أحلام الانقلابيين تتبدد.. وروسيا لن تنجد صالح
مراقبون تحدثوا لبوابة "العين" الإخبارية اعتبروا خطوة حزب صالح باللجوء لروسيا دليل على تراخي جبهة الانقلابيين وإحساسها بالهزيمة.
أفلس الانقلابيون في اليمن سياسياً، مثلما أفلسوا على حد كبير ميدانياً مع اشتداد المعارك في مختلف جبهات القتال لاسيما في جبهة الساحل الغربي الذي حققت فيها القوات المسلحة اليمنية والمقاومة الشعبية وبدعم من التحالف العربي انتصارات كبيرة.
الإفلاس السياسي والتراجع الميداني دفع حزب الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح الموتمر الشعبي العام، للاستنجاد بروسيا للتدخل في الأزمة اليمنية، وذلك لإيقاف الحرب واستئناف المفاوضات السياسية التي بدا صالح يشعر بأنها قد تكون مخرجاً له لإنقاذه من الحسم العسكري.
ميدانياً استطاعت القوات الوطنية اليمنية والمقاومة الشعبية بدعم من التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن استعادة مدينة المخا وميناءها الهام الذي استخدمه الانقلابيون للحصول على الأسلحة والوقود طوال فترة الحرب، كما استخدمه الرئيس السابق علي صالح طوال فترة حكمه كمنفذ هام واستراتيجي للتهريب وجني الأموال.
إنفوجراف.. غارات التحالف.. ضربات قاسية وخسائر موجعة للحوثيين
الجيش اليمني يسيطر على "المخا" بالكامل.. والحوثيون يفرون شمالا
مراقبون تحدثوا لبوابة "العين" الإخبارية اعتبروا خطوة حزب صالح الأخيرة دليل على تراخي جبهة الانقلابين وإحساسها بالهزيمة لاسيما بعد انتصارات الساحل الغربي التي حققتها قوات الشرعية والتحالف العربي.
مسعى من جانب المتمردين هو محاولة من صالح وحلفائه لإغراء روسيا للعب دور مماثل في اليمن، مشابه للدور الذي تلعبه في سوريا، غير أن روسيا، حسب مراقبين للشأن اليمني تدرك تماماً اختلاف الموازين في اليمن خصوصاً بعدما إلقاء التحالف العربي بثقله في معركة اليمن كونها معركة متعلقة بأمن الخليج.
كما استبعد مراقبون أن تتورط روسيا في اليمن لاسيما وهي قد أعلنت موقفاً داعماً لقرارات الأمم المتحدة الداعمة للشرعية في اليمن، لتترك موسكو صالح وحلفاءه يلقون مصيرهم.
المعركة مختلفة
يقول المحلل السياسي اليمني عبدالباسط القاعدي، في تصريح خالص لـ"العين"، إنه ومنذ اللحظة الأولى وصالح يحاول اللعب على ورقة روسيا، ويغريها بلعب دور في اليمن مشابه للدور الذي تلعبه في سوريا.
وأوضح القاعدي أن صالح وحلفاءه يدركون أن هذا الأمر في حكم المستحيل لعدة أسباب أهمها أن التحالف العربي بقيادة المملكة ألقى بثقله في اليمن، على اعتبار أنه ملف يهم التحالف وذات خصوصية مرتبطة بأمن واستقرار دول الخليج، كما أن دور روسيا في سوريا يعود لأسباب سياسية واقتصادية، واُخرى متعلقة بالنفوذ وهو ما لم يتوفر في الملف اليمني.
وأضاف أن دور روسيا في اليمن ظهر منذ القرار 2216 حين صمتت عن التصويت، وهو ما اعتبر موافقة على القرار وعلى الدور الذي لعبه التحالف العربي لاحقاً، وبالتالي لن يتغير الموقف الروسي كثيراً، وهو ما يجعل كل جهود صالح المتكررة في هذا المجال فاشلة وتذهب أدراج الرياح.
اشتداد الحصار
اشتداد الحصار على الانقلابيين مع قرب إغلاق ميناء الحديدة قد يدفعهم لتقديم تنازلات للقبول بتسوية سياسية لإنقاذ أنفسهم ولضمان بقائهم في المشهد، لكن هذه التسوية تظل مهددة في حال لم يتم القبول بمرجعيات الشرعية اليمنية.
ويعتقد المحلل السياسي عوض كشميم في حديث لـ"العين" أن حزب صالح ذهبوا بمفردهم إلى روسيا لمجرد تدخل روسيا وإيقاف ضغط التحالف عليهم، فهم ربما يحملون مشروع رؤية من طرفهم ويريدون أن تقنع روسيا طهران بالضغط على الحوثيين، لأن الحوثيين تجاهلوا جناح صالح في المؤتمر الشعبي، بعد الإعلان عن مجلسهم السياسي.
ورجح كشيم ألا تجازف روسيا بالدخول في حرب غير مدروسة من حيث مصالحها وحساباتها، لافتاً إلى أن الانقلابيين شعروا بتزايد الضغط عليهم بعد أن وصلت قوات الشرعية والتحالف إلى الحديدة، الشريان الذي يغذي صنعاء.
وقال المحلل السياسي هم يحاولون التذرع بالملف الإنساني لاستمرار تدفق المواد الغذائية والوقود والأدوية وغيرها عبر تشغيل الموانئ.
واختتم كشيم بالقول إنه في الأخير وحين يشعر الانقلابيون بتأثير الحصار عليهم سيقبلون بتسوية تحفظ لهم البقاء كقوة في أي ترتيبات مستقبلية.
ما لا مجال فيه للتحليل هو واقع الانتصارات الميدانية التي تحققها الشرعية اليمنية، كما أن روسيا لم تتفاعل الآن مع مطالب حزب صالح، الأمر الذي يرى فيه مراقبون موقفاً روسياً ثابتاً منذ بدء الحرب في اليمن تحاول موسكو من خلاله أن تبتعد بنفسها من التورط فيها بعدما أثقلتها كثيراً الحرب السورية.
aXA6IDMuMTQ0LjIwLjY2IA==
جزيرة ام اند امز