خطوة بوتين التالية بأوكرانيا.. صحيفة تضع 3 خيارات
قالت مجلة "فورين أفيرز" إنه للمرة الأولى منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا أمام الرئيس الروسي 3 خيارات للتعامل مع التراجع بشرق أوكرانيا.
وأشار تقرير المجلة الأمريكية إلى أن تراجع الجنود الروس في خاركيف واستيلاء القوات الأوكرانية السريع على الأراضي التي تمتد على حوالي 2000 ميل مربع في الشرق والجنوب، أظهر بوضوح تفوق أوكرانيا وتوقعات بمعاناة القوات الروسية في المستقبل.
ويرى التحليل أنه رغم فشل موسكو في الاستيلاء على كييف في فبراير/شباط 2022، لا يزال بوتين يحتفظ بخيارين، الأول هو استمرار الحرب على المدى الطويل، مع توقعات بإنهاك الجيش الأوكراني وأن الحرب تسير لصالح روسيا.
أما الخيار الثاني فهو يضمن بقاء المجتمع الروسي بمعزل عن الحرب، على افتراض قدرة بوتين على الإبقاء على مستويات عالية من الدعم المحلي طالما كان الروس العاديون غير معرضين لتكلفة الحرب، لكنها أشارت إلى أن"نجاحات أوكرانيا في ساحة المعركة حول خاركيف قلبت هذه الحسابات بشكل كبير".
ووفق المجلة الأمريكية يواجه بوتين الآن مجموعة من الخيارات القاسية، تتمثل في الإبقاء على مستويات القوات الروسية دون تغيير، والاستمرار في عزل المجتمع الروسي عن الحرب، أو اللجوء إلى اختيار التجنيد الإجباري، لكن كلا الخيارين يشكلان تهديدا لشرعيته، وفق قولها.
وأضافت: "حال اختار بوتين السيناريو الأول فسيتخلى عن "احتمالية النصر ويواجه خطر الهزيمة التامة".
وتابعت:" لقد بدأت الأصوات القومية المؤيدة للحرب تعلن رفضها أكثر فأكثر عن إدارة الحرب، حيث كانت تتوقع هذه الأصوات النصر في حملة سريعة، وقد يؤدي استمرار الوضع الراهن إلى انشقاقات جديدة وخطيرة بالنظام الروسي".
من ناحية أخرى، من شأن التعبئة أو التجنيذ الإجباري أن تزعج إدارة الكرملين الحذرة بشأن الحرب في الداخل بشكل جذري. وقد تبدو زيادة القوة البشرية الروسية خيارا منطقيا لبلد يبلغ عدد سكانه ثلاثة أضعاف سكان أوكرانيا، لكن شعبية الحرب اعتمدت على كونها بعيدة عن الداخل.
وعلى الرغم من خطاب الكرملين بشأن "اجتثاث النازية من أوكرانيا"، لكن الحرب بالنسبة للسكان الروس تختلف تماما عن الصراع الوجودي المباشر الذي عانت منه روسيا في الحرب العالمية الثانية.
ويخشى الكرملين أن يواجه بإعلانه معارضة محلية للحرب لا يبدو غالبية الروس مستعدين لخوضها.
وبطبيعة الحال، قد يلجأ بوتين إلى أي من هذين الخيارين، وقد يسعى لتغيير الحرب بإيجاد حل وسط بين التعبئة الكاملة واستمرار الوضع الراهن.
وبالنظر إلى المخاطر المحلية المرتبطة بكل من التعبئة والانسحاب، بحسب مجلة "فورين أفيرز"، قد يحاول بوتين إيجاد حل وسط.
وبالنسبة لأوكرانيا والغرب، سيكون هذا الخيار أقل خطورة من التعبئة الكاملة ولكنه سيظل تحديًا خطيرًا خلال الأشهر والسنوات المقبلة.
وبحثًا عن طرق جديدة للتعامل مع الحرب دون مخاطر التعبئة، يمكن أن يتخذ بوتين العديد من الإجراءات، مثل التعبئة السرية، وسيكون اختيار هذا الطريق الوسطي نموذجيا.