الاستقرار السكاني هذا العام.
ورأت الوكالة أن الاضطرابات الناجمة عن الحرب ستحدث أزمة سكانية تعود جذورها إلى التسعينيات، حيث عاشت روسيا أوضاعا اقتصادية بالغة الصعوبة بعد تفكك الاتحاد السوفيتي أدت إلى انخفاض معدلات الخصوبة.
ووفقا للتقرير فقد كان الرئيس بوتين يأمل في الحد من انخفاض عدد السكان في 2022، قبل عودته للنمو في 2030. لكن تقريرا طرح في اجتماع مغلق للمسؤولين الروس خلص إلى أن تحقيق هذه الأهداف غير واقعي.
وتوقع الباحث إيجور إفريموف، والمتخصص في التركيبة السكانية بمعهد جيدار في موسكو، أن تشهد روسيا أقل من 1.2 مليون ولادة العام المقبل، وهو ما يعد الأدنى في التاريخ الحديث.
وأوضح أن استمرار العملية العسكرية والتعبئة حتى نهاية الربيع المقبل يتوقع معه أن ينخفض عدد المواليد إلى مليون فقط حتى منتصف عام 2024، وهو مستوى لم تشهده روسيا سوى واحدة بين عامي 1999 إلى 2000.
وأشارت الوكالة إلى أن الاقتصاد الروسي مهدد بالركود بسبب الافتقار إلى الموظفين الشباب، وتقدر الوكالة معدل النمو المحتمل لروسيا في الوقت الراهن عند 0.5 بالمائة، بانخفاض نقطتين مئويتين عما قبل الحرب.
ونقلت الوكالة عن اقتصاديين قولهم إن التركيبة السكانية غير المواتية في المناطق الأوكرانية التي يخطط بوتين لضمها ستضيف على الأرجح إلى التحديات التي تواجهها روسيا من الأزمة السكانية المتزايدة.
وقالت "بلومبيرج" إنه في حين أن الصدمات الديموغرافية عادة ما تستمر على مدى عقود، فإن تداعيات العملية العسكرية تجعل أسوأ السيناريوهات أكثر احتمالاً وأقرب بكثير مما كان متوقعاً.
وقال إخصائيو الاقتصاد في وكالة بلومبيرج إن عدد سكان روسيا انخفض وستعمل الحرب على تقليصه أكثر. وأهم أسباب ذلك هي الهجرة وانخفاض معدلات الخصوبة وضحايا الحرب.
ويرى ألكسندر إيزاكوف أن التعبئة تأتي في أكثر اللحظات خطورة على الإطلاق بالنسبة للتركيبة السكانية الروسية، حيث انخفض عدد النساء في سن الإنجاب بنحو الثلث في العقد الماضي. كما أنه يتزامن مع أحد أعلى معدلات الوفيات في العالم، وتدافع الروس للهجرة والتساؤلات حول قدرة روسيا على جذب العمال من الخارج.